الموضوع: غياب النَّقد عن مناهج التَّربية جرف هار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بداية أخي الكريم أهنئك على هذا الموضوع لما له من أهمية.. فقد وصلنا بالفعل إلى جيل من المعلمين يفتقد أدب الحوار مع الأخر. ولا يستقبل أو يتحاور مع الآخر.وبالتالي يفتقد النقد الفني... فنراهم يدخلون ويلقون بالدرس دون أدنى اهتمام.( فلا وقت للإصغاء ولا مجال لتقبل الآراء الأخرى . مع الأسف تخرج تلك التصرفات ممن يزعمون بأنهم تربويون).
وكوني معلمة تربية فنية فإن المدخل الذي أراه لتنمية النقد والتذوق الفني ( لن أستحدث لأنه موجود ضمن الدرس) ومجالاته برأيي هو كل مجال علمي وليس فني فقط . فليس العمل الفني هو الشيء الوحيد الذي يتذوق وينتقد . بل كل علم يقبل الصحة والخطأ ويحتمل رأيين مختلفين. فنرى بعض من المتلقين ينتقدون علم دون آخر ويصرون على نقد العمل الفني فقط. مع علمنا بأن جانب النقد والتذوق الفني فن قديم ويشمل جميع العلوم.
إذن بقي لما من قضيتك أخي الكريم كيف ندرب طلابنا عليه؟ بنظري أن الطريقة المثلى ( بعد تجربة12سنة مع الطالبات). أن يتوفر نقد تعليمي يحمل نوعاً من التحليل والتفسير والتقويم. بالتالي وجدت حاسة فنية عالية عند طالباتي... تقبل للنقد... سعة صدر...مادة علمية ممتازة. وفي النهاية وجدت الأهم ألا وهو القدرة على إعطاء حكم بنظري جيد.. وذلك بعد تحليل وتفسير علمي جيد.فتربية التذوق الجمالي ليس بالأمر السهل وإنما بإتباع تلك الطريقة مع الطلاب عمومًا. وأرى أن تناول قضية مبدعة بين الحين والأخر قد يسهل إلى حد كبير في تنمية الحس الفني أكثر. ويا أخي الشوربجي ( ليس بمعلم من ينتقد الطلاب نقد يهدم). أرجو أن أكون قد أفدت وألا أكون قد ابتعدت عن القضية؟؟؟

الحقيقة كم كنت أحلم ومازلت إلى يومي هذا بأن أرى بين يدي (( كتاب الحوار ))
لا يهمني مالونه وعدد صفحاته ومقاس أوراقه
أكثر مما يهمني من موضوعات باتت لنا أكثر أهمية من شرب الماء
وخاصة هذه الأيام

الحوار في معناه الخفي .... ميول فطرية لإثبات الذات بكل الوسائل
بالكلام بالإشارات بالملابس بالتعابير
بكل مايلفت أنظارنا

ولكن أن يتحول إلى مصادرة الرأي الآخر وتهميش أرائهم
والنظر من زاوية المتحدث فقط هذا لا يستحق الكتابة عنه ...
عند تعارض الميول تبدأ الشرارة الأولى في محاولة أن تلغيني أو ألغيك
عندما نفقد الحوار (( تقبل الآخر ))
يحدث إنقطاع في الإتصال وكم نعاني به هذه الأيام

عزيزي عاشق التعليم
النقد درجة ثانية في سلم الحوار
لا يتقنها إلا من أقر على نفسه بنقص التجربة
وبأن الصعود للقمة درجات تبدأ بإخطاء وتنتهي بالصواب
بعكس الذي يرفض النقد ويعتقد أنه في القمة ما أن يبدأ بالتحرك حتى يسقط من أول خطوة

إذا كنت عزيزي
تطلب حضور النقد في المناهج فهذا رائع ولفته متطورة كثيراً
حتى لو طلبت مناهج للنقد فلن تطلب إلا الصواب

النقد يجعل مساحة في العقل والقلب لتقبل وجهة نظر الآخرين فإن لم تسعهم عقولنا لتقبل ماقالوا يبقى لهم في القلوب وداً للتواصل والحوار
وإن كنت على يقين بأن الحوار لا يترك في النفوس المتواضعة إلا حواراً إيجابياً مع الذات
تنطلق من وراءه للأفضل والتميز وهذا ما جربناه في نفوسنا ليس (( التميز )) ولكن الحاجة إلى آراء الأخرين ليقومون تجربتنا .

النقد مفهوم صعب في زمن لا يؤمن بالحوار
بل هو مستحيل مالم نخطو الخطوة التي تبدأ بالألف ميييل
لابد للمعلم أ، يزرع بذوره في الطلاب مكن خلال تعامله معهم من خلا تواصله
يعيش تجربة النقد أمامهم بأن يأخذ أراءهم في أبداعاته حتى تبدأ بذرة النقد تنبت أمامهم