هل معلم التربية الفنية مسؤول عن الجو الجمالي بالمدرسة؟

نعم هو مسؤول!!

ما طبيعة هذه المسؤولية ؟؟

من يحدد آليات العملية ؟؟

هل المعلم مستشار أم منفذ ؟؟

وغيرها من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات

المعلم كما سبق وأن قلت هو مسؤول وتتمثل تلك المسؤولية في تكوين وتوفير الشعور بالقيمة الجمالية في أجواء المدرسة عند الطلاب.

ولكن كيف ؟؟ هل يجب أن يكون متسلقا على سلم ليصبغ جدران المدرسة؟؟ أم ممسكا بالمسامير والمطرقة ليعلق الستائر في غرفة المدير؟؟

إن مسؤولية معلم التربية الفنية تتأكد من خلال تعويد الطلاب على حب وممارسة العمل الفني وإشراكهم في العمل الخاص بالنشاط وفي تزيين ردهات المدرسة بأعمالهم هم وليس أعماله هو... يمكن أن تستخدم أعماله كوسيلة في حجرة أو مرسم التربية الفنية ولكن أعمال الطلاب هي التي يجب أن تزين ممرات المدرسة.

معلم التربية الفنية مسؤول عن الجوانب التربوية فيما يتعلق بالتربية عن طريق الفن... داخل الحصة وخارجها. ويبقى جانب التنفيذ مسألة تفاهم وتعاون بين المعلمين والمدرسة فمن غير المعقول أن يكون شخص واحد مسؤول عن أعمال لا يقوم بها غيره.

في يوم من الأيام نقلت إلى مدرسة لأشارك المعلم الموجود فيها في جدول المدرسة التي توسعت بعد إنضمام مدرسة اخرى لها وكانت سمعة ذلك المدرس الكبير تسبقه دائما بأنه من أفضل المعلمين في المنطقة..

ولكن عندما جئت إلى المدرسة وجدته بملابس رياضية يحمل علبة كبيرة بها أنواع عديدة من المسامير والمطارق ويسير خلفه عامل أسود... فسألته ماذا تصنع فقال لي "لقد طلب مني مدير المدرسة نزع باب حجرة المعلمين لأنهم لم يسمعوا جرس بداية الحصة عندما كان الباب مغلقاً" فضحكت وقل له كان الله في عونك وعونهم.

بعد فترة كانت لي جلسات عديدة مع ذلك المدرس كنت أكلمه فيها صراحة عن دوره الحقيقي كمعلم لمادة التربية الفنية.

في يوم من الأيام وجدت مدير المدرسة يكلمني بحنق شديد حين علم أن سبب رفض ذلك المعلم لطلباته المستبدة هو حديثي معه ونصائحي له....

ذات يوم كلمني ذلك المعلم هاتفيا وطلب مني السماح لأنه كان ينقل كلامي إلى مدير المدرسة ويقول له بأنني أحاول تخريبه عليه.

طلب المعلم صاحبنا النقل من المدرسة وبقيت فيها لفترة ولكنه فيما بعد أدرك دوره الحقيقي كمعلم لمادة التربية الفنية.

ولم تخلو جدران مدرسته ليوم واحد قط من أعمال الطلاب ونتائجهم الجميلة. حتى معرض المدرسة الدائم لم يكن ليخلوا من أفضل نتائج يتم تنفيذها.

مع تحياتي

متذوق