عناصر العمل الفني في رسوم الأطفال
1ـ الخط:
إن للخط قدرة تعبيرية تساهم في بناء الشكل في المرحلة الأولى من استعمال الطفل للقلم (مرحلة الخطوط العشوائية)، ويكون اهتمامه في بادئ الأمر في إمساك القلم والضغط عليه، راسماً خطوطاً عشوائية وبعض النقاط القوية على الورقة قد تحدث ثقوباً، وهذا النشاط الحركي لا يقتصر
على اليد فقط بل على الجسم كله.
ونقول هنا بأن الخطوط المتنوعة على علاقة مباشرة بتطور الجهاز المحرك لدى الطفل، وكذلك مزاجه وتعبيره العاطفي. وعند بلوغ الطفل عامه الثالث، لا يحاول رسم أيِّ شكل يتصل بالواقع، بل يرسم أشكالاً تجريدية ويطلق عليها أسماء لها صلة مباشرة بالمحيط. أما في عامه
الخامس، فنتطور مرحلة الخربشة وتنظَّم، بحيث يبدأ محاولاته في رسم أشكال تتسم بالواقعية (كالبيت، والشمس، والقمر وغيره).
وأخيراً، الخطوط بأنواعها، ابتداءً من الخربشة حتى الواضحة منها، تلعب دوراً رئيسياً في إتمام الشكل وتقريبه من الواقع.
2ـ اللون:
للون انطباع جمالي يبعث في نفس المشاهد الشعور بالانفعال، فبمقدورنا أن نتذوقه دون أن يكون لدينا معرفة تقنية به، وبواسطته يمكن تمييز الأبعاد والأعمال والفرح والحزن والحرارة والبرودة والنور والظلام.
الطفل لا يملك موهبة الفنان وثقافته التشكيلية، إلا أن إحساسه باللون إحساس فطري وعفوي مباشر.
أما الاهتمام الحقيقي باللون فيبدأ مع المحاولات الأولى للرسم الفعلي، أي في سن الخامسة، عندها يصبح اختيار الطفل للألوان اختيارياً ذاتياً يأخذ منحى عاطفياً ويرتبط بالتفاعل النفسي مباشرة، وغياب الألوان عن رسوم الأطفال يدلُّ على فراغ عاطفي، وأحياناً ميل
إلى معاداة المجتمع. ولكن لا يمكننا الحكم على نفسية الطفل من عمل أو اثنين لاكتشاف ميوله وانطباعاته، بل يجب أن نراقبه لمدة أطول.
وكلما كبر الطفل، لمس تدريجياً العلاقة بين اللون والشكل، فيدرك أن البحر أزرق، والحقل أخضر، وقرميد البيت أحمر وهكذا..وعند تتبع رسم الاطفال نجد انها تبدأ بخطوط افقية غير منتظمة ثم عمودية حتى السنة الثانية من عمره لتبدأ التجارب في الخطوط الدائرية او ذات الزوايا الحادة, يستمر الطفل وحتى سن السادسة من عمره اذ يصبح اكثر تحكما في رسم اقرب المواصفات التي تظهر الشكل المراد رسمه وهكذا مع تقدم العمر ليصل الى الواقعية وهنا تبدأ المشاعر في التحكم في رسومه ولوحاته,, بالطبع ما ذكرناه يأتي مختصرا امام استفاضة الدراسة ودقتها ولكننا طرحنا كمدخل لنعود الى ما يؤثر في رسم الطفل من احداث ووقائع اهمها العلاقات الاسرية من حب او كراهية او مشاكل بين الوالدين او ظروف حياتية ولهذا نجد ان الطفل يرسم والده بشكل اكبر نظرا لاعتباره المسؤول وصاحب القرار في المنزل يليه حجم الام اصغر قليلا ثم يصل الى الشخصية التي يكرهها او لا يلقي لها اهتماما فتجدها صغيرة جدا وهكذا - المهم - او ما نبحث عنه هو كيفية الوقوف مع هؤلاء المبدعين في صغرهم والبحث عن مشاكلهم عبر لوحاتهم ثم تحديد علاجها - أليست مهمة كبيرة تجمع مرشدي الطلاب في المدارس والاخصائيين الاجتماعيين بها وبمدرسي التربية الفنية - ربما -.
3ـ الرمز والشكل:
اكتمال العناصر التشكيلية في رسوم الأطفال تتطوّر حسب وعيه وإدراكه وتقدم سنّه، فالأشكال في مرحلة التخطيط والخربشة لا يمكن تمييزها إلا إذا أشار إليها الطفل، بإطلاق بعض الأسماء، ومن ثم تتطور الأمور مع الزمن، فترى معالم الأشياء بدأت تتضح ولكن بأشكالها
الهندسية، ففي عامه الرابع أو الخامس يرسم الأشخاص، دائرة للرأس يتفرّع منها خطان للدلالة على اليدين، ثم خطان للرجلين. أما الجسد، فيكون في أغلب الأحيان مختفياً، وسبب ذلك يعود إلى جهل الطفل وظائفه الداخلية، والتي لا تشكل عنده أي اهتمام يذكر. وفي عمر ست
سنوات يبدأ الجسد بالظهور عند الطفل في رسمه، وكذلك الشعر للتمييز بين الصبيان والبنات.
أما الرمز، فربما يكون إنساناً أو حيواناً أو شيئاً، وربما يكون مفاهيم مأخوذة من البيئة والوسط الاجتماعي والعقائدي، والشيء المراد قوله، إن رسومات الأطفال غنية بالرموز والدلالات والإشارات، فالرمز عند الطفل مرتبط بوعيه اللاإرادي وبفطرته أيضاً، والألوان
أيضاً لها مدلول، يدل من خلاله الطفل على وضع نفسي معين يعيش في البيت أو المدرسة.
Bookmarks