الموضوع: المنهج الجديد بإستراتيجية الإستقصاء

السلام عليكم ورحمة الله

سعيد جداً بمشاركة الدكتور الأنديجاني معنا في المنتدى، لكني أعترض على كل ما كتبه وسطرته يداه وكأنه من عالم آخر غير عالمنا عالم التربية الفنية أو كتربويين نعي و ندرك ونعرف ما هي طرائق التدريس وما هي استراتيجياته...
مقدمتي هذه قد تكون قاسية بعض الشيء لكن سأبرر سببها وأحتاج من الأعضاء التركيز قليلاً معي كي لا نخدع بالمسميات الضخمة وبالعبارات المجملة ونكون منطقيين نعطي كل المواضيع حقها، وأحتاج منكم كذلك أن تتحملوا الإطالة مني فالموقف لا يحتمل العجالة ولا الاقتصاص.
 أدرج الدكتور الأنديجاني خطة للتدريس بالاستقصاء الموجه في مادة التربية الفنية للصف (الأول ابتدائي) بعنوان (أزخرف المستطيل والمربع) ثم ذكر أنه نموذج لدرس في التربية الفنية، ويبدو أن الدكتور قد غاب عنه أن هناك فرق بين الدرس وبين الخطة؛ فالخطة لعدة دروس وليست درس واحد، فالتناقض بدأ من ديباجة الدرس التي نسبها لمركز الإشراف التربوي بغرب مكة المكرمة ولا أدري هل للمركز علم بها وهل روجعت مثل هذه الدروس علميا قبل أن تنشر أو تطبع.
 إستراتيجية الاستقصاء نادى بها برونر (Bruner) أو كما تسمى - طريقة الاكتشاف – كأفضل الطرق لحصول تعلم قوامه الفهم، إذ أن الطالب في موقف الاكتشاف يكون متعلماً نشطاً، والدرس الذي أدرجه الدكتور الإنديجاني غاب عنه أن هذه الإستراتيجية لا تصلح للمرحلة الأساسية الأولى (الصفوف الأولى)؛ فرغم أن بعض المختصين يستخدم الاستقصاء والاكتشاف بمعنى واحد، إلا أن "جانييه" يؤكد "أن ثمة فرقاً بين الاكتشاف، والاستقصاء، فالاكتشاف هو الهدف من التدريس بشكل رئيس في المرحلة الأساسية الأولى، أما الاستقصاء فيمكن أن يبدأ في المرحلة الأساسية العليا، ويقوَّم في المراحل الدراسية الأخرى الثانوية والجامعية". ويبدو أن الدكتور الأنديجاني قد غاب عنه مثل هذه المفاهيم المهمة عن طرق التدريس.
 كما يظهر من الأهداف التعليمية المذكورة أن الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثير عند صياغة الأهداف التعليمية فهم يصفون نشاط المعلم بدلا من نتائج التعلم وسلوك التلميذ، أو يصفون عملية التعلم بدلاً من نتائج التعلم، أو وجود أكثر من ناتج للتعلم في عبارة الهدف، والحق يقال أني لم أجد هذه الأخطاء في صياغة أهداف هذا الدرس لكني وجدت ما هو أقسى وأمر بكثير فالأهداف في الشرق والتطبيقات الذي ينادي بها الدكتور في الغرب، وبعد أن تابعت الدرس لم أجد الطالب توصل لأي نتيجة مناسبة وتتعلق بمادة التربية الفنية تتعلق بهذه الأهداف.
 في الافتراضات البند (6) تعجب غريب وكأن الأشكال الهندسية (المستطيل والمربع) موجود في البيئة السعودية وهو استقصاء لا غبار عليه!!!.
 أيضا في الافتراضات البند (7) ما علاقة التطور العمراني في المملكة بزخرفة المربع والمستطيل، أم أننا في دروسنا لابد أن نزج اسم المملكة في كل موقع ودون أي اعتبار.
 في رابعاً وهي أساليب جمع البيانات وتجميع الأفكار كما أطل عليها الدكتور: يبدو واضحاً وجلياً أنه نسي أن هذا الدرس للصف الأول ابتدائي خبراتهم السابقة محدودة وفي نطاق المنزل وهم على أول أعتاب الخروج من بيئته المنزلية إلى بيئة المدرسة، ناهيك عن بقية المقترحات التي سيحتار فيها طالب الثانوي وليس الأول ابتدائي.
 في خامساً: ما علاقة كل ما ذكر بالتربية الفنية وبالصف الأول ابتدائي.
 وسادساً: بها أمر غريب لم أجده بعد بحث طويل فحسب علمي المتواضع أن الألوان أنواع وهي معروفة ولها مسمياتها العلمية إلا أن ألوان الحكك لم تمر علي ولم أجد من يفيدني عنها، فحبذا لو يوضحها لنا الدكتور وأرجو أن لا تكون مسمى عامي لأنه وكما يعرف لا يصح صياغة الدروس بمسميات عامية أو غير تخصصية.
 بقية العناصر التي وضعها الدكتور مثيرة حقيقةً وكان من أكثر هذه العناصر الذي شدني وذهلت لها ولفكرتها مايلي:
1. أنه من المتوقع أن يكون من حلول المشكلة إنشاء معامل في المدارس..
2. إعادة النظر في السياسات التعليمية الحالية...
3. التعاون والتكامل بين البيت والمدرسة...
فهل لهذه العناصر علاقة بزخرفة المربع والمستطيل أو مجال الزخرفة، وكيف يمكن لطلاب الصف الأول ابتدائي التوصية بإعادة النظر في السياسات التعليمية وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
 ثم في النهاية أرفق الدكتور مجموعة من الأوراق سماها بالأنشطة المقترحة لتنفيذ الدرس كان مجموعها سبعة أوراق ولمدة سبع أسابيع....... وهنا ينتهي الفصل الدراسي ولازال أبناؤنا يزخرفون المربع والمستطيل... غريب.

أيها السادة:
هذه هي إحدى مشاكلنا في التربية الفنية، البعض يعتقد أنه تخصص للتنظير فقط، والبعض الآخر يريدون إسقاط كل شيء على التربية الفنية دون تدبر، وآخرون يعارضون من باب المعارضة دون حق أو أي سند علمي...
الدكتور الأنديجاني أشاد بثقافة التغيير والتطوير التي ستأتي لا محالة وهو شيء مفرح، لكن هذا النوع من التغيير الذي يبنى على المجاهرة بالأخطاء العلمية ونشرها فلن نقبل به فهو لا ينتمي لا للتغيير ولا للتطوير ولا يصح أن ننسبه لمشروع خادم الحرمين لتطوير التعليم، فلا يزال في بلدنا الحبيب من العلماء والمختصين قادرين على القيام بمثل هذا المشروع بشكل أفضل مما رأيته هنا.
أما إستراتيجية التعلم التعاوني التي زج بها الدكتور الأنديجاني وهو للأسف يظن أنها نفسها العمل الجماعي، وهذه مغالطة كبيرة لأن أي كتاب في المكتبات وأصغرها يقول غير ذلك.
أما المدرسة البنائية التي ذكرها الدكتور أنديجاني فأنصحه بدراسة المنهج الجديد قبل الحكم عليه، وهذا لو كانت المدرسة البنائية التي يذكرها هي التي أعرفها.
وأذكر أن الدكتور الأنديجاني قد زار المشروع لتطوير منهج التربية الفنية وزودنا بمذكر لاستراتيجيات التدريس حالها كحال الدرس الذي رأيتموه في هذا المنتدى للأسف الشديد فكيف ستأخذ به لجنة تأليف منهج التربية الفنية وضمنها علماء وخبراء التربية الفنية وطرق التدريس بالمملكة ولن أعدد أسمائهم فهم مذكورين في مشاركة سابقة بهذا المنتدى، ومن يعرفهم لا يمكنه أن يشكك في علمهم أو خبرتهم.
والمفاجأة الكبرى أن الدكتور أحمد الأنديجاني لم يحافظ على الأمانة العلمية عند إعداده لهذا الدرس و دوبجه باسمه واسم مركز إشراف الغرب بتعليم العاصمة المقدسة، وهذا لا يصح لأن الدرس هو من أحد دروس دليل المعلم للصف الأول ابتدائي، الوحدة الأولى الدرس الثالث وبعنوان (أزخرف بالمربع والمستطيل)، وقد حاول أن يجري عليه الدكتور بعض التعديلات فأدخل عليه إستراتيجية الاستقصاء حتى أصبح حاله محالاً وأصبح مآله التشويه للأسف.

السطور التي أكتبها هنا ليست إلا لإظهار الحق وكل من يقرأ هذه السطور سيتبين أن المغالطات في مشاركة الدكتور، وسياسة المنتدى هنا تسمح للجميع بالمشاركة لكن لابد من تصحيح المفاهي حتى لايصبح ديدن المنتدى نشر الجهل، وأطلب هنا عدم حذف أي جزء من جميع المشاركات السابقة،،،، لأنتظر من الغيورين والمتخصصين إبداء رأيهم ومشاركتنا بالرأي لأن الموضوع هنا مهم وحساس ويمس مادتنا الحبيبة ( التربية الفنية )]