تحية طيبة ....
هذا هو الخطاط الأمريكي
محمد زكريا :

ولد الخطاط محمد زكريا سنة 1942م في مدينة فنتورا في ولاية كاليفورنيا، و يعتبر أشهر خبير أمريكي في فن الخط العربي ، مع أنه درس الهندسة إلا أن حياته تغيرت بعد رحلته إلى المغرب في سنة 1964م ، حيث أصبح يهتم بالثقافة الإسلامية ، و فوق ذلك كله بدأ يهتم باللغة العربية ـ حسب موسوعة ويكيبيديا .

و بدأ دراسة الخط العربي في سنة 1980 م ؛ لأنه أخذ بنصيحة الدكتور حسن أطل من متحف "فرير " في واشنطن، الدكتور حسن أطل قال لمحمد زكريا : " إن أحسن مكان لدراسة الخط اسمه إرسيكا Ircica في اسطنبول بتركيا والتتلمذعلى يد الأستاذ الخطاط حسن جلبي " .

سافر محمد زكريا إلى عدد من البلاد الإسلامية مثل مصر و الجزائر و تركيا، ثم في سنة 1984م عاد إلى تركيا للدراسة مع الأستاذ الكبير حسن جلبي في مدينة اسطنبول، بعد ذلك في حصل على إجازة منه . و في 1 سبتمبر 2001 صدر من مكتب البريد الأمريكي طابع صممه محمد زكريا للاحتفال بعيد الفطر، وهوأشهر طابع أمريكي عند المسلمين و العرب ، وما زال هذا الطابع يصدر باستمرار.

قصة تعلقه بفن الخط العربي :

وعن بداية تعلقه بفن الخط العربي قال الخطاط محمد زكريا لبرنامج رحلة الخط العربي : " تعود رغبتي إلى عام 1961م حين أصبحت مسلماً ، و أنا في أوائل العشرينات من عمري ، و في تلك الأيام كنت ماشياً في أحد شوارع سانتامونيكا في كلفورنيا و بالصدفة مررت بمخزن لبيع السجاد العجمي وعندما تطلعت من خلال النافذة الزجاجية رأيت شكلاً في إطار معلقاً على الحائط جذبني إليه ، فدخلت المخزن و سألت صاحب العمل عن هذه اللوحة ، وكان جواب صاحب المخزن الذي كان أرمنياً : " اسمعني جيداً يا صبي ! هذا نوع من الكتابة الإسلامية ، و لن تتمكن من دفع ثمنها ، فأحسن لك أن تترك الاستفسار و تذهب " . و من تلك اللحظة أصبحت مغرماً بالخط ، وصرت أذهب إلى المكتبات للإطلاع على النماذج الخطية ، وهكذا كانت البداية .

لم يكن هناك من يساعدني أو يرشدني في الكتابة ، فصرت أجرب الكتابة بالقصب و من دون مرشد لمدة طويلة ، وبعد أربع سنوات أي في عام 1964م سافرت إلى المغرب وقصدت مراكش ، ومنذ ذلك الوقت كنت أعلم ما أريد تعلُّمه ، وكان الخط المغربي أوَّل دراساتي للخط ، و بعد ذلك سافرت إلى لندن ، وبدأت الذهاب إلى المتحف البريطاني ، و تعلمت الكثير من النظر و الإمعان في المخطوطات و المصاحف القديمة ، و كذلك قرأت كتباً قديمة تبحث عن الخط العربي مثل صبح الأعشى للقلقشندي ، ونهاية الإرب ، ومفتاح السعادة و غيرها .

و لكني وصلت إلى مرحلة عرفت بأني محتاج إلى الإرشاد و إلا فسوف أبقى من دون تطوير ، كانت هناك سيدة اسمها( آسن أدل ) أخبرتني بوجود مركز إريسيكا Ircica، وهو مركز أبحاث للتاريخ و الفنون الإسلامية في أسطنبول ، و قلت إذا كنت أرغب في التطوير فعليَّ الذهاب إلى اسطنبول فهم الوحيدون الذين حافظوا على تراث الخط ، قدمني الأستاذ أكمل الدين أغلو إلى أستاذي الخطاط حسن جلبي و بعدها إلى الخطاط علي ألب أرسلان ، و كنت أدرس مع أحدهم في الصباح و من الآخر في المساء " .

و قد أبدع محمد زكريا في فن الخط العربي بانواعه المختلفة ، وكذلك في الزخرفة و التذهيب ، و هو ماهر في صناعة الأحبار على الطريقة العربية التقليدية القديمة و الصبغات الذهبية ، و هو خير من يعمل الورق المجزع الذي يسمى ( الآبرو) بألوان و أشكال بديعة . و كذلك برع في صنع الآلات القديمة مثل : الساعة الشمسية ، و الإسطرلاب العربي ، و القبة السماوية على الطراز الإسلامي ، و بعض إنتاجه معروض في عدد من متاحف العالم .

ويقول الكاتب يوسف الناصر متحدثا عن الخطاط محمد زكريا من مقالة نشرها في موقع فن الإبداع : " لمحمد زكريا أسلوب مميز ورؤية خاصة إلى تاريخ الخط وفلسفته قادته إلى البحث في تاريخ الحضارة الإسلامية وفنونها وآدابها وعلومها ، فعكف علي إعادة إنتاج مخترعات قديمة كالبوصلة والإسطرلاب ومقاييس الوقت والمكان لا كآثار وتذكارات، بل كآلات صالحة للاستعمال ، وألف كتباً ودراسات في جماليات الخط العربي وتاريخه، وقدم عروضاً في جامعات معروفة مثل هارفارد وبرنستون جورج تاون وجورج واشنطن ومتحف المتروبوليتان والمتحف البريطاني وسواها " .

هذا بالإضافة إلى مشاركاته في معارض كثيرة حول العالم منها أمريكا و دول الخليج العربي و دول عربية


مع التحية ...
لي عودة إنشاء الله