لـــــــماذا التربية الفــــــــــــــــــنية ؟؟

[align=center]حياتنا الإجتماعية ، في عصرنا الحاضر ، حافلة بالتغيرات الفنية المختلفة العفوية منها، والتلقائية فكثير ما نجد الإنسان ينحت و يرسم . يتعامل مع الفن بعشق ، ومحبة وحنان . وذلك ليكون شخصيته الإجتماعية ، والحضارية . خاصة ، وأن الفن ، في عصرنا ، أصبح كلمة على ألسنة الناس ، ولحنآ يدخل أعماقهم ، فيطربهم ، ويهز مشاعرهم ؛ ورمزا من رموز الوعي ، والذوق والثقافة (المتاحف ـ المجلات ـ اللوحات..} من هنا يبرز إفتخار الأمم و الشعوب بفنانيها و مفكريها ، مثلما تفتخر بقياديها وحكامها (ميشل انجول في إيطاليا له نفس أهمية يوليوس قيصر).

نعم للفن أهمية كبرى لا غنى عنها أبدا ، فهو يمس خصائص حياتنا اليومية ، كالملبس و المسكن والاثاث . فأي نشاط إنتاجي أو صناعي يخلو من الذوق الفني ، و الإبداع المحبب ، هو إنتاج رتيب أو رخيص . وأية صورة طبيعية تبدو حولنا خالية ، من مسحات السحر و الجمال ، هي صور جافة وميتة فلا يمكن أن نتصور الأرض دون أن تنبت أخضرا أو شجرا ، ولا يمكن أن نتصور السماء رمادية اللون . ولا كل الوجوه الإنسانية صور مكررة دون تغيير . و المباني لونها كلون الطين.

وكذلك ، لا يمكن تصور إنعدام الخط ، واللون ، فيا لها من حياة إنسانية تحيط بها هذه البيئة المحطمة الهشمة ! إنه الإنسان ، في مثل هذا الواقع ، سيلجأ إلى إرتكاب الجرائم ، وإعتناق الشر طريقا..

لأن الذوق الجمالي مغروس في الإنسان منذ وجد ، فهو لا يقدر أن يعيش بدونه ، ولا يرضى بشيء آخر بديلا عنه منذ طفولته . ومنذ أن درج على الأرض ، أخذ الفن يناجيه ، وأصغى هو بدوره إليه.

من هنا ، أصبح لزاما علينا أن نهتم بالفن و الإبداع ؛ ننميه في أطفالنا الصغار ، وهم على مقاعد الدراسة ، أو في غرفة في البيت ، نرعاهم ، ونوجههم ، دون المساس في جوهر تعبيرهم ؛ نؤمن لهم كل ما يلزم ، من أجواء و مواد و خامات ، لكي يكون بإستطاعتهم العطاء ، العطاء النافع و البناء . لأن في الفن ، يرى الطفل شخصيته المستقلة ، ويرى ذاته القادرة ، عدا عن تهذيب العقل وصقل الروح.

الطفل ولد مع التعبير و الحركة والخلق ، فهو منذ إيقاعه الأول ، إيقاع الحركة و المشي ، يلصق القلم على الورقة معطيا خطوطا عشوائية ، ليس لها إيقاعي خاص ؛ وتطورت هذه الخطوط ، مع التقدم الزمني و الإجتماعي للطفل ، حتى أصبحت خطوطا متشابكة في كل الإتجاهات ؛ فكان أن ظهرت بوادر الرسم البندولي المتشابك ، يرسمها وهو منبطح على بطنه ، وكأنه يمارس الرسم بجسمه كله . إنطلاقا من هذه الخطوط ، وهذا التعبير ندعو إلى الإهتمام بأطفالنا من خلال التربية الفنية.

هذه المادة التي يجب أن نعممها ، على المراحل الدراسية الإبتدائية و المتوسطة ، ويجب أن نعممها في كل المؤسسات التربوية العامة والخاصة . لا من أجل أن نصنع من هؤلاء الأطفال فنانين ورسامين ؛ بل ،لكي يمارس الأطفال عملية الرسم والتلوين بحرية وعفوية ؛ ليتذوقوا ما في هذه الممارسة من متعة للشعور وللتفكير ؛ خاصة وأن الفن لم يعد يقتصر على الفنانين المحترفين ، ولا على المتاحف ، وصالات العرض ، بل دخل حياتنا العامة والمدرسية ، وأصبح وسيلة تربوية أساسية ، يلعب دورا مهما في بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة . فالقصد إذا من برامج الرسم و التلفزيون في المدارس ، هو شحذ حواس الولد الطرية ، و إيقاظ نشاطه الفكري الحر.

ومن الخطا ، إعتبار الرسم ، في المدارس ، عملية يتلقن فيها التميذ عادات و طرائق يدوية في نسخ الطبيعة والأشكال ؛ بل القصد هو أن يكتسب خصالا نفسية ، تتأصل في شخصيته ، وتصبح من طبائعه الأساسية ؛ إذ أن هذه الخصال تنمو وتتطور مع الولد ، إذا أحيط بجو الحرية و التفهم عن طريق ممارسة اللعبة الفنية . لذلك ، أعتبر أن وجود معلم الرسم الكفوء في مدارسنا قضية لها أهميتها الكبرى ، لأنه لا قيمة لمادة التربية الفنية من غير موجهها ومدبرها.

وإعداد هذا المعلم تتطلب أمور كثيرة : منها ما هو نظري ، ومنها ما هو عملي ، ووضعه أيضا في أجواء المعارض الفنية والمحترفات المتطورة.

إن رسوم الأطفال تحمل حالات (الأنا) بأبسط معاني فرحها و أحزانها . و علينا كمعلمين وكمربين أن نحترم عطاء الطفل ، وأن نوجه تصوراته برفق وحنان . إذ في هذا العطاء ، تنمو حضارتنا الفنية ، و تصبح البيئة أفضل مما كانت عليه ، لأن الطفل يعتاد خدمة الحضارة ، وهو على مقاعد الدراسة.

المعلم لا يعلم الطفل الفن كفن ، و الرسم كرسم ، بقدر ما يعلمه الملاحظة ، ولفت النظر ، بغية تنمية قدراته ، فهو ليس بحاجة إلى نظريات ومبادىء بل هو أحوج مايكون الى المحادثة ، والتشجيع ، لنعلم الطفل كيف يفكر ، ويبتكر بحرية ، ولنلاحظ إنتاجه بحذر من غير مساس مباشر ، فنكسبه فيما بعد رجلا يعتاد التفكير ، و الإبتكار بحرية تامة.

هذه الملامح التربوية في التعبير الفني ، كان قد أوصى بها المجمع العالمي للتربية الفنية في مؤسسة اليونيسكو العالمية ، حيث دعا إلى ترك حرية العمل الفني لدى الأطفال ، وإحترام إنتاجهم و تطوير عملية الإبداع لديهم.

ثم دعا لتنمية الذوق الفني داخل المدرسة و خارجها.[/align]

يعطيك القوة والعافية أخوي arts

موضوع فعلا ً ممتاز ومفيد

وننتظر منك المزيد

تحياتي لك

الله يعطيك العافية

وعندي اضافة لو بتسمحلي

التربية الفنية من المواد المهمه في تنشأة الفرد ، ويعزى ذلك إلى اهمية التنشأة في تعليم الصغار أو الناشأة ، وعند تعليم الناشئة ، ينبغي ان يكون هذا التعليم متوازن في جميع جوانبه .. وبمعنى آخر أن نسعى الى تحقيق التكامل في جميع جوانب المتعلم "النفسية - الشخصية - الوجدانية - المهارية .........."

ولا يمكن ان يتم ذلك الى من خلال وجود مناهج متكاملة ومتنوعه لتحقيق جوانب النمو المتكاملة في جميع المجالات .. وهذا ما تسعى اليه التربية الحديثة في جميع المجتمعات النامية منها أو المتقدمة ...

ولما للتربية الفنية من الأثر الكبير في تكامل شخصية المتعلمين ؛ كان لزاماً علينا تدريسها في مناهجنا ...

[align=center]اروى الحمد

مشكور على الزيارة الجميلة

و إن شاء الله القـــــــادم أجمل





عاشق تعليم الفن


يعطيك العافية أخوي

ومشكور على الإضافة الجميلة




تحياتي العطرة لك[/align]

كلام جميل اخوي

arts

لا عدمناك

alwan


مشكور يا ألوان على حضورك الجميل


تحية عطرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكر الأخ arts على كتابته الرائعة . . . وهذا المبحث العظيم

ولي بعض التعليقات والمداخلات . . .

بالنسبة لترك الحرية للأطفال للتعبير . . . . قد تفهم خطأ من قبل الكثير

وقد فهمت سابقا . . . . مفهوم وتعريف خاااااااااااااطئ

فالمقصود بترك الحرية للطفل للتعبير عن أفكاره وإنفعالاته . . . . و . . . . و

هو مراعاة خصائص عمره . . . وسمات مرحلته التعبيرية

أي

أن ندرك مثلا أن قدراته العضلية في سن 3 سنوات ( ( مثلا ) ) ليست متوافقه كقدرات الطفل في سن 8 سنوات

وهكذا . . . .

كذلك اختيار المفاهيم والمعارف والمعلومات التي يدركها العقل في هذا العمر

يجب أن تكون في محيط استيعابه

فليس المقصود ترك الحرية كاملة بدون توجيه أو تخطيط ودراسة لمدركات الطفل في هذا العمر ولتعبيره الفني

بل : التوجيه الدقيق والاختيار المناسب لما يجب أن يحصل عليه .

من يحدد ما يجب أن يحصل عليه الطفل في سنوات عمر . . . ؟ ؟

حاليا ^^ المعلم والمعلمه ^^

الواجب ^^ إيجاد منهج متكامل ^^

لماذا يجب أن يوجد منهج متكامل ؟ ؟

لأن تأهيل المعلم والمعلمه غير كافيين للاختيار الأمثل للمواضيع ، أو لربما كان السبب عن بعض المعلمين عدم القراءة خارج إطار ما قاموا بدراسته في الجامعات والمعاهد ، وغالبية إعداد المعلمين كان موجها لإعداد معلم صف أو معلم لجميع المواد لسد الإحتياج الناتج عن خطة النقلة لتوظيف الوطنيين في التعليم . . . وهو في جميع البلاد الخليجية . .

OK

لماذا هذا الأمر موجودا في الدول العربية حتى الأن ( تعليم المواد العام وعدم التخصص الكامل من السنة الأولى ) ؟ ؟

أو ( إيجاد تخصصات غير منطقية في المجال العملي الواقعي ) ) ) ) . . . ؟ ؟

هههههههههههه

عارف أني لفيت فيكم لفة كبيرة

لكن الله يعين الللي بيقرأ الموضوع

تقبلوا شكري وتحياتي ، ، ،

شكرا لك استاذ ارتس على الموضوع المفيد

و يعطيك العافية

كما يمتد شكري للاستاذين الفاضلين " عاشق تعليم الفن " و " sa_edu_art" على مشاركتهما القيمة

اقتباس
"بالنسبة لترك الحرية للأطفال للتعبير . . . . قد تفهم خطأ من قبل الكثير

وقد فهمت سابقا . . . . مفهوم وتعريف خاااااااااااااطئ

فالمقصود بترك الحرية للطفل للتعبير عن أفكاره وإنفعالاته . . . . و . . . . و

هو مراعاة خصائص عمره . . . وسمات مرحلته التعبيرية

أي

أن ندرك مثلا أن قدراته العضلية في سن 3 سنوات ( ( مثلا ) ) ليست متوافقه كقدرات الطفل في سن 8 سنوات

وهكذا . . . .

كذلك اختيار المفاهيم والمعارف والمعلومات التي يدركها العقل في هذا العمر

يجب أن تكون في محيط استيعابه"



الله يحيكم على فكرة فيه اخطاء علمية كثيرة بحاول اوضحها في مقامات اخرى ان شاء الله

وهي تتعلق بمفهوم التعبير الحر - التعبير الموجه - تعليم الفن ... وغيرها

موضوع فعلا ً ممتاز و قــــــــــــــــــوي

بالنسبة لهذا الموضوع انا عندي تعليق على كلام اخوي المشرف العام :

أولا: التعبير الحر :
التعبير الحر اتجاه كان سائد في فترة من فترات التربية الفنية ، وكان الفهم غير خاطئ كما ذكرت ، وكان المقصودة به هو ترك الحرية المطلقة لدى الطفل .. كامل الحرية .. (يعني يفلها ولا نقله شيء في الرسوم).. وكان اصحاب هذا الكلام هم اصحاب النظرية الابداعية في علم النفس .. أي ان كل ما يقوم به الانسان عمل ابداعي دون تدخل شخص آخر ، ونهج فيكتور لونفليد وهربرت ريد نفس النهج .. والى حمدي خميس ومحمود البسيوني المتخرجان من جامعة ولايه اوهايو ورواد التربية الفنية في الوطن العربي .. وتم نشر هذا الفكر في الوطن العربي والمشكلة أنه لا يزال يفهم الفن والتربية الفنية على هذا الأساس.. وحدث تغير بعد ذلك يقاله :

ثانياً : التعبير الحر الموجه :
نادى بعض رواد التربية الفنية إلى ضرورة توجيه التعبير الفني لدى التلاميذ ، وقد أدى تغير المناهج في الولايات المتحدة الامريكية الى نقله في تغير مفهوم التربية الفنية وتعليم الفن ، حيث طالبوا بضرورة توجيه تعبير التلميذ ، على أساس معرفتنا السابقة لقدراته العمرية ، وخصائص رسومه في كل مرحة .. ثم حدث بعد ذلك :

ثالثاً : الاتجاهات الحديثة في التربية الفنية :
منذ اطلاق الصاروخ الفضائي الروسي حدث هناك ضجر عظيم في الولايات المتحدة ، وضرورة أعادة صياغة المناهج التي تنتج المبدعين والمفكرين والعلماء الى ارض الواقع .. وقد حالف مناهج التربية الفنية الكثير من الاهتمام من قبل المسؤلين في وزارة التربية والتعليم في الولايات المتحدة والهئئات التعليمية الخاصة .. وحد حدث تغيرات كثيرة وبرامج عديدة سوف أستعرضها ان شاء الله لاحقا .. ودعى باركين (أحد اهم رواد التربية الفنية في الولايات المتحدة) إلى ايجاد محكات ومعايير واضحة بخلاف الشيء المتواجد عند هربرت ريد وفكتور لونفليد .. شيء يمكن قياسه .. حيث لا يمكن قياس الفن في النظرية السابقة ، أو يصعب قياسها إن صح التعبير ، والسبب في ذلك لانها تتحدث عن الوحدانيات والمشاعر والانفعالات والتعابير الداخلية والدلالات النفسية .

السلام عليكم

أخوي عاشق تعليم الفن . . . . أنا متفق معك

ولكن لا أرى أنك تخلف ما ذكرت . . . فمافهيم الأستاذ القدير محمود بسيوني أعتبرت من ركائز مفاهيم تعليم الفن في الوطن العربي ، لهذا السبب وحتى أعوام بسيطة تعتبر ترك الحرية للطفل للتعبير بدون توجيه هادف ، مفهوم أساسي للتربية عن طريق الفن . . .

ولا أرى كذلك أن التعبير الموجه كما هو في المفهوم الفرنسي . . . . والأمريكي سابقا حلا للتربية عن طريق الفن

----------------- أعتقد أن الحل هو المنهج المدروس بين الإتجاهين . . .
على أن لا نغفل أساسيات الفن ، وجرعة التذوق الفني . . . .. . .. ( ( ( ( والتي يخالفني فيها الكثييييييييييير ) ) ) )

أما بالنسبة للتاريخ فأعتقد أنه يناسب المرحلة المتوسطة ( 2 ، 3 )

شكرا لتعقيبك اللذيذ الذي أدى بنا بعد طول أمد لفتح بعض الملفات الساخنة . . .

تحياتي لك

ياغلاهم

أنا اقولك الاتجاهات والتيارات والتغيرات اللي صارت في التربية الفنية

ولا اقتصر على رأي البسيوني او غيره

ولا انا او انت نقول مناسب ولا غير مناسب

هذه دراسات علمية وتجارب علمية اثبتت فعاليتها .. لها فلسفاتها ونظرياتها وروادها..

حبيت بس اوضح قضية التغيرات وتتابعها التاريخي نتيجه قراءة ما لا يقل عن الف مقال علمي وبحث محكم ودراسة علمية لخصتها بهل اسطر ..

وإذا قلنا ان الاتجاهات الحدثة فهذا يعني عددها كبير جداً فيما يعد اتجاه وتم تطبيقة وفيما يعد نظرية قابلة للتطبيق او رؤى خاصة

يعني ما نعتمد على البسيوني.. لانه مرجع قديم يتحدث باسهاب عن رسوم الاطفال والدلالات .... ولونفليند وهربرت ريد وو

وكان جيد في وقته والاستاذ محمود البسيوني استاذ فاضل ورائد من رواد التربية الفنية ولا أحد ينكر هذا .

حاول تطلع على مراجع حديثة واجنبية ياغلاي..

مشكور أخ ارت على موضوعك الرائع