رقم العضوية : 1684
الانتساب : Sep 2004
الاهتمام : الرسم
الوظيفة : طالبه جامعية
الجنس : أنثى

السكن: البحرين
المشاركات : 1,758
بمعدل : 0.23 يوميا
معدل تقييم المستوى : 41
التقييم : Array
|
الــربيــع
للفنان الفرنسي بيير اوغست كوت
عذراء شابة تتعلق بعنق حبيبها وتبتسم بدفء لتواجه بنظرة الشاب الحانية.
الاثنان يجلسان على أرجوحة ثبتت حبالها في فروع شجرة غير مرئية، في غابة تستحم بالضوء.
ثوب الشابة الجميلة لا يكشف بالكاد سوى عن القليل من ملامح جمالها، بينما يطبق الشاب ذراعيه بأحكام على الحبال الداعمة للأرجوحة.
لوحة الربيع يقال أنها اعظم عمل فني منفرد عن قصة حب رومانسية، ولطالما خلبت هذه اللوحة خيال الكثيرين طوال الـ 130 عاما الماضية.
رسم بيير اوغست كوت "الربيع" في العام 1873، وعرضها في صالون باريس في تلك السنة، حيث لقيت إعجابا وتقديرا كبيرا. وخلال العقود التي تلت ذلك، أصبحت اللوحة ايقونة جميلة ترمز إلى حسية ونكهة القرن التاسع عشر، واشتهرت وذاع صيتها اكثر من مبدعها نفسه.
وقد تم استنساخ ملايين الطبعات من هذه اللوحة لتتصدر الورق الحائطي واعمال البورسلين والبطاقات البريدية والبوسترات وغيرها.
عند عرضها لاول مرة في باريس، اشترى اللوحة أحد الأثرياء ومن ثم بيعت لاحد جامعي القطع الفنية الذي أعارها إلى متحف بروكلين حيث ظلت هناك 35 سنة قبل أن يستعيدها صاحبها الأول.
وفي الـ 41 سنة التالية اختفت اللوحة تماما وضاع كل اثر لها إلى أن ظهرت مجددا وقد علاها التراب في مستودع فندق أمريكي قديم.
بيير اوغست كوت لا يعرف عنه الكثير، باستثناء أن له عملا فنيا آخر لا يقل جمالا اسمه العاصفة وهو موجود في متحف المتروبوليتان.
وقبل حوالي خمس سنوات عرضت اللوحة الأصلية في مزاد سوثبي اللندني للأعمال الفنية غير أنها لم تحقق السعر الذي كان يطمع به صاحبها، ربما لان المتنافسين كانوا منحازين لموجة الرسم الحديث بمواجهة الفن الإنساني التقليدي.
لكن، ومن وجهة نظر الكثير من الفنانين وخبراء الفن، تظل لوحة الربيع لاوغست كوت عملا فنيا يجمع بين الفرادة والجاذبية.
:3:
عائلة لاعبي السيرك المتجولين
للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسو
يعتبر بابلو بيكاسو أحد اكثر الفنانين نشاطا وتأثيرا خلال القرن الماضي، وقد أحرز نجاحات كثيرة في ميادين الرسم والنحت والسيراميك، كما تمرس في العديد من الأساليب الفنية لكنه برز على نحو خاص في الرسوم التعبيرية وابتكر ما سمي في ما بعد بالتكعيبية.
درس بيكاسو الرسم في أكاديميتي برشلونة وسان فرناندو في مدريد، وفي العام 1899 كانت دائرة أصدقائه تضم الفنانين والكتاب الطليعيين الشباب الذين كانوا يسافرون ما بين مدريد وبرشلونة وباريس.
في 1904 انتقل بيكاسو إلى باريس واستقر في حي مونمارتر الذي تقطنه الطبقة العاملة فاختلط بهم وتشرب ثقافتهم تدريجيا. ورغم أن بيكاسو استفاد كثيرا من أجواء باريس فانه كان ما يزال يشعر بالتعاسة والوحدة والفقر.
في السنة التالية كانت أعمال بيكاسو تتسم بغلبة اللون الزهري عليها ، ومن هنا سميت تلك المرحلة بالمرحلة الزهرية، وجزء كبير من رسوماته التي أنجزها في تلك المرحلة كانت تعالج قضايا المشردين والمهمشين ولاعبي السيرك.
واللوحة المختارة هنا تنتمي لتلك المرحلة واسمها "عائلة لاعبي السيرك المتجولين" وهي تصور جماعة من لاعبي السيرك، لكن بيكاسو أراد أن تكون اللوحة تعبيرا مجازيا عن الفنان الحديث الذي لا جذور له حيث لا يعمل تحت رعاية ملك أو نبيل أو كنيسة، فالحداثة – طبقا لبيكاسو- حالة تشرد وعزلة.
أما الأشخاص الظاهرون في اللوحة فهم بيكاسو نفسه واصدقاؤه، حيث يرتدي هو ثياب المهرج – إلى اليسار- ثم هناك ابولينير الشاعر والناقد وأول من ابتكر مصطلح السوريالية، والشاعران اندريه سالمون وماكس جيكوب ويمثلهما الولدان الصغيران، أما الأنثى الجالسة إلى اليمين فهي فرناند خليلة بيكاسو، والطفلة الصغيرة التي تمسك بيد المهرج هي ابنة بيكاسو وفرناند بالتبني.
أما الحيز الفارغ إلى أعلى فيرمز للغياب النسبي للأفكار التي رافقت المرحلة الزرقاء: الشعور بالتوق والوحدة والنبذ والخواء..
والأشخاص هنا اكثر تحديدا ووضوحا من أشخاص المرحلة الزرقاء الذين كانوا يتسمون بالتشوهات المؤلمة.
ورغم أن الألوان أصبحت فاتحة اكثر مع ألوان زهرية اكثر دفئا، فان المزاج السائد ما يزال سوداويا إلى حد ما مع إحساس بالارتياح النسبي المشوب بالمرارة.
استمرت المرحلة الزهرية سنة واحدة فقط بعد المرحة الزرقاء لكن بيكاسو لم يعد يشعر بالغربة فقد اصبح له صديقة وعائلة من نوع ما، واصبح يقضي بعض الوقت في السيرك لاكتساب أصدقاء جدد.
الأرض التي يقف عليها الأشخاص في اللوحة منعزلة ونائية، ورغم أن بيكاسو يربط كل واحد منهم بالآخر وفق وضع محسوب بعناية، فان كل شخص منهم منعزل نفسيا عن الآخرين. وفي المرحلة الزهرية ابتعد بيكاسو عن الصور المثيرة جدا للشفقة، ففي هذه اللوحة يسود جو هو مزيج من الاستبطان والتأمل الحزين.
وختاما قد لا تكفي لوحة واحدة ولا موضوع واحد للتعبير عن عبقرية هذا الفنان الكبير والأثر الضخم الذي تركه على حركة الفن التشكيلي في العالم.
:3:
Flaming June
للفنان البريطاني فريدريك لورد ليتون
ولد فريدريك ليتون في سكاربورو بإنجلترا في العام 1830 م، وكان رساما ونحاتا متخصصا في الموضوعات التاريخية والدينية والكلاسيكية المستمدة من التراث الفيكتوري.
عاش ليتون أربع سنوات في باريس حيث التقى فيها فنانين كبارا من أمثال انجر وديلاكروا وغيرهما. وبعدها انتقل إلى لندن حيث تولى في ما بعد رئاسة الأكاديمية الملكية.
بعد وفاته في العام 1896 تم تحويل منزله إلى متحف يضم رسوماته ومنحوتاته.
من بين جميع لوحات ليتون حظيت لوحته " Flaming June" بشهرة واسعة، واللوحة عبارة عن صورة من الجمال الفخم الذي يدفع الناظر إلى التمعن بإعجاب في هذه السمفونية الرائعة من التشكيل واللون.
كما أنها تكشف عن عبقرية ليتون في اللون وعن كلاسيكيته الأصيلة.
وبالرغم من أن هذه اللوحة لا تحكي قصة محددة فان من الواضح أن الفنان يدعو الناظر إلى التأمل في وضعية الفتاة النائمة.
بعض النقاد يقولون إن هذه اللوحة هي بمثابة اعتراف واضح من الفنان بالتقاليد العظيمة في الفن والتي تعود إلى جيورجيوني وتيتيان اللذين برعا في تصوير النساء النائمات اللاتي كان يشار إليهن بالاسم الميثي "فينوس".
وقد كانت بعض تلك الصور نصف عارية، والمقصود بالطبع إثارة مشاعر الجمهور من الذكور!
ورغم ذلك كله، كانت التقاليد الفيكتورية صارمة وغير متسامحة مع الفن الذي يروج للعري أو الإثارة الحسية.
وبينما لا تبدو الفتاة في لوحة ليتون هنا عارية على الإطلاق، فان رداءها البرتقالي الذي يجذب العين أريد به إثارة الانفعالات الحسية وإن بشكل محسوب وحذر. واللون البرتقالي النابض بالحياة في اللوحة يصاحبه نطاق ناعم من الأزرق في الخلفية، والجمع الفريد بين هذه العناصر هو إحدى الخصائص التي تجعل من " Flaming June" إحدى أروع اللوحات في تاريخ الفن.
وأخيرا، تعمدت الإبقاء على اسم اللوحة كما هو بالإنجليزية، لان مفردة June لها اكثر من دلالة فهي كما هو معروف اسم للشهر السادس الميلادي وهو شهر حار غالبا Flaming ، ولكنها في نفس الوقت اسم علم مؤنث.
وغير واضح أي المعنيين قصد الفنان!
:3:
مــوت سقــراط
للفنان الفرنسي جاك لوي ديفيد
رسم الفنان الفرنسي ديفيد هذا العمل التاريخي وهو في ذروة شعبيته وحماسه.
فقد كان هذا الفنان جزءا من دائرة ضيقة من الأصدقاء من مفكرين وساسة وعلماء وكان من بينهم شيرنيير ولافاييت ولافوازييه الذين كانوا يضغطون من اجل إصلاحات سياسية راديكالية في فرنسا الملكية.
في 1787 أنجز ديفيد رائعته "موت سقراط" التي تصور اللحظات الأخيرة في حياة المفكر والفيلسوف الإغريقي العظيم.
كانت حكومة أثينا قد أصدرت حكمها على سقراط وخيرته ما بين الموت أو النفي، عقابا له على دروسه ومحاضراته التي كانت تثير الشكوك في نفوس تلاميذه وتحرضهم احتقار الآلهة والتمرد عليها.
وقد رفض سقراط النفي في النهاية وفضل عليه الموت بتناول السم.
واصبح سقراط مثالا آخر على التضحية بالنفس في سبيل المبدأ.
في اللوحة يبدو سقراط متماسكا وقد غمرته غلالة من النور رمزا للخلود، بينما سيطر على اتباعه الحزن واليأس، ومن خلال توزيع الضوء والعتمة استطاع ديفيد تحويل صورة من صور الشهادة إلى دعوة مدوية للنبل والتضحية والثبات على المبدأ حتى في وجه الموت.
ويبدو سقراط مستمرا في الحديث إلى تلاميذه حتى وهو يمد يده إلى كاس السم، مؤكدا استهانته بالموت والتزامه الذي لا يهتز بأفكاره ومبادئه.
وبدا اتباعه ومريدوه وهم ملتفون حوله في حزن كاشفين عن ضعفهم وعجزهم أمام ذلك الامتحان.
بعض المصادر التاريخية تذكر أن التلاميذ حاولوا إقناع سقراط بتهريبه إلى الخارج لكنه رفض الفكرة على اعتبار أنها خرق للقانون لا يصح ولا يجوز!
في الزاوية البعيدة من اللوحة يمكن رؤية زوجة سقراط وهي تغادر السجن ، بينما جلس تلميذه الوفي أفلاطون عند مؤخرة السرير، وراح كريتو يمسك بساق سيده وهو يواسيه.
بالنسبة لمعاصري الفنان ديفيد فان المشهد يستدعي الأحداث الكبيرة التي شهدتها فرنسا في ذلك الوقت أي في العام 1787، مثل وأد محاولات إصلاح النظام الملكي وحل مجلس الأعيان والعدد الكبير من السجناء السياسيين داخل سجون سجون الملك وفي المنفى.
وقد أراد ديفيد بالتأكيد من خلال هذه اللوحة إيقاظ الأنفس الخانعة وتحريضها على البذل والتضحية، إنها بمعنى ما دعوة صريحة لمقاومة السلطة الغاشمة.
وعندما كشف الستار عن لوحة "موت سقراط" كان توماس جيفرسون حاضرا وقد بهره المشهد كثيرا، بينما وصفها السير جوشوا رينولدز بأنها لا يمكن أن تقارن سوى برسومات مايكل انجيلو في سقف كنيسة سيستين وبلوحة ستانزي لرافائيل.
قبل أن يشرع ديفيد في رسم هذه اللوحة استشار لأسابيع طويلة أصدقاءه المقربين بشأن تفاصيلها ودلالاتها وقرأ العديد من المراجع التاريخية التي تحكي عن وقائع المحاكمة التي جرت في العام 399 قبل الميلاد. وقد استند في الأساس إلى رواية افلاطون عن الحادثة، لكنه أيضا اعتمد على مضمون كتاب للفيلسوف الفرنسي ديديرو، بينما استوحى منظر أفلاطون الجالس على طرف السرير من مقطع من رواية للكاتب الإنجليزي ريتشاردسون.
كان الفنان جاك لوي ديفيد مصنفا في عداد الفنانين النيوكلاسيكيين، وكان يروج في أعماله لقيم التنوير والثورة الفرنسية.
وقد كان الفيلسوف سقراط نفسه أول زعيم لأول حركة تنويرية في التاريخ دعت الى تغليب العقل على الجهل والخرافة.
:3:
نساء يجمعن الحصاد
للفنان الفرنسي جان فرانسوا ميلليه
يمكن تصنيف ميلليه باعتباره فنانا واقعيا، وهذا ما يوحي به عالمه المتجسد في لوحاته.
ولوحته هنا تعتبر بإجماع معظم نقاد الفن إحدى روائع الفن الكلاسيكي العالمي، ويمكن للمرء بسهولة أن يتعرف على أسلوب هذا الفنان الذي يعطي أهمية فائقة للتفاصيل، كالملابس وحركة الجسد وتوزيع اللون.
في "نساء يجمعن الحصاد" تبدو مجموعة من النساء المجهولات وهن منهمكات في جمع بقايا البذور المتخلفة عن موسم الحصاد في حقل مذهّب قبيل ساعة المغيب.
هذه اللوحة أثارت جدلا واسعا في فرنسا وقتها، فنقاد الفن لم يستحسنوا فكرة أن ُيصوّر الفلاحون في هيئة من الاحترام والهيبة أو أن تصبح هذه الطبقة المجهولة والمتواضعة والمهمشة موضوعا رئيسيا في عمل فني.
ومن هنا تنبع أصالة هذا الفنان الذي رفض المسلمات الكلاسيكية وأصر على تصوير المفردات البسيطة للحياة اليومية ، ولهذا السبب ُسمّي "مصور الفلاحين".
اللوحة أهداها لمتحف اللوفر الفرد شوشارد الذي كان قد دفع في بدايات القرن الماضي حوالي المليون فرنك فرنسي من اجل استردادها من الولايات المتحدة.
ينحدر جان فرانسوا ميلليه من عائلة فلاحية صغيرة ، ولم يكن مستغربا أن يكرس فنه لتصوير حياة الريف وان يخلع على الفلاحين الذي يظهرون في رسوماته صفات البطولة والنبل والكرم.
أما تأثير ميلليه على الفن الأوربي فكان تأثيرا هائلا، فقد شجع بودين واثّر كثيرا في مونيه وبيسارو، بل إن فان غوخ نفسه استوحى أفكار بعض لوحاته من صور ميلليه.
وهناك من النقاد من يقول إن ميلليه بأسلوبه الفني المتفرد كان هو الملهم الأول لاتباع المدرسة الفنية الجديدة التي جاءت بعده مباشرة ، أي الانطباعية.
وأخيرا، في "نساء يجمعن الحصاد" ألوان دافئة وأجواء ضبابية تبهج النفس، رغم أن المشهد نفسه يعبر عن صورة من صور العوز والفقر المدقع.

|
Bookmarks