-
هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
الجمال والقبح معنيان نقيضان !!!!!!!!!!!
ولكنهما متواجدان بشكل أو بآخر ...............في الحياة .........
سئلتني يوماً صغيرتي...........
لما خلق الله الثعبان والعقرب وغيرها من هذه المخلوقات الضارة...........
ولما يوجد مجرمون ؟
ولم ولم ...هي تتساؤل
أليس الله جميلاً يحب الجمال ؟؟؟ اليس هو بقادر على أن ينظف الحياة من كل هذه المنغصات ...........
هي لحكمة ندركها ...............
نود أن نغرسها في نفوس المتسائلين ......
وتظل التساؤلات ؟؟؟
وأقف امامها أفكر ابحث عن إجابة تقنع صغيرة القرن الواحد والعشرين .
فهل بإجابة أعزائي أعضاء المنتدى ؟؟؟ هلا شاركتموني ؟
لمساعدتي في إجابة مقنعة .............. لهذه الصغيرة التى تحلم وتعيش في عالم الصفاء ؟
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله
الجمال والقبح رغم أنهم نقيضان إلا أننا كبشر نختلف اختلافا نسبيا فيما بيننا على هذه النسب
لكن من الخطأ أن نربط الجمال والقبح بمخلوقات الله سبحانه وتعالى لأن الجمال عند الله في خلقه جمال مطلق، ولكننا نناقش الجمال على أن له صلة بالفن، والإسلام دين.. والفن جمال، فماهي الطريقة التي نربطهما معا ولا نفصلهما؟؟؟
البعض يؤكد على أن الفن يكره القيود كلها بما فيها الأخلاق،،، بينما الأديان تحرص على الأخلاق والمبادئ....
وحتى نصل إلى فهم حقيقة الجمال، لابد أن نؤمن أولا بأن الجمال عند الله مطلق وبما أن سؤال الصغيرة كان يربط الدين بالفن، وصيغ الدين بربطه بالله سبحانه وتعالى والجمال قصد منه الفن بالنظرة السطحية، فالاجابة تحتاج إلى توقف وفهم، ثم لشرح يتناسب مع عقلية الصغيرة والوصول إلى قناعتها الكاملة.
أقول لصغيرتي الحلوة: إن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء جميلا، وخلقه مفيدا، وخلقه عظيما بعظمة الله مالك الكون، فالثعبان هو الذي ينظف الأرض من القوارض والحشرات وبدونه تنتشر الأمراض، والعقرب كذلك خلقه الله لفوائد مشابهة، اما إذا تحدثنا عن الجمال فلنتأمل خلق الثعبان ونشاهد ألوانه في جلده الرائع، وله أنياب مقلوبة يظهرها عندما يصطاد ليأكل وعندما يدافع عن نفسه، ولننظر الى حركة زحفه والآثار التي يتركها خلفه على الرمال بطريقة متعرجة، أما العقرب بلونه الأسود اللامع أحيانا والأغبر في أنواع أخرى، فلنتأمل إلى تركيبة جسمه من مفاصل متراكبة مع بعضها وتشكل مفاصل عجيبة، وهذه كلها من معجزات الله، ثم هل تعلمي ياصغيرتي فائدة الثعبان والعقرب للإنسان، الإنسان يستفيد من السميات التي في هذين الإثنين لصنع الدواء الذي يشفي الإنسان، وأن الله لم يخلق شيء عبثاً، ولكن الإنسان يجهل أحيانا فوائد المخلوقات التي خلقها الله. ولتعلمي صغيرتي أن هذين المخلوقين لايعادون الإنسان ولايضروه إلا إذا تعرض لها الإنسان أو تدخل في حياتها، فهي تدافع عن نفسها.
أما المتسائلون الكبار فأقول لهم ماقاله محمد قطب: أنه حين تتبلد النفس، فيمر الإنسان على الوجود مرورا آليا، لايتفتح لغاياته وأهدافه وروابطه، ولايستجيب استجابة حية لما يربطه بالله والكون والحياة من صلات.. ولاتنطلق نفسه في الأفق الأعلى الذي تلتقي فيه كل هذه الصلات.. فإنه يكون قد ضيق على نفسه المنافذ، وحصر عالمه في نطاق ضيق محصور.
ثم يضيف: أن الجمال سمة بارزة من سمات هذا الوجود.. إن لم تكن أبرزه.
والحس البصير المتفتح يدرك الجمال من أول وهلة وعند أول لقاء...
والضرورة لخلق هذا الكون الواسع العريض هو "إن الله لغني عن العالمين" وليس في حاجة إلى هذا الخلق كله من جوامد وأحياء. أنما الكون صادر عن إرادة الله الحرة الطليقة التي لاتخضع للحاجة ولا الضرورة ولا القيود.
فالجمال في حقيقته ينبع من النظام الكوني الذي جبرنا الله عليه، وهو الذي أعطانا العقول لنضع معايير للجمال، ولكننا بحاجة إلى التمعن والتفكير دائما قبل إطلاق الأحكام ووضع المعايير، فالقبيح قد يكون جميلا من وجهة نظر أخرى وعندما نقول جمال فالجمال هذا في مفهومه الواسع ليس شكلا خارجيا فقط بل هو أكبر وقد يكون نظاما أو كلاما أو مضمونا وموضوعا أو حركة، وحتى الفضلات الحيوانية أصبحت جميلة عندما عرفنا دورها بعد معالجتها بيولوجيا لمكافحة الإحتباس الحراري والمحافظة على البيئة، وبالتالي فهي في خدمة الإنسان، ونؤمن أن كل مخلوقات الله لم تخلق عبثاً، ولكننا لانفقه حديثاً
تحياتي أختي حنان
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
منجد مالي ألا ارمي القلم
وأرفع يديني اصفقلك استاذ باسم
يعطيك العافية
ودي أضيف أن الجمال المطلق عندنا كمسلمين هو الجمال الذي اودعه الله تعالى في الكون وهو في خلق السمواوات والأرض والدواب و.... والإنسان.... و و و ....
والجمال عند علماء المسلمين أمثال الإمام الغزالي من السابقين وأمثال القرضاوي الغبيشي المعاصرين ينقسم إلى شقين :
جمال ظاهري: ويدرك بالحواس؛ وهو في جميع خلق الله، كجمال ألوان الثعبان وجمال تفاصيل المفصليات كالعقرب.
وجمال باطن يدرك بالتعاملات؛ وفي هذا ظهرت التربية الجمالية التي تحث الفرد على حسن الخلق في التعاملات والسلوكيات.. وهو خاص بالإنس والجن.
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
االه يبارك فيك أستاذي قماش
بس عاد إذا انت ترمي القلم مين يمسكه
ألف شكر على الكلمات الحلوة
تحياتي
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
تقديري أ . باسم
وشكراً لإجابتك الثرية التي ناقشت فيها تفكير صغيرتي الرائعة التي تهوى الأسئلة وتنتظر إجابات مثل إجاباتك الرقيقة .
اسمح لي أخي الكريم أن أنتقل إلى إجابتك على الكبار وأتفق معك حول أن النظرة للجمال والقبح نظرة نسبية تختلف من إنسان لآخر ,
أما إن لم نربط الإنسان بمخلوقات الله تعالى فبماذا نربطه وكل ما حولنا ينطق بقدرته على الخلق فمن مخلوقاته نشتق الجمال ونلاحظ الجمال ونحب الجمال !
ومن مبدأ التأمل والتفكر والتدبر ننطلق إلى الجمال المطلق في خلقه تبارك وتعالى .
نربط الجمال بالفن فهل يعني هذا أن غير الفنانين لا يدركون الجمال ؟
نحن عندما نربط الجمال بالفن نربطه من وجهة نظر علمية خاصة بالتخصص كالتناسق اللوني والتوازن وغيرها من المصطلحات
مقولة أن الفن بلا قيود تعيدنا إلى زمن مضى كان البعض يعتقد فيه أن الفن للفن ............
اليوم توصلنا إلى حقائق رائعة أن الفن يغذي الحياة ينظمها فن بلا نظام أو تقنين قد يخرج بمخرجات غير التي خططنا لها من الممكن أن تكون مخرجات جديدة ولكنها لن توصلنا لما نريد على سبيل المثال وجود أسس التصميم في أي منتج فني مثل الإيقاع , التوازن , وهكذا ..........
ومن هنا نجد أن حدود الأديان لا تتعارض مع الفنون الحقيقية المنطلقة من أسس وقواعد ثابتة لأن الدين نظام والفن بحاجة للنظام .
أما الفنون ألا مقيدة التي لاتتقيد بضوابط وأسس قد تنتج لنا أشياء رغم جدتها إلا أنها قد تكون بعيدة كل البعد عن مواطن الجمال الضمني بصرف النظر عن كونها جميلة ومبهرة وهذا مانراه ينسكب علينا في الفضائيات ويطلق عليه فن ..أيضاً ...
هناك فرق واضح بين الجمال بمعناه المتكامل موضوعاً وضمناً وبين الجمال الظاهر الذي قد يخدع الكثير ويخفي تحته من المؤذيات ما يخفي .
ولو كانت النظرة للسوام فقط نظرة جمال وتأمل واستفادة لما أباح لنا الشرع قتلها , وكيف اعتبرت من المفسدات التي أمرنا بقتلها ,
نحن أخي الكريم تعجبنا الخطوط والنقوش التي جمل بها الله تعالى الحيات وتفاصيل العقرب ودقة تكوينها , ولكنا لايمكن أن ننسى حجم الأذى الذي قد يصدر منها .
وإذا كانت الحيات والعقارب تنظف الأرض من القوارض والحشرات لأنه يسكن جوعها بأكلها ولو لم تجد شيئاً يأكله يهاجم البشر , ولهذا أنزلت الآيات الحكيمة والأدعية النبوية , للتعوذ بالله العظيم من شر ماخلق وهذا أكبر دليل على أنها قبيحة بوصفه إياها تعالى بشرماخلق .
ولكن تكريمه لنا تعالى كبشر في قوله تعالى:
"ولقد خلقنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ""
هو الذي ميزنا وسخر لنا هذه المخلوقات جميلها وقبحيها لنتمكن بحكمة العقل أن نستفيد منها في تواجدنا على الأرض ضمن ماسخر لنا من نباتات ومخلوقات لاتعد ولاتحصى ,وقدرنا تبارك وتعالى على استخلاص المفيد من الضار والطيب من الخبيث للإستمرراية حتى يمكننا أن نحقق الحكمة من خلقنا على الأرض وعبادته تعالى على خير وجه .........
أعود واتفق معك مرة أخرى على أن تواجد الاثنين ضروري فلولا القبح لما أدركنا الجمال ولولا الظلام لما عرفنا قيمة النور ومن هنا تسكت الآلية وينطق الجمال بمعاني الجمال مدركاً به ككل متكامل وليس مجزأً .الحيات والعقارب ضرورة لإستمرراية الحياة بتوازن ولكن لو تخيلناها بشعة بدون جمال جلد أو نقوش تجتذب بها فرائسها لو كانت خالية من علامات الجمال فكيف كان وضعها ستكون مظلومة والله عدل لايظلم حتى الضار من مخلوقاته هو يميزه .
ومن
التلبد أستاذي أن نقف عند حدود النظرة العامة المسطحة إن إدراكنا لمحتوى النفع والضرر يؤكد إنسانيتا وتكريمنا على غيرنا من الخلائق .
وتظل الحيات والعقارب ترعبني وأخافها بكل منافعها التي ذكرت ولذا أردد وأعلم صغيرتي قول
""أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق في الأرض و السماء ""
تقديري أخي باسم ...على نقاشك الذي منه نستزيد .....
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
[ أخي الكريم عاشق فن
تقديري العميق لعمق تفكيرك الذي يعني بالمعنى .والمضمون
ويناقش الجمال ظاهراً وباطناً ...
سلمت أستاذي الكريم .............
ولي عودة للنقاش إن أحببت ......
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
لو تسمحي لي أختي حنان أن نستمر في النقاش ولنفس الموضوع
فموضوع الفن في الإسلام والجمال وحقيقته موضوع كبير يعيه من يعيه ويجهله من يجهله ومناقشتنا ليست سوى لتقريب وجهات النظر في هذا الموضوع، ولمحاولة توضيح الجوانب الخفية في الجمال.
سنسأل السؤال التالي وهو يخص الفنان بما أنك حصرت مجمل النقاش حوله فنقول: من أين ينبثق العمل الفني في نفس الفنان؟
سأجتهد وأجيب : أن الفنان عموما ينبثق العمل الفني في نفسه من ثلاث وهي الكون والحياة والإنسان كتصور للديانات السماوية في أصولها، ومنها التصور الإسلامي الذي يؤكد على أن يكون هذا التصور تحت ظل الحقيقة الإلهية التي يصدر عنها الوجود كله، فالله سبحانه وتعالى وجه قلوبنا إلى آياته في صفحة الكون، ووجهها إلى قدرته القاهرة التي تحكم كل شيء، وجهها إلى علمه الشامل الدقيق، وجهها إلى أشياء كثيرة لاحصر لها.
ولأن الله سبحانه وتعالى جعل لنا الكون آية كبرى وأبهر عقولنا المتدبرة بقدرته المعجزة في هذا المعرض الكوني المبهر، طغت على البشر العادة التي جعلته يألف مايرى ففسدت روعة التطلع لآية الكون، وتبلدت الحواس لما ترى وتسمع، فأصبحت تمر بكل شيء كأنه لاوجود له، ونست بحكم التعود أن كل شيء حولها أية للقدرة القادرة المبدعة الحالقة التي تبدع كما تريد..
والحياة المغترة في نظر الغافل بنظره لهذا الكون بأنه ميت لظاهر العين، ولم يدرك أن الحقيقة للكون أنه طاقات حية متحركة على الدوام وفي نظام مذهل ورائع وفي دقة متناهية شاملا كاملا للزمن والمخلوقات ...
والإنسان هو من يكون واعياً أو غافلاً بكل المقاييس او أصبحت نظرته سطحية ولم يعي بحكم التعود أن الله (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) وأن ( ومن اياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم) فاصبحت العادة تسير حياته دون تمعن ولاتفكير حتى في أبس عاداته اليومية (فلينظر الإنسان غلى طعامه. أننا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم) الآية
لن أطيل في هذا المجال لأني لست القادر عليه، لكني أجزم أن هذه هي المفاتيح لمعرفة الجمال على حقيقته، فهذا هو موقف التصور الإسلامي من الكون والحياة والإنسان. فالكون هو في التصور الإسلامي شيء جميل، حي متحرك، والجمال جزء من بنية الكون أصيل.
والأرض التي يعيش عليها الإنسان قد جعلها الله معاونة له على الحياة، مهيأة بكل ماتتطلبه هذه الحياة من مطالب، والسماء والأرض تتعاونان بكل ماتشتملان عليه من طاقات وكائنات في تهيئة الحياة للإنسان، وتسير مهمته في الخلافة على الأرض.
والحياة هي معجزة الخلق الكبرى جميلة بكل صورها وأشكالها.. والقرآن يوجه القلب إليها، ويعقد صلة القربى بين الإنسان وغيره من الأحياء في هذا الوجود: النبات والحيوان والطير....فالجمال عنصر أصيل في بنية الكون والأحياء وعنصر مطلوب ليستمتع به الناس وموهبة يذكّر الله بها الناس ليشكروه ويعبدوه.
ومن هذا المنطلق يصبح الثعبان جميلا والعقرب جميلا ومخلوقات الله كلها جميلة ومعجزة، وشر ماخلق لم يقصد به فقط الثعبان والعقرب بل كل ضار حتى لو كان الإنسان نفسه ولهذا جعل لنا الله الحدود والقصاص.
ولو أننا كما اليوم ننظر لكل شيء سطحيا بحكم العادة لأبدنا كل قبيح ان صح التعبير من وجهة نظرنا القاصرة فلم نبقي ولانذر، والتجارب في العالم علمتنا كيف أن محاربة بعض الكائنات كان لها مردود عكسي على الحياة والكون والإنسان فالصين قتلت العصافير لمضرتها للمحاصيل الزراعية ولكنها اكتشفت أن المحاصيل بدأت تتناقص أكثر والسبب الديدان في الأرض التي كانت العصافير تتغذى عليها، واستراليا جلبت الكلاب الوحشية لتكافح الحيوانات التي تهاجم الماشية والمزارع وبعد هروبها أصبحت الكلاب هي التي تهاجم الماشية وتقتل صغارها لتتغذى........ وهكذا
والأمثلة كثيرة ولكني سأكتفي اليوم بهذا القدر ولي عودة للتحدث عن الجمال والفن في التصور الإسلامي ان شاء الله
رايح أتعشى بعد إذنكم
تحياتي
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
شكرا علي الموضوع و علي النقاش حوله
لأول وهلة عندما قرأت كلمات الأخت الكريمة حنان تذكرت مباشرة هذا الحدث فأردت أن أسرد محتواه , فأنه حتما له علاقه مع مضمون هذا الموضوع .
الحدث يعرض حالة جمالية تربوية في ثقافة دولة غربية , و أنا كوني كفرد مشترك في هذا الحدث أى بمعايشتي لهذا الحدث صوت و صورة.
مناسبة الحدث كان في مناسبة أحتفال أضطرارى بعيد ميلادى , فأنا قبل هذا الاحتفال المميز كنت لا أحتفل بعيد ميلادى , و في الحقيقة كان كلما يحضر لي ذكرى يوم مولدى أستشعر بيني و بين نفسي كيف كانت أمي سعيدة في هذا اليوم حين ولدتني , فأشعر بالسعادة لأنني كنت سببا لسعادتها في هذا اليوم لذلك السبب كنت لا أحتفل بيوم مولدى (كعيد ميلادى ) و لكن أحتفل بهذا اليوم لكونه أجمل الأيام في حياة أمي.
أحداث هذه المناسبة , كانت قد عزمتني احدى الزميلات في مطعم للاحتفال بعيد ميلادى , هذا منذ زمن بعيد , فقبلت الدعوة اضراريا وكان الاحتفال عبارة عن التوجه كلنا جماعة الي هذا المطعم و تناول الطعام فيه , و في الحقيقة كان اختيار شكل المطعم جذاب وظريف و الا يكون الاحتفال بهذه المناسبة غير مميز و عادى .فكانت الكراسي يبدو عليها الطابع الهولندى القديم ذات اللون البني القاتم , فيشعرك بأن المكان ضارب في الزمان ,أو يشعرك و كأنك تتطلع الي الزمن القديم خلال نافذة هذا الزمن الحديث الذى نعيش فيه, , و هذه ربما تكون احدى سمات هذا المطعم العريق, كل ما جذبني هو شكل تصميم الكراسي المميز و بوابة دخول المطعم عند دخولي .
كان معنا طفلا يبلغ الخامسة أو السادسة من عمره هو أبن شقيقة زميلتي و التي كانت هي أيضا معنا و كذلك كان برفقتنا زوجها.و جلسنا مستمتعين بمناسبة يوم ميلادى ننتظر الطعام الذى يعده الطباخ لنا, فكنت أوزع ابتساماتي عليهم في هذا اليوم في صمت وكنت مندهشا من نفسي لأنني أخترت أن يكون الاحتفال بهذه الطريقة , في الحقيقة لا أعرف هل أنا أخترت أم لا , فأنا وافقت علي العزومة خجلا (ليس هذا هو المهم في هذا الموضوع), كنت أداعب الطفل و أتأمله و أتذكر نفسي عندما كنت في عمره , و تأتي الي ذهني صورا من ذاكرتي البعيدة تتوالي في ذهني فأتذكر والدتي , و فجأة أستيقظت من غرقي في أحلامي علي مداعبة هذا الطفل لي, فبادلته المداعبة بابتسامة , وبعد فترة بينما كنت أنظر له فوجدت تعبيرات وجهه فجأة قد تبدلت وأصبح كأنه رأى شيئا مخيفا , بدأ ينظر حوله بأستغراب , و بدأ يسأل والده كأنه يستنجد به أو شيئا كهذا , قائلا : بابا , بابا و كان يشير بأصابعه نحو أحد حوائط المطعم خلفي.. و يقول .. لماذا.؟ لماذا يا بابا؟... أين بقية جسم هذه الغزالة ؟ ثم بدأ وجههه يحتقن و يقول متسائلا : لماذا يقطع الناس رؤوس هذه الحيوانات ؟ .. ثم أرتفع صوته رويددا رويدا مجهشا ببدايات البكاء قائلا : لماذا يقتل الناس هذه الغزالة ؟ و أستمر متسائلا بصوتا أعللي لماذا يقطعون رؤوس هذه الحيوانات و يعلقونها هكذا معذبة , حتي أصبح المطعم كله صامت الا من صوت هذا الطفل و وتوجهت أنظار الجالسين نحو الطفل , ووجدت أنفاسي أنا أيضا قد تسرب اليها مشاعر هذا الطفل الحزينة و بدأت تحتبس أنفاسي أنا أيضا و كأنني أشاركه الشعور دون أن أنظر الي ما يشير عليه من أثر حجم الموقف.و المفاجأة . ثم أجهش الطفل بالبكاء الشديد. ووجدت زميلتي تقترب مني و تتأسف لي , فسألتها .. ماذا حدث للطفل؟ , فقالت لي أن هذه الحيوانات المعلقة (تقصد رؤوس الغزال التي قد يراها كثير منا في المطاعم و القصور و المنازل ) , يعلمونها للأطفال في الكتب بأنها حيوانات لطيفة وأنيسة و تجرى علي ألسنتهم أجمل القصص . فالمفاجأة لهذا الطفل أنه وجد هذه الحيوانات ذات القصص الجميلة معلقة رؤوسها, علي الحوائط و كأن الانسان هو الذى قتل هذه الحيوانات و مثل بها بهذه الطريقة. نظرت الي الحائط خلفي فوجدت رأس غزالة بشكلها المألوف معلقة علي الحائط , و أخرى هناك معلقة , أذكر عند دخولي المطعم قد رأيتها بشكل سريع و لكن لم تجذب اهتمامي , فهي أيضا نوع من الجمال الذى يتجمل به بعض المطاعم , و قد تراها أيضا في بعض المنازل كزينة ,و قد ترى أيضا غيرها من الطيورو الحيوانات المحنطة و بدأت أتأمل وجه الغزالة بعد أنتهاء الموقف وهدوء الطفل بأجابات والده فوجدته فعلا يثير الشفقة و العطف و يشعرك بحجم الألم ٍالذى عاشه هذاالحيوان .
أعتقد أن هذا المشهد قد يكون هو الأول من نوعه لهذا الطفل , فبعد أن فهم الطفل الحياه بأنها جميلة علي لسان هؤلاء الحيوانات في شكل القصص المقدمة له في الكتب أو القصص التليفزيونية و غيرها , أصابته الدهشة حين رأى أحد هذه الحيوانات الجميلة دون جسم , فكان لا بد أن يتساءل بهذا الحزن العميق , و بالتالي تم في داخله تقييم هذا المشهد فأصبح الأنسان بالنسبة للطفل هو المجرم و هو الذى مزق الصورة الجميلة التي يعيشها الطفل مع الحيوانات في كتابه الصغير.قبل النوم . لاحظ أن هذا الطفل لا يعلم أنه يأكل هذه الحيوانات في شكل وجبات غذائية لذيذة يستمتع بها.
أستاذتي الكريمة حنان حجار , هذه القصة تشبه الي حد ما القصة التي حدثت بينك و بين أبنتك , لا أعلم كم يبلغ عمر طفلتك الآن , الاختلاف فقط هو أن في قصتي أن الانسان هوالذى يعلم الطفل الأشياء الجميلة علي ألسنة الحيوانات , و في الجانب الآخر الشرعي في الحياه يقتلها , و يأكلها و يصنع منها أحتياجاته و يزين بها الأماكن , و هذا لا غبار عليه.
أن رأى الأستاذ باسم.في تحليله التربوى للثعبان و العقرب يعد منطقيا , و يتناسب مع جوهر الموضوع كعنصر تربوى , فبالطبع الطفل يسأل , و الأب و الأم يجب أن تكون لديهم الاجابات جاهزة للرد بها عليهم , وهذا دور الآباء , و عندما يبلغ الطفل الثامنة عشر عتقد أنه يكون قد أنتهي دور الآباء في حياته , لا أعني أن دور الآباء قد أنتهي , أى لا أهمية له , فدورهم قائم ومستمر و مهم حتي آخر لحظة في حياتهم , وقد ذكرت انطلاق الطفل في حياته بمعني الالتقاء مع نفسه و مع ما حوله بمشاعره و ذهنه و فكره الخاص فينمو فكره و حسه ومن ثم يتأمل الحياه بكيفية أخرى , و هذه هي حكمة أنشودة الحياه اذا سمينها هكذا.
بالطبع الانسان يتساءل طالما يحيا , و هو يهتدى الي اجابات , هذه الاجابات قد تكون غير مقنعة أثناء رحلته مع الحياه فيتحول عنها ليبحث عن اجابات أخرى .
أما الجمال فهو نسبي و يرتبط بالحضارات و الأزمان و الثقافات و الأماكن كما تحدث الأستاذ (معلم فن) في مشاركته عاليه , ففي العصور الغابرة كان الانسان الحجرى يرى الجمال مثلا في المرأة الثمينة , و في عصر الرومان مثلا أبتكرالفنان نسب جمالية جديدة في جسم الانسان وفي ملامح وجهه بنسب جمالية لاتوجد أصلا في الواقع (علي سبيل المثال تماثيل الرومان ), و هذا التبديل أذا صحت التسمية هو ما يفعله الآن مصممي الاعلانات التجاريةفي العصر الحديث بتحسين ملامح الجسم و الوجه عن طريق برامج الكومبيوتر ( الفوتوشوب و غيرها ) حتي تصل الي الجمالية و غيرها من نسب الجمال في كل مكان .
أما الجمال في الفن الاسلامي فهو حالة تعبيرية شعورية تستحق التقدير, وللأسف حتي الآن لم يطرح الحوار عنه الا القليل , فترجمة الفنان المسلم أحاسيسه بهذه الكيفية التي نراها في شكل الوحدات الزخرفية المتكررة اذا سمينها هكذا ,انما هي تعبر عن مفهوم اللانهائية لذات الله عز و جل , هذه اللا نهائية هو جوهر الأيمان و منطلق رحلة الحياه في الدنيا و الحياه الآخرة.
و لنا حوار آخر في هذا الشأن.
أحييكم , و الي أن نلتقي,
شوقي عزت
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
نرحب بك أخي شوقي عزت وبمداخلتك الثرية
ننتظر منك المزيد
تحياتي
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
موضوع شيق استاذتناالحبيبة حنان وما زاده روعة مشاركة الاخ معلم فن والاخ عزت شوقي وقد كنت قبلهما قد جهزت ردا بسيطا لاشارك به لكن وجد له مكانا في سلة المهملات.
لان حديثهما كان رائعا وافيا لكن اذكر سطرا من مشاركتي ان ابنتي عندما ترى الاضحية تمنع نفسها من اكل اللحم مدة طويلة ودايم تقول ليه نذبح الحيوانات المسكينه ونا كلها ؟؟
و اقولها على القصص القراني وايضا لان الله خلقهم لنا ...الخ و اشكركم على المشاركه الشيقة.
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
الهادية مرحباً بك عزيزتي ............
هلا قرات ردودي غالية
وعرفت أن ماأناقشه هنا وأسأل عنه ينطرح تحت معنى ..............
هل يمكننا أن نتجاهل المضمون مهما كان سيئاً ؟
مهما كان الشكل جميلاً ؟
وشتان بين الخروف الجميل الوادع وبين الثعابين عزيزتي..
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
أستاذي الكريم عبد الله
تقديري لمداخلتك
وشكراً على الصورة المضافة
هي خلقها صانع الجمال تبارك وتعالى .
وخلق معها الحكمة التي من أجلها خلقت بهذا الشكل ؟
نحن نناقش الحكمة من ارتباط كل هذا الجمال الظاهر بمكنون متلون مخادع ؟
فهلا عرفنا ذلك ؟؟؟
تقديري سيدي ...
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
تسلم أ. شوقي عزت
لدي الكثير أطرحه لمناقشة هذا الموضوع
أنا لانادي بقتل هذه المخلوقات اياً كانت , وأفزع من اشكال رؤوس الحيوانت التي يعلقها الغربيون في مطاعمهم وبيوتهم ,.............
النقاش هنا أستاذي يدور
حول المعنى الضمني للجمال في هذه المخلوقات طبعاً انا لا أقصد الغزال الذي رأيت رأسه معلقاً في المطعم ,,,,
والتساؤل هل يكفي أن تكون الثعابين ذات فائدة لنتناسى مايمكن أن يصدر منها من أذى وماتحمله في أنيابها من سموم ,
انا لا انكر الجمال الشكلي لكل ماخلق تبارك وتعالى ولكن اتسائل
هل يمكن أن نفصل الشكل مهما كان بديعاً عن المضمون السئ ؟
تقبل تقديري لمداخلتك الثرية .
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
[
أخي الكريم باسم
تقديري لمتابعتك ونقاشك الجميل
اسمح لي بأضافة هنا
النظرة إلى الجمال هي نظرة تراقب الأشكال والعلاقات اللونية والتكوين وغير هذا من المشاهد
التي تستدعي انتباهنا وابصارنا فهي نظرة تأمل في الشكل فقط .
يقول كانط في أحدى نظرياته أن التأمل الجمالي غير الإحساس ولا علاقة له بأية منفعة متوخاة من الموضوع الذي نحكم عليه .
أما المتعة الجمالية الحسية في الموضوع الجميل وهي تلك المتعة التي نحسها وينقلها إلينا العقل حيث نجد مايتوائم مع طبيعة الجمال فيه فشكل الشئ ووضوح أثره الشعوري تحمل كلها إلى العقل بواسطة الموضوع الحسي حيث نقيم وندرك .
الجمال أخي باسم هو تناغم وانسجام ليس بين المخيلة والفهم فقط ولكن تناغم يرتبط بالحواس والإنفعالات والعقل
فالتجربة الجمالية ليست مجرد تجريداُ صورياً ولا هي مجرد ادراك حسي بل هو ارتباط كلاهما بالآخر
أي أن المضمون يرتبط بالموضوع ليكون لدينا نحن كبشر نملك العقل القدرة على التذوق بحس يكفينا لندرك جمال الأشياء بشكل متكامل يتطابق فيه انسجام الفهم مع المخيلة .
تقديري أ. باسم
.
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
لازلنا أخت حنان نحب نوضح الفرق بين التصور الإسلامي للجمال وبين نظرة الإنسان القاصرة للفن والجمال سواء كان فنان أو انسان عادي فالسؤال هنا ماهي معايير الجمال ومن ماذا نستمدها كبشر؟
تحياتي
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
يعطيكم العافية
طرح اكثر من رائع ولا بد أن اقوم بجوله للتعليق
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
أخي الكريم باسم
تحياتي
أظن أننا أتفقنا منذ بدء النقاش على النظرة إلى الجمال هي نظرة نسبية لاتحكمها أية معايير وإسمح لي هنا أن أضيف أن لكلً من البشر تجربته الجمالية الخاصة به ومن خلالها تكون منطلقاته .
أما بالنسبة لنظرة الإنسان القاصرة ...فهي تلك النظرة التي يمكن أن ننظر بها إلى الجمال بلا تفكير أو تأمل أو تدبر من الحكمة الآلهية في خلق الجميل من القبيح , والجميل المفيد أيضاً في القبيح والعكس صحيح ,,,
كيف لنا الحصول على جميع الألوان من مصدر واحد هو الضوء وغير ذلك من الشواهد التي نراها حولنا ....
التصور الإسلامي أخي الكريم تصور يؤكد على استقاء الحكمة من الجمال في المخلوقات , واستخلاص الجمال بحمكة .......
كتابنا الكريم أستاذي ينادي
أولي الألباب , وأولى الأبصار ,,,,,,,,,,,
أصحاب العقول والتبصر بقوله تعالى :
أفلا تعقلون , أفلا تتفكرون ,
وغيرها من النداءات التي تؤكد تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بهبة العقل والبحث عن الحكمة ......
شكراً لثراء الحوار
تقديري .........
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
أخي الكريم
عاشق تعليم الفن
كمل تجوالك ونحن بانتظار رأيك الذي يهمنا كثيراً
بس رجاءً لاتتأخر كثير ....
دمت بخير
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
عدت مرة أخرى واعذروني لإتشغالي هذه الأيام...
اختي الفاضلة حنان سأقول جازما ومؤمنا بأنا الحكمة الإلهية والخالق سبحانه وتعالى لم يخلق إلا الجمال ولاشيء غير الجمال، والقبح الذي نراه كبشر فهو من صنعنا ومعاييرنا نحن فقط، سواء كان ذلك القبح حياً أو ميتاً، ولابد من أن نفرق بين المصطلحين الجمال والقبح وبين مصطلحين مهمين أيضا وهما الخير والشر، ولكني لن أكتب حاليا عن هذه المصطلحات ولا المعايير التي اتخذها البشر لقياس الجمال والتعرف عليه، وسأعود لاحقا لها نظرا لأن الموضوع ليس بالسهل شرحه والوقت هذه الأيام محسوب بالدقيقة، وسبب آخر مهم جدا أني أردت أن أحصر الحوار في الموضوع الأساسي وأن لانتشعب كثيرا فنفقد الهدف الذي بدأنا به ولهذا أعود لنقطة الثعبان والعقرب وتفسير البعض لهم بأنهما من المخلوقات القبيحة كما يزعم:
الإسلام أختي الكريمة لم يأمرنا يقتل الثعبان دون سبب ولا قتل أي كائن حي تعسفاً وجبروتا، فالإسلام في نصوصه وعلى حد علمي القاصر لم يأمرنا بمثل هذه الجرائم ضد الحيوان والنبات كما هو الحال بالنسبة للإنسان وجميع المخلوقات، وعندما نقول أن الكون هو معجزة إلهية يتبلور جمالها في دقة نظامها وتسخيرها لمعمر هذه الأرض الإنسان، فنحن نقصد كل مافي الكون وقد سبق وأن أشرت إلى أن فوائد المخلوقات لايعيها أي انسان وطبيعي جدا لأن الإنسان خلق عجولا.
واليوم سأخص بعض مخلوقات الله كدلالة على جمالها بالنسبة لحياة الإنسان وسعادته ورخائه على وجه البسيطة بشيء يسير من الحديث، نعرف أو نتشدق دوما كمتخصصين في الفنون أو كمثقفين ومتعلمين بما يسمى بالتنوع الحيوي في البيئة، ونقف أمام طلابنا نحثهم على المحافظة على البيئة، أو مع أبنائنا نعلمهم النظافة ونبلغهم الرفق بالحيوان ورعاية النبات، ولكن لابد أن نكلف أنفسنا بعض العناء و نبحث عن هذه الحقائق التي ننقلها لأطفالنا وحتى نزداد يقيناً بهذه الأهمية، ونحن لانخرج عما كلفنا به في التدبر والتفكر والتعقل بل نحن نؤدي عبادة من العبادات وطاعة لله سبحانه وتعالى، مع أن الكثير عندما أصابهم القصور الذي تحدثت عنه قبلا لازالو يعيبون على بعض العلماء من أديان أخرى بأنهم يتابعون الحيوان والحشرات والكائنات البحرية كعبث وتدخل فيما لايخص الإنسان، وأنهم لو وجهوا طاقاتهم في علوم نافعة على حد قولهم سيفيدون البشرية (وهذه واحدة من الصور القاصرة التي نعاني منها اليوم وهي ليست من جهلاء لكن من متعلمين).
أعود مرة أخرى لأتحدث عن التنوع الحيوي وهذا المسمى يعطي انطباعا عاما يقتصر في معظم الأحيان على أنه مرادف للجمال (جمال الطبيعة وغناها)، لكن تقدم الدراسات العلمية الدقيقة في علاقات الأنواع الحية ببعضها البعض، بات يضع جمال الطبيعة في آخر الإعتبارات. لكن هذه الدراسات أيضا قد أكدت على أن التنوع الحيوي هو شرط أساسي لبقاء ورخاء الإنسانية.
في سبتمبر الماضي أصدرت إحدى المجلات العلمية (أميريكان سيانتافيك) عددا خاصا بالتحديات الستة التي توتجه الإنسانية اليوم، وكان من أحد هذه التحديات هو إنقراض بعض الأنواع الحية إلى جانب مواضيع خمسة أخرى وهي: الإنفجار السكاني وأزمة الطاقة والماء والوجه الجديد للأمراض والفقر. ومايهمني في هذه الدراسات أنها خلصت كلها على أن إنقراض نوع واحد من الأنواع الحية في هذه المنطقة يؤدي إلى زعوعتها برمتها وإلقائها إلى حافة المجهول، وأن هناك صلة وثيقة مابين بيئة أية منطقة في العالم وبيئات المناطق المجاورة يمكن لأي تغير سلبي في أي مكان في العالم ان يقود إلى سلسلة من التفاعلات السلبية التي لايمكن إدراك مداها وحجمها في العالم أجمع.
وقد شرح بسام الحلبي (أستاذعلم الأحياء وباحث في الشؤون البيئية) الخلل البيئي في التنوع الحيوي ببساطة شديدة فقال : لو فرضنا أن الأرنب البري في الغابة وهو حيوان يتكاثر بسرعة مذهلة وتتغذى على النباتات الصغيرة وجذورها، ولكن هذا الأرنب لو قدر أن يكون وجوده وحيدا دون منافس أو مصارع كالحيوانات المفترسة مثل الذئاب والضباع والثعالب (والثعابين أيضا) فسيكون الأرنب البري كارثة على النبات ومن ثم على البيئة والإنسان. وهذا ببساطة شرح للتنوع البيئي.
اكتفيي بهذا القدر عن التنوع البيئي فأعتقد اتضح دور الثعبان وأهميته زكيف أصبح مرتبطا بجمال الطبيعة الحقيقية.
وبقي لي أن أضيف مؤكدا على ماذكره أستاذنا الفاضل شوقي عزت أنه بالفعل أستاذي نحن من نعلم أبنائنا الجميل والقبيح فتصبح مسلمة عندهم هذا قبيح وهذا جميل ويكلفون خطأ تعليمنا لها، وللدلالة على ذلك أقص قصة حدثت لي شخصيا في إحدى الرحلات عندما كنت في ماليزيا وزرت احد القرى الشعبية هناك مع أطفالي الصغار، التقينا بصائد للثعابين ومعه مجموعة كبيرة من الثعابين من نوع الأناكوندا وهي أصلات معروفة فطلبت منه أن أحمل واحدة صغيرة وألتقط صورة معها وكان أطفالي يشاهدونها ويستمتعون بمنظرها الجميل ثم تقدمت ابنتي الصغير ووضعت يدها على رأس التعبان تربت عليه دوخ خوف لأنها لم ترى قبلا ثعبانا ولأن والديها لم يصيباها بالذعر دوما من كلمة ومنظر الثعبان ثم انتهت الرحلة وعدنا إلى الفندق، وبعدها بيومين نزل ابني وبنتي قبلي إلى ساحة الفندق للعب وعندما وصلت لن تصدق ماذا شاهدت: كانا يحملان ثعبانا كبيرا يملكه أحد المتجولين يعرضه على السياح ويسترزق مما يعطونه له، لكن المثير هو أن ابناي تقدما دون خوف من صاحب الأصلة وطلبا أن يحملاها برفق ويلعبا معها وكانت هذه مفاجأة للمشاهدين وطبعا للأسف أعظمهم سياح عرب، وسمعت بنفسي من خلفها كلمات الإستنكار والقليل من كلمات الإعجاب بالشجاعة المتهورة من أطفال في سنهما وكانا الإبن عمره ست سنوات والبنت اربع سنوات. وسأضع الصور لهما لاحقاً.
الخلاصة أخواني أن الفنان يظن أنه الوحيد القادر على تمييز الجمال بحكم مهنته لكنه مغرور لو ظن هذا فكل العلوم قادرة على ابراز مواضع الجمال في تخصصها والفانون أنفسهم يتقاتلون ليثبت كل منهم أنه الأقدر على تمييز الجمال حتى وصل بنا الحال للإنحدار إلى السلوكيات المختلة فنعرض الفنون المثيرة للشبهات والشهوات ونقدس مالايستحق أن يقدس وأصبح فننا سلعة تباع وتشترى وقبلة يقصدها ويتبعها الغاوون مثلنا مثل الشعراء، وهذا لايشمل الكل ولايعمم فلا زال منا من له هدف ومبدأ ونراه حقا قوي التأثير عالي الصوت بعمله لا بمنبره.
تحياتي للجميع
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
تحية طيبة
اتمنى تجدوا ما يشفي غليلكم على هــــــــــذه الصفحة
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
عذرك هو عذرنا أخي الكريم الكل مشغول ...الله المستعان ..
فاصلك صعب شويه ..........
اخي باسم أبو حسن الله يحفظلك هم .
خصوصاً من الأشكال اللي في الصور ............
صدقني مزعجة خسارة الحلوين اللي فيها مع الآفات اللي حواليهم .
على كل الله يعينهم انك ابوهم .
استنى عليهم لما يكبروا ويعرفوا .........
اخي الكريم
خليني معاك للآخر .............
اناقشك في التربية الجمالية وتناقشني في حماية البيئة ونصرة الثعابين ...........
يااخي الله يسامحك .............
عموما
الحكمة الإلهية والخالق وبأنه سبحانه وتعالى لم يخلق إلا الجمال ولاشيء غير الجمال.
جميل خلق البارئ تبارك وتعالى .ولا جدال فيه ...........وحكمته هي الأعلى والأسمى.....
هو كذلك خلق لنا القدرة على التمييز بين الجميل والقبيح ولهذا كانت لدينا القدرة على الإختيار.
""وهدينه النجدين""
اذا هناك خير وشر واعتقد تصنف اعمال الثعابين ضمن القبيحة , لاحظ اؤكد على أعمال الثعابين وليست أشكالها .
الموضوع ابسط مما تخيلته ,وأخشى أننا نكون قد خرجنا عن الهدف الذي يعني بالمضمون , ومعالجة الجمال,
أرجع لمداخلاتي تجد أني لم اطالب بقتل الثعابين ولا غيرها , ............
أما البيئة فربك هو بس اللي حافظها من الخلل ومسخر لها أناس يعملون لذلك .......
على فكرة أ. باسم
انت تتكلم عن رحلة سياحية ,لأيام ..........
وانا اتكلم عن طفوله عشتها في بستان من بساتين المدينة المنورة . شاهدت فيها العديد من المخلوقات أثناء تجوال بعضها بحثاً عن الطعام أو تنقلها من بيات شتوي لصيفي وهكذا,,,,
وتكونت لدي قناعات تساعدني على أن أفرق بين الجميل والقبيح ليس شكلاً وإنما ضمناً ....... .......
كبرت مع اخوتي ونحن نرى هذه االمخلوقات ولايغيب عنك معنى أن تعيش في بستان !!!!!!!!!
ليس خوف لأنه تبارك وتعالى حفظنا بتلاوتنا لكتابه ثم بتكوينه لخصائصها وجعلها لاتتعايش إلا في بيئات خاصة بها فقط فهي تعيش في الجحور حيث ليس لنا مكاناً ....كبشر
ميزنا تعالى عن غيرنا وسخر هذه المخلوقات لنا لنستفيد منها.
ولكن هو نفور مماتحتويه هذه المخلوقات من شرور ضمنية رغم فوائدها الكثيرة , وجمال زخارفها التي يعشقها الفنانون .....
مرة ثانية ارجع إلى صفة العدل والحكمة عند الخلاق العظيم سبحانه وتعالى .
ماهو حظها من الجمال تخيل الثعابين بلا سموم تنفعنا ولا جلود مزخرفة تعجبنا ماهو حظها اذاً؟؟؟
اما بالنسبة إلى كون الفنان هو الوحيد القادر على تمييز الفنون بنظره خاصة أدت إلى الإنحدار بحكم المهنة كما ذكرت
فهو عندها هو يتجرد من إنسانيته أو يشوهها لأنه بذلك يبعد عن الفطرةالسليمة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف
ومن هنا اساس الإنحدار.........
والحمد لله لسه الدنيا بخير
-
رد: هلا شاركتموني ؟ بإجابة لصغيرة القرن الواحد والعشرين؟؟؟
أشكر الأستاذ معلم فن علي التهنئة و أشكر الأستاذة الهادية علي الشكر , و أشكر الأستاذة حنان و التي سمحت لنا بالألتقاء علي صفحتها في قضية و رأى ,و أشكر جميع المشاركين في هذا الموضوع الجيد و المهم.
أعود اليكم مرة أخرى في هذا الحوار الساخن, فلقد تطرق الحوار في نهاية مشاركتي السابقة الي الجمال في الفن الأسلامي , و ذلك كمنظور يمكننا أن ننظر خلاله الي الجمال في هذه القضية , فالقضية التي تطرحها الأستاذة حنان حجار واضحة و هي أن الجمال قد خلقه الله عز و جل في الكون عامة وعلي الأرض , قد يكون الجمال موجودا في كائنات أو جمادات قد تؤذى الانسان , فكيف يكون جمالا يسر العين و في نفس الوقت يقشعر له الاحساس خوفا من خطرها . وكيف لنا أن نفصل بينهما و هما متصلان ببعضهما , فالشعور يتعامل مع نفس المصدر بحالتين معا في آن واحد , و هنا يحدث حوارنا قد نتفق مع بعضنا البعض , وقد نختلف , و هذا أمر طبيعي فكما قالت الأستاذة حنان أن خبرات الانسان تختلف بحكم الزمان و المكان و الاكتراث وعدم الاكتراث وقدرة الانسان علي الاستيعاب و هكذا , و لكن لا شك أن الحوار مهم و يفيد القضية بكل أبعادها .
قبل أن نقبل علي هذا الحوار يجب أن أبدأ بكلمات المثل الذى يقول يجب أن نوضع النقط علي الحروف , و في الحقيقة هذا المثل لم يقال هكذا ببساطة , فهذا المثل يعود الي تاريخ العرب و علاقته مع اللغة العربية التي يتحدث بها , فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم .
فكما تعلمون أن الكتابة العربية في أول الأمر بدأت تكتب بالخط الكوفي القديم , فكانت تكتب و كانت تقرأ حروف الكلمات بدون نقط و بدون تشكيل , و كما يبدو من هذا أن اللغة العربية في هذه المرحلة الكوفية كانت قد تطورت , أى مرت اللغة العربية بمراحل ابتكار قبل هذا الوقت , بعد ذلك أعقبتها فترة زمنية أقتضت ضرورة الاستعانة بكتابة النقط و التشكيل , أعتقد أنه حدث هذا نظرا لنشأة جيل جديد يحتاج الي هذه النقط و التشكيل لكي يستعين بها في نطق الحروف و الكلمات و كتابتها علي هذه الصيغة التي نقرأها الآن , في أول الأمر بدأ توضيح نطق الحروف بصوتياتها و ذلك بأبتكاره رسم نقط توضح الهمزة مثلا أو الضمة أو الفتحة أو الكسرة أو الشدة و السكون و هكذا ,و كانت تلون النقط الي نقط بيضاء و نقط حمراء و نقط زرقاء و ذلك للتفرقة مثلا بين الهمزة و النقطة الواحدة و النقطتين و الثلاث نقط.. الي آخره .
أعتقد أن هذا التطور في الكتابة العربية نجم عن وجود مشاكل في القراءة و التعليم للأجيال التي أتصلت لاحقا بالأجيال التي كانت تقرأ العربية بدون نقط , أو ربما نظرا لصعوبة الأتصال بين هذاين الجيلين الجيل الحديث و الجيل القديم في ذاك الوقت و الذى أنقرض أو رحل دون أن يدون علمه في اللغة في شكل مخطوطات , و من ثم كان عدم الالمام الكامل بصوتيات الحروف حتم وجود هذه الطريقة التنقيطية و الاستعانة بها لقراءة نطق الحروف , و بالتالي لتيسير تعليمها للأجيال التالية من بعد..
بعد ذلك بدأت كتابة الضمة و الفتحة و الكسرة و الشدة و السكون علي الحروف علي النحو الذي نقرأ به الكتابة العربية الآن.
أى هناك ثلاث أجيال في ثلاث فترات زمنية,وقد يكون بينهما أجيال صغيرة تنتمي كل منها أو قد تكون مكملة لكل مرحلة من هذه المراحل , أى هناك جيل يعرف قراءة الحروف بدون نقط , وهو الجيل الأول و جيل يعرف قراءة الحروف بالنقط , وهو الجيل الثاني , و جيل يعرف قراءة الحروف بالتشكيل . وهو الجيل الثالث و هوالجيل الذى نعيش فيه الآن و بالطبع هناك جيلا أو أكثر قبل الجيل الأول. ربما نلقي عليه الضوء في موضوع آخر.
أذن كما يتضح لنا أن النقط و علامات التشكيل أبتكرت لتوضيح حالة الحروف و ليس لتقويلها . و من هنا جاءت هذه المقولة فلنوضع النقط علي الحروف و المقصودون بهذه المقولة هم أبناء الجيل الثاني الذى أتي بعد أبتكار النقط و قبل جيل التشكيل.
معذرة لطول هذه المقالة علي وضع النقط علي الحروف , أردت فقط توضيح المعني كما يبدو لي , فلقد تعودت في حياتي عندما ينطلق خيالي , فأطلق له العنان , فيصيب خيالي الحقيقة , هذه النتائح معظمها نتائج شخصية و ليس بالضرورة أن تكون حقيقة.
ذكرت هذه الحكاية الطويلة كي أقول أن لكل جيل حصيلة فكرية و رؤية , و هناك أجيالا أخرى تأتي لتطوير هذه الحصيلة ولم تأت لتغيرها , فالكلمة في اللغة العربية الحديثة هي نفس الكلمة في اللغة العربية القديمة و المعني هو نفس المعني و التقويل كما نعلم جميعا هو ثراء الكلمة يساهم فيه الفرد و الجماعة في المجتمع الواحد, و بما أن مجتمعنا العربي و الاسلامي ممتدا شرقا و غربا , فلا شك أن كل هذه الاختلافات المكانية و الفردية و الجماعية تثرى من اللغة العربية وتثرى معناها و هذا مقدر من الله عز و جل و الا كان الاسلام قد نزل بلغة أخرى غير اللغة العربية , لاحظ أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المكتملة بين اللغات الأخرى ففيها جميع الأصوات لذلك سميت اللغة العربية الفصحي , و فصحي من فصيح.
أما الجمال في الفن الاسلامي فلا بد أنه له علاقة بالتأمل و لا شك أنه قد مر بمراحل تشبه مراحل تطور اللغة العربية, و تزامل معها في التطوير, فمثلا حالة التأمل هو سمة من السمات التي يرتكز عليها الايمان خاصة في الاسلام , هذا التأمل يمارسه المتذوق و الانسان العادى و الفنان المسلم علي السواء اذا صحت التسمية بهذه الأسماء , هذا التأمل يحدث بطريقة مرحلية , أى يبدء بالرؤية ثم المشاهدة ثم التفكر , ثم تتطابق نتيجة ذلك مع جوهر الموضوع فيحدث الابداع الشخصي للمتلقي سواء بالتعبير اللفظي أو بالتعبير التشكيلي أو بالتعبير الحركي , غالبا تحدث النتيجة شعورية فيأخذها الذهن و يحولها الي كلمات أو أشكال و ألوان .
وأستكمالا للحوار عن القضية سوف أطرح عليكم مثالا آخرا غيرمثال الثعبان و العقرب , المرأة الغربية مثلا هي مرأة جميلة , و الطفل الغربي طفل جميل واذا نظرت الي مظاهر الحياه الآن فنجد أن تأثيرهذه المظاهر واضح , فنجد مثلا أن المرأة العربية تصبغ شعرها باللون الأصفر , فيتحول من اللون الأسود الجميل الي اللون الأصفر الجميل ,(ليست المرأة العربية وحدها , بل من الممكن أن ترى هذه المظاهر في أيطاليا و في اليونان و في أسبانيا ) و في بعض الأحيان نجدها تلون عيونها بالألوان الزرقاء و الخضراء (أبتكرت التكنولوجية الحديثة هذه الوسائل الحديثة لتغيير لون العينين بعدسات لاصقة ملونة ) , و كذلك المرأة الشقراء تتأثر بجمال المرأة العربية , فهي تلقي بجسدها تحت الشمس كي تكتسب جمال الجلد العربي و تجعد شعرها و تصبغه بالصبغة السوداء . تلاحظ أيضا أستخدام صور الأطفال الغربيين لدى الشرقيين كأطفال جميلة في الاعلانات مثلا أو كصورا تعلق أحيانا في المحلات التجارية و ربما أيضا في البيوت وترى ذلك أيضا هذه المظاهر في بلاد الغرب فهم يستخدمون صور الأطفال العرب و الأفارقة و الأسيويين في الأعلانات و خلافه..
أى هناك شيئان متناقضان في الحياه يكملان بعضهما البعض , هذان الشيئان لا يعترفان ببعضهما البعض كما يبدو في الحياه السياسية و لكن في الهمس الداخلي يحتاج كل منهما الي الآخر و ينال التقدير.
ذكرت هذا علي سبيل رؤية الجمال في الشكل , أى أرتباطه بالشكل فقط , أما الجانب الآخر (الجانب الداخلي ) فهو يشبه الحالة الغامضة الموجودة داخل الثعبان أو داخل العقرب , قد ترى العين في بعض الأحيان الثعبان أو العقرب ذات شكل جميل و لطيف و غير مؤذيا , .لذلك عندما أراد أبليس أغراء حواء فقد تخفي لها في شكل ثعبان جميل , لاحظ أن أبليس لم يختار آدم لأغراءه و لكنه أختار حواء , هذا مما يظهر أن المشاعر عند المرأة غير المشاعر عند الرجل , و هذا منظور آخر يجب أن يوضع في هذا الموضوع.
وجعت دماغكم ؟!!
الي لقاء آخر,
مع تحياتي,
شوقي عزت