ملزمة التربية الفنية والجمالية الجزء 2
اي تربية خالية من الأنشطة الفنية و الجمالية تعد تربية ناقصة...
تعالوا نعترف ان واقع التعليم اليوم اصبح من دون اي شك واقع يكرس ثقافة التجهيل واللامبالاه و الإهمال .. كمثل الذي في مدرهة سارح راجع.. حتى نظن اننا قطعنا شوطاً الى الامام ونحن في حقيقة الامر مازلنا في نفس المكان والمستوى .. والجديد فقط هو اننا اصبحنا مدوخين وكأننا نشارك الكرة الارضية في الدوران ..والسبب في هذا هو (( تهميش واغفال وتهزيل المواد الناهضة بالعقول والابداع .... الصانعة لنفسية المتعلم ... والمحفزة للتعلم ومن هذه المواد التي تهمشت مع الاسف - بقصد او بدون قصد - التربية الرياضية والتربية الفنية والجمالية وحصص الرسم والمكتبة المدرسية والبحث المدرسي .. وعدم تشجيع التثقيف الذاتي .... فكم نحن بحاجة الى اعادة هذه المواد الى مدارسنا ورد الاعتبار لها لان تهميشها جعل المدارس اشبه بالسجون... مدارس لم تستأنس ولم تتكيف أو تتأقلم في نفسية ووعي الطالب )) .. وبالتالي لا داعي لأن نتعجب عن سبب عزف الطالب عن مواصلة التعليم وعن سر تسربه .. أو لماذا تراجع تعليم الفتيات ... فجفاف المعلومة وتخلف وسيلة توصيلها , اضافة الى ضعف حيلة المهارة التدريسية اسباب شافية للإجابة !! ؟؟ .
التربية الجمالية وعلاقتها بالاخلاق
التربية الجمالية و علاقتها بالأخلاق ..
التمتع بالأشياء الجميلة كالمناظر الطبيعية الخلابة المصنوعة بيد الخالق من زهور و أعشاب و طيور و فراشات و عصافير و سماء و بحر إضافة إلى الأعمال الفنية والأدبية التي ينتجها الإنسان ( الفنان) من قوافي و خط و رسم و أشغال يدوية تحف و أزياء شعبية و تراث يعكس جمال البيئة الطبيعية بمختلف الأشكال و الألوان...
كل ذلك يلعب دور كبير في تربية النفس تربية جمالية حيث أن تربية حاسة الذوق و الشعور بالجمال تتجلي في التمتع
و التعامل و التأمل مع هذه المناظر الطبيعية و الأعمال الفنية. ..
و لما للتربية الجمالية من أهمية في تنمية الشعور و الإحساس بالجمال الذي بدوره يثير السرور و البهجة و الفرح في نفوسنا. ..
فالشعور بالجمال يجعلنا ننظر للحياة بعين التفاؤل و الأمل
و الخير والأمنيات...
كما انه يجعلنا تلقائيا نضع أذواق و مشاعر الآخرين في عين الاعتبار بعيداً عن الأنانية و الحقد و لتشاؤم ...
إن الشعور بالجمال و الناتج عن تربية النفس جمالياً من خلال التمتع بالأشياء الجميلة السالفة الذكر يرهف أحاسيسنا و مشاعرنا فيهذب في نفوسنا السلوك الإنساني و الأخلاقي النبيل .. بما يكفل لأنفسنا السمو و الترفع عن سفاسف الأمور وحقير الأشياء من القول و الفعل والسلوك و الأفكار..
فالأخلاق النبيلة تشكل ركناً أساسياً في بناء الشخصية السوية لدينا و مصدر من مصادر سعادتنا ....
و معنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بحسن الخلق الناتج عن مدى تفاؤله لصورة الحياة والنظرة الجميلة لها ... بينما عذاب الضمير والمعاناة النفسية تقترن بسوء الخلق الناتج عن مدى الأنانية والتشاؤم في الحياة ....
والذي نـفسه بغير جمالٍ
لا يـرى في الوجود شيئاً جميلا
بقلم/ عادل النشمة
******************