التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
[mark="003399"]السلام عليكم ورحمه الله
تحيه طيبه
بصراحه وانا ابحث في الانترنت لم اجد اي موقع يتحدث عن التشكيل والخزف ونشأته واساليبه واعمال التشكيل والخزف ولكن من يعرف شي بهذا المجال يفيدنا ونكون له من الشاكرين .
تحياتي لكمــ
الــفــ1000 نـون[/mark]
مشاركة: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه معلومات بسيطة اتمنى ان تستفيدين منها
حيث اني اعمل على بحث ايضا عن هذا الموضوع
الفخار.. طين ينافس الذهب
منى شمس
يعتبر فن الفخار والخزف من أرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية ولازمت الحضارات المختلفة منذ أقدم العصور.
ولذلك يهتم منقبو الآثار والباحثون عن حياة الشعوب بالفخار؛ إذ إنه حرفة وصناعة مارسها الإنسان منذ قديم الزمان في بقاع الأرض التي عاش فيها الإنسان ومارس صنع احتياجاته.
من هنا نتبين أن تاريخ الفخار حافل بما يستوجب دراسات واسعة النطاق خاصة بعد أن قطعت المدينة شوطاً بعيداً في ميدان الخزف والصناعات، والفخار خلال تلك الرحلة الطويلة سجل طبائع وتقاليد البشر المتباينة ومعتقداتهم في الحياة الدنيوية والأخروية.
وبالنسبة للفنون الإسلامية فإن الفخار والخزف من أهم الحرف الفنية التي مارسها الفنان المسلم منذ أن توطدت أركان الإسلام في البلاد المختلفة؛ حيث إن هذا الفن حقق فكرة الحضارة الإسلامية في جوانب متعددة؛ حيث إن روح الإسلام السمحة لا تتماشى واستخدام خامات غالية الثمن مثل الذهب والفضة؛ ولذلك أقبل الفنانون المسلمون والعرب منهم خاصة على فن الخزف إقبالاً عظيماً، واستطاعوا أن ينتجوا خزفاً على مستوى عالٍ من حيث القيمة الفنية، ولم يكتفوا بذلك بل وصلوا إلى أن يكون إنتاجهم الخزفي يصلح من حيث الفخامة والجمال لأن يكون بديلاً لأواني الذهب والفضة باستعمالهم تقنية تسمى بالبريق المعدني التي تعتبر صفة أنفرد بها الخزف الإسلامي.
ونشير باختصار إلى مراحل تطور فن الخزف في مختلف البلاد العربية في إطار ما هو معروف من وحدة الحضارة العربية في مختلف الأقاليم، بحيث يبدو الإنتاج في البلاد العربية كافة له مسحة الحضارة العربية مع اختلافات بسيطة بالنسبة للأقاليم أو البلاد التي أنتجته.
وقد شمل إنتاج الخزف جوانب متعددة أمام احتياجات الناس اليومية، سواء أكانت هذه الاحتياجات عامة أم خاصة، فقد صنع الفنان المسلم بلاطات الخزف على أشكال مختلفة لكسوة الجدران، وكذلك بعض المحاريب والفناجين والأقداح والكؤوس والصحون والسلاطين والأكواب والقوارير والأباريق والأزيار والمسارج.
وتعددت أنواع الخزف الإسلامي في أشكالها وطريقة معالجتها، وأنواع الزخارف بشكل ليس له نظير ومن بعض الأنواع التي شاع إنتاجها في مختلف البلاد الإسلامية:
* المجموعة الأولى: الخزف ذو الزخارف البارزة
في هذا النوع من الخزف ترسم العناصر الزخرفية بارزة عن المستوى الأصلي لسطح الإناء، وتنقسم هذه المجموعة إلى أقسام فرعية:
1- قسم تشكل فيه الزخارف بإضافة العناصر الزخرفية فوق سطح الإناء المستوي، وقد انتشر هذا النوع في العصر العباسي في العراق، وكانت مراكزه الهامة في مدينتي "سوسة" و"سامرا"، وقد تأثر الفنان العباسي بالتقاليد الفنية التي كانت سائدة في هذه المنطقة قبل الإسلام، وبلغ ذروة الإتقان في القرن 12م.
2- قسم ينسب إلى سوريا في القرنين 9 ، 10م، وقد اتبع فيه الأسلوب نفسه في الصنعة، ولكن الزخارف تأثرت بالتقاليد المحلية في سوريا قبل العصر الإسلامي.
3- قسم ينسب إلى "سلطان آباد" في القرنين 13- 14م ومنها بعض القطع المؤرخة وأسلوب الزخارف والموضوعات المستعملة يذكرنا بأسلوب التصوير الإسلامي في العصر السلجوقي.
4- مجموعة ذات زخارف بارزة ورسوم فوق الطلاء والزخارف البارزة مغطاة بألوان مذهبة، وينسب هذا النوع إلى قاشان في القرنين 13، 14م.
* المجموعة الثانية: الخزف ذو الزخارف المحفورة
بدأ إنتاج هذا النوع من الخزف من العصر العباسي، ومن أقسامه الفرعية:
1- قسم عملت زخارفه بواسطة أختام عليها نقوش تعتمد على العناصر الزخرفية الهندسية أو النباتية، ثم تطبع هذه الأختام على الإناء وهو في حالة "لدنة"، ولقد عثر على هذا النوع من الخزف في "سامرا" و"الفسطاط".
2- قسم أزيلت الأرضية حول العناصر الزخرفية بالحفر فبقيت هذه العناصر بارزة يغطيها الطلاء، أم الأرضيات المحفورة فتكشف عن سطح الإناء الأصلي، ويسمى هذا النوع من الخزف أحياناً باسم "الخزف الجيري" وكانت مراكز إنتاجه في "جاروس" و"زنجان" وتعود أغلب هذه القطع إلى ما بين القرنين 10 ، 12م.
3- قسم عثر عليه في مصر وينسب إلى العصر الفاطمي وأوائل الأيوبي أي في الفترة ما بين القرنين 11 ، 13م.
4- مجموعة خزف ذات أرضية محفورة، وزخارفها غطت بطلاء زجاجي أسود، ويمتاز هذا الخزف بالقوة البادية في العناصر الزخرفية التي تتعدد عناصرها النباتية والحيوانية والخرافية، ويغلب على تكوين العناصر الازدحام، وقد انتشر هذا النوع في إيران ما بين القرنين 12، 13م.
5- مجموعة خزف محفورة لونت زخارفها وأرضياتها باللون الأزرق، وتنسب إلى إيران، وشاع إنتاجها بين القرنين 11، 12م.
6- مجموعة الخزف المحفور والمحزم، ويغطى جسم الإناء كله في هذا النوع من الخزف بما فيه من عناصر وأرضيات وثقوب بطلاء شفاف، وأغلب أواني هذه المجموعة ذات طلاء أبيض، وفيها ما هو بالأزرق أو الأخضر وينسب إلى إيران وأنتج بين القرنين 11، 13م.
7- مجموعة أواني بيضاء دقيقة الجدران عملت تقليداً للخزف الصيني الذي ينسب إلى عصر "تانج" وهو خزف رقيق حفرت فيه الأرضيات حول العناصر الزخرفية المختلفة التي تركت بارزة، وقد انتشر هذا النوع بين القرنين 12,10 وبخاصة في إيران.
* المجموعة الثالثة – الخزف المحزوز تحت الطلاء.
انتشر هذا النوع في كثير من الأقاليم الإسلامية ومن أهم أنواعه:
1- قسم ذو زخارف محفورة يغطيها الطلاء وعليها بقع وخطوط لونية، وهو من أقدم الأنواع التي وصلت إلينا من العصر الإسلامي وعمل تحت تأثير الخزف الصيني من عصر "تانج"، وكانت أهم مراكزه في إيران بين القرنين 10، 11م.
2- مجموعة تقوم الزخارف فيها على رسم الطير والحيوان بطريقة غاية في القوة والإتقان وتستعمل ألوان متعددة في تلوين الإناء وينسب هذا النوع من الأواني إلى إيران في القرن 12.
3- مجموعة من الخزف عثر عليها في مصر في مدينة الفسطاط، زخارفه محزوزة وموضوعاته تشبه كثيراً الخزف ذا البريق المعدني.
4- مجموعة من الفخار المطلي ذات الزخارف المحزوزة، ويعتمد هذا النوع من الخزف في زخارفه على العناصر الخطية وعليه أحياناً "رنوك" مملوكية، وينسب إلى مصر في القرن 14م.
* ومن أهم ما امتاز به الخزف الإسلامي هو تقنية البريق المعدني، وقد سبق أن أشرت إلى أن الفنان المسلم حرص على أن يبتكر نوعاً من الخزف الفاخر يصلح لأن يكون بديلاً لأواني الذهب والفضة بحيث يحقق الرضا والمسرة للقادرين على اقتنائه.
وكان أول ظهور لهذا النوع من الخزف في العصر العباسي الذي ينسب إليه أقدم ما عرف منه، ومما يؤكد نسبته إلى هذا العصر تلك المجموعة الكبيرة من القطع الخزفية ذات البريق المعدني التي عثر عليها في حفريات مدينة "سامرا" وفي حفريات مدينة الفسطاط، ومن القطع التي عثر عليها أيضاً في إيران وفي بلاد الأندلس في القرن 10م قطع من الخزف من هذا النوع تشبه في أسلوبها الخزف العباسي في البقاع السابقة، وقد اختلف الباحثون على المكان الذي فيه بدأ إنتاج الخزف ذي البريق المعدني، والبعض يقول: إنه نشأ في مصر، ومرد هذا الاختلاف أن هذا النوع من الخزف انتشر في كافة البلاد الإسلامية في الفترة ما بين القرنين 5 ، 9 الميلاديين، والمرجح أنه نشأ في العراق حيث كان مركز الإشعاع الحضاري في هذه الفترة في مقر الخلافة العباسية.
* وقد تميز البريق المعدني في صناعته:
- فبعد الحصول على الجسم الفخار يتم تغطيته بطلاء زجاجي يحتوي على أكسيد فلزي أو بطلاء يتم الرسم عليه بالأكسيد مباشرة.
ويتم اختزال هذا الأكسيد بداخل الفرن عن طريق إلقاء مواد مختزلة إلى داخل الفرن؛ فيتحد الكربون الناتج عن الاختزال مع الأكسيد الموجود في الطلاء ويترك طبقة معدنية دقيقة جدًّا، ويصبح لون البريق المعدني المتخلف إما ذهبياً أو فضياً أو أحد درجات البني أو الأحمر حسب التركيب الكيميائي لنوع الطلاء، وهناك طريقة أخرى للحصول على البريق المعدني؛ حيث حول الفنان المسلم بعض المعادن إلى مواد سائلة يرسم بها فوق الطلاء بعد التسوية الأولي وبعد التسوية الثانية نحصل على البريق المعدني في درجات حرارة أقل وبدون التعرض للكربون.
* وتعددت أنواع الزخارف المستعملة في منتجات الخزف ذات البريق المعدني، ويمكن تقسيم التكوين الزخرفي والعناصر المستعملة إلى:
1- مجموعة ذات تكوين هندسي بحت، بأشكال هندسية منتظمة بسيطة ومركبة.
2- مجموعة ذات عناصر وزخارف نباتية فقط، نجد فيها أن العناصر والأرضيات حولها تملؤها الزخارف.
3- نوع يعتمد أساساً على العناصر الزخرفية المكونة من أشكال حيوانية أو آدمية أو رسوم طيور مع عناصر مكملة أخرى.
* ومن العمليات الشائعة في الخامات المختلفة للتراث الإسلامي عملية التفريغ في المسطحات أو تواجد المخرمات في المسطحات المتباينة وقد تميز الفنان المسلم بتقدير الفراغ وتقدير الوحدات المستخدمة
فمثلاً: ترى أن أشكال الفراغ فيما بين القطع الخشبية المخروطة والمعشقة في بعضها لتكوين واجهات المشربيات، ونرى هذا الفراغ وقد أخذ أشكالًا هندسية متممة للتصميم، كما نرى عملية التفريغ في السطوح الجصية لصنع الشبابيك المحلاة بالزجاج الملون، وقد عبرت عن وحدات التصميم.
وبالنسبة لفن الخزف فكان التفريغ في شبابيك القلل (أواني المياه) التي أعدت بشباك مفرغ وتصميمات على قدر كبير من الدقة والجمال، وشباك القلة هو الجزء الموجود داخل القلة بين رقبتها وبدنها، والمقصود منه تنظيم تدفق المياه عند الشرب، وحفظ الماء من الحشرات، وقد صنعت القلل في ذلك الوقت من طينة لا تختلف في صنعها عن الطين الذي يستخدم حالياً في صناعة القلل، إلا إنها اختلفت عنها بشبابيكها الفنية الرقيقة المزخرفة بالتفريغ الدقيق، ومع أنها أقل أنواع الفخار قيمة فإن صناع الفخار أكسبوها قيمة فنية عالية بصنع شباكها المزخرف.
والزخرفة هنا تعتمد على التخريم وعلى وقوع الضوء على الأجزاء البارزة والظل على الخروم.
ومن العبارات اللطيفة التي تضمنتها النقوش المفرغة:
"من شرب سر" ، "من اتقى فاز"، "من صبر قدر"، "الغر دائم" واستخدمت وحدات طبيعية محورة مثل: النخيل، والطير، والحيوان، وأحياء مائية، وعناصر آدمية.
- ومن هنا يتبين لنا أن الفنان المسلم استطاع مع التزامه بتعاليم الإسلام ومن خلال معتقداته الدينية أن ينتج لنا فناً خزفياً متميزًا ومختلفًا عن الفن الخزفي في أي حضارة أخرى من حيث الناحية الوظيفية والجمالية.
الطرز الإسلامية
الفـن في خـدمة الحـياة
هيام السيد
الفن للفن فقط تلك كانت شعارات عصور النهضة الفنية في جميع الدول الأوربية وعليها نشأت كل المدارس الفنية التي أثارت ثورة ونهضة كبري في تلك العصور، ولكن الفن الإسلامي الذي كان له السبق دائما كان له شعار أخر وهو الفن في خدمة الحياة أي أن الفن هو فن تطبيقي يشترك في كل جوانب الحياة فيزين المنازل بعمارة إسلامية رائعة، ويزخرف الأواني والأثاث وكل ما يستخدمه الإنسان في مختلف أوجه الحياة.
وتتميز الفنون الإسلامية بأن هناك وحدة عامة تجمعها بحيث يمكن أن تتميز أي قطعة أنتجت في ظل الحضارة الإسلامية في أي قطر من أقطار العالم الإسلامى، ولعل هذا السر من أسرار تفوق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفائقة على صبغ المنتجات الفنية في جميع الأقطار بصبغة واحدة، على أن هذه الوحدة لم تمنع من وجود طرز إسلامية تتميز بها الأقطار الإسلامية المختلفة في عصور تطورها الفنى.
ويمكننا أن نقول بوجه عام: إن الطراز الأموي ساد العالم الإسلامي أولاً متأثرًا بالفنون المحلية، ثم ساد الطراز العباسي منذ قيام الدولة العباسية عام 750م، وعندما ضعفت الخلافة العباسية منذ القرن السابع الميلادي سادت طرز أخرى إقليمية فكان هناك الطراز الأسباني المغربي في شمال أفريقيا والأندلس، وطراز مصري سوري في مصر وسوريا، وطراز عثماني في تركيا والبلاد التي كانت تتبعها، ثم طراز هندي في الهند.. ومن واجبنا أن نكون على معرفة بهذه الطرز الفنية، وكيف تميزت بميزات خاصة في إطار الوحدة الفنية الإسلامية الكبرى.
الطراز الأمَـــوي
نشأ الفن الإسلامي في عصر بنى أمية، وكان الطراز الأموي - الذي ينسب إليهم- أول الطرز أو المدارس في الفن الإسلامى، فلما جاءت الفتوحات العربية، وامتدت الدولة الإسلامية واتسع نطاقها، واختلط العرب بأمم ذات حضارة زاهية أثروا في هذه الأمم كما تأثروا بهم.
اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي، وكانت السيادة الفنية في عصرهم للبيزنطيين والسوريين وغيرهم من رجال الفن والصناعة الذين أخذ عنهم العرب الفاتحون، وقام على أكتاف الجميع الطراز الأموي في الفن الإسلامي، وبذلك فهو طراز انتقال من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي، على أن هذا الطراز كان متأثرًا إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية التي كانت مزدهرة في الشرق الأدنى عند ظهور الإسلام.
وهكذا كانت العناصر الزخرفية لهذا الطراز مزيجًا من جملة عناصر ورثها عن الفنون التي سبقته، فبينما تظهر فيه الدقة في رسم الزخارف النباتية والحيوانية، ومحاولة تمثيل الطبيعة وغير ذلك مما امتازت به الفنون البيزنطية، نجد تأثير الفن الساسانى في الأشكال الدائرية الهندسية وبعض الموضوعات الزخرفية الأخرى كرسم الحيوانين المتقابلين أو المتدابرين تفصلها شجرة الحياة المقدسة أو شجرة الخلد.
الطراز العباسي
هو الطراز الثاني من الطرز الإسلامية، وينسب إلى الدولة العباسية التي قامت في العراق، فانتقلت السيادة في العالم الإسلامي منذ ذلك الحين إلى العراق، فكان من الطبيعي أن يتخذ الفن الإسلامي اتجاهًا جديدًا، لأن الأساليب الفنية الإيرانية غلبت عليه الطابع الإيراني على الأدب والحياة الاجتماعية.
والواقع أن هذا الطراز، الذي يعتبر أول مرحلة واضحة في تاريخ الفن الإسلامي أخذ الكثير من أصوله عن الفن الساساني، كما أن الحفائر التي أجريت بمدينة سامرا -التي كانت عاصمة للخلافة بين عامي 222 و276 هـ (836 - 889م)- كان لها كل الفضل في الكشف عن منجزات هذا الطراز الذي بلغ أوج عظمته في القرن الثالث الهجري (9م) وظهر أثره في الإنتاج الفني في مختلف الأقطار الإسلامية في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة (9-10م).
ويمتاز الطراز العباسى، كما تمتاز الأساليب الفنية المأخوذة عنه ومنها الطراز الطولوني في مصر، بنوع من الخزف له بريق معدني كانت تصنع منه آنية يتخذها الأغنياء عوضا عن أواني الذهب والفضة التي كان استعمالها مكروها في الإسلام لما تدل عليه من البذخ والترف المخالفين لروح الدين الإسلامي. هذا فضلاً عن استخدام الجص بكثرة في تهيئة الزخارف حتى أصبح من المواد ذات الصدارة في هذا الطراز الإسلامي. والتحف التي تنسب إلى هذا الطراز متأثرة إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية، وأكثر ما يظهر هذا في التحف المعدنية وفى المنسوجات التي كانت تصنع في العراق وإيران في القرنين الثاني والثالث الهجريين (8،9م).
كما أن طريقة حفر الزخارف في الخشب أو الجص اتخذت طابعًا خاصًا كان وقفًا على هذا الطراز دون غيره وهى طريقة الحفر المائل أو منحرف الجوانب.
والخلاصة أن الموضوعات الزخرفية التي تتمثل في هذا الطراز يظهر فيها التحوير والتنسيق والبعد عن الطبيعة وتنحصر عناصرها في الأشرطة والجدائل والأشكال الحلزونية والخطوط الملتوية وكلها مرسومة بوضوح وحجم كبير.
الطراز الإيــــراني
كانت إيران منذ الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري (7م)، في طليعة الأمم الإسلامية عناية بصناعة التحف النفيسة.
وعندما أتيح للسلاجقة في القرن 5 هـ (11م) أن يستقروا في إيران، ظهر طراز سلجوقي، امتاز بالإقبال على استخدام الكائنات النسخية المستديرة، فضلا عن الكتاب الكوفية التي كانت تجمل بالفروع النباتية. وينسب إلى العصر السلجوقى، أولى مدارس التصوير في الإسلام، وأصبحت خراسان ومدينة هراة مراكز ممتازة لإنتاج التحف والأواني من النحاس والبرونز المكفت بالفضة والمزدانة بأشرطة من الزخارف الكتابية، وقد شاع في العصر السلجوقي، استخدام بلاطات الخزف في تغطية الجداران.
وامتازت إيران في الفنون الإسلامية بالمحافظة على قسط وافر من أساليبها الفنية القديمة، ومن ميل إلى رسوم الكائنات الحية والزخارف النباتية الرشيقة، ومن ثم يمكن اعتبار هذا العصر من الناحية الفنية أقوى العصور في إيران على الإطلاق.
وذاع صيت إيران في إنتاج المصاحف الفنية الفاخرة، وتذهيب صفحاتها الأولى والأخيرة، فضلا عن رؤوس السور وعلامات الأحزاب، وقد نجح المذهبون في دقة مزج الألوان، وإتقان الرسوم الهندسية والفروع النباتية اتقانًا يبدو فيه التوازن والتماثل، وقد كان لازدهار فن النقش والتصوير صداه في سائر ميادين الطراز الصفوى، فامتد نفوذ المصورين إلى رسوم السجاد والمنسوجات والخزف في القرن 10-11هـ (16-17م)، فأصبحنا نرى السجاجيد الثمينة، ذات الألوان الفنية والرسوم المختلفة، التي تشبه رسوم المخطوطات. كما ظهرت أنواع من الخزف ذي البريق المعدني، أما التحف المعدنية في الطراز الصفوي، فقد غلبت عليها رسوم الفروع النباتية والصور الآدمية والحيوانية.
الطراز الفـــاطمي
فتح الفاطميون مصر سنة 358 هـ (969م) واتخذوها مقرًّا لخلافتهم فقام على يدهم الطراز الفاطمي وازدهر في مصر والشام.
وقد وفق الفاطميون في دقة التصوير والحركة دقة لم يصبها الفنانون في مصر من قبلهم، كما كثر رسم الإنسان والحيوان على التحف التي ترجع إلى عصرهم، وازدهر فن التصوير، ولعل خير النماذج في فن التصوير والنقوش المرسومة على الجص التي وجدت على جدران الحمام الفاطمي بمصر القديمة.
وللتحف الخزفية الفاطمية لمعان وبريق أخاذ، أما تغير ألوانها فمرجعه البريق المعدني الذي تمتاز به، أما الزجاج فلم تكن زخارفه في بداية العصر الفاطمي تختلف كثيرًا عن زخرفته في عصر الطولونين ولكنها أخذت تتطور بعد ذلك في خطوات سريعة ليكون لها الطابع الفاطمي الخاص، ومن أرق المصنوعات الزجاجية الفاطمية وأكبرها قيمة فنية الزجاج المزين بزخارف ذات بريق معدنى. وقد استخدم الفاطميون البللور الصخرى فى عمل كئوس وأباريق، وعلب وصحون، وفنجانين وأطباق، وقطع شطرنج وأختام وزجاجات متنوعة الأشكال، وكانت تزين بزخارف مقطوعة قوامها حيوانات أو طيور أو فروع نباتية مرسومة بدقة وانسجام فضلاً عن كتابات دعائية.
أما المنسوجات الفاطمية فقد كانت عناية الخلفاء بها عظيمة، كما أصاب النساجون أبعد حدود التوفيق في توزيع ألوانها واختيارها حتى صارت منتجاتهم آية في الجمال والإتقان، كما كان ابتكارهم عظيما في الرسوم والزخارف النباتية التي صورت بدقة سواء في تفرعها أو التواءاتها، وقد كانت هذه المنسوجات ترسم في أشرطة أو داخ جامات. وقد كانت هذه الأشرطة تنحصر أحيانًا بين سطرين في الكتابات الكوفية أحدهما عكس الأخر، ثم أخذت هذه الأشرطة تتسع وتزداد عددًا حتى أصبحت تكسو سطح النسيج كله.
أما الخشب فلدينا من تنوع الزخارف وجمال الصناعة، ما لم يصل إليه الفنانون بعد ذلك، وحسبنا محراب السيدة رقية والأبواب الفاطمية الضخمة المزينة برسوم آدمية وحيوانية وطيور، وقد تحفر الرسوم أيضا على مستويين مختلفين، وهو أسلوب يدل ولا شك على براعة الفنان ومهارته.
الطراز المملــوكي
يعتبر عصر المماليك 648-923هـ (1240-1517م) من أزهى العصور في تاريخ الفنون الإسلامية في مصر، فقد كان الإقبال عظيما على صناعة التحف النفيسة كما طغت الثروة الفنية على منتجات هذا الطراز من مختلف المواد.
وقد كان لصناعة التحف النحاسية المكفتة بالذهب والفضة منزلة خاصة لدى المماليك، وقد وصل إلينا من هذا العصر تحف معدنية عظيمة من أبواب وكراسي وصناديق ومقلمات، وتمتاز بما يبدو عليها من خطوط نسخية تشير إلى اسم السلطان وألقابه أو إلى العبارات الدعائية التي يسجلها الصانع على التحفة المقدمة إلى الأمير أو السلطان، هذا إلى جانب بعض الزخارف الهندسية متعددة الأضلاع ومن بينها أطباق نجمية مملوكية.
وأبدع ما وصل إليه صناع الزجاج المسلمون في العصر المملوكي يتجلى في المشكاة المموهة بالمينا، وأشكال هذه التحف الزجاجية وأحجامها وهيئاتها.
وذاعت في العصر المملوكي زخرة الحشوات بالتطيعم، وذلك بإضافة خيوط أو أشرطة رفيعة من العاج أو الخشب النفيس كانت تكسى بها التحف المختلفة، كالأبواب والمنابر، هذا فضلا عن ازدهار صناعة الشبكيات من الخشب المخروط التي كانت تستعمل فى صناعة المشربيات والدكك والكراسى.
ومن الصناعات الدقيقة التي حذقها الفنانون في عصر المماليك صناعة الفسيفساء الرخامية وتتكون من مكعبات صغيرة من الرخام مختلفة الألوان وتعشق في الأرضية على هيئة الأشرطة أو المعينات أو المثلثات أو الخطوط المتقاطعة والمتشابكة، وكان أكثر استعمالها في المحاريب والوزارات بالمساجد.
وازدهر في عصر المماليك الخط النسخ واحتل مركزًا ساميًا وصار من أهم العناصر الزخرفية على التحف من معدن وخزف وعاج ونسيج، كما استخدموه في كتابة المصاحف المملوكية التي كانت تكتب للسلاطين لتوقف بأسمائهم في المساجد.
الطراز المغــــربي
يبدأ الطراز المغربي الصحيح في الأندلس والمغرب على يد دولة الموحدين، ويلاحظ أن الزعامة الثقافة في العالم الإسلامي المغربي كان مركزها في الأندلس في عصر الدولة الأموية الغربية وفى عصر ملوك الطوائف، ثم انتقلت هذه الزعامة إلى مراكش في نهاية القرن 11م.
ومن أبدع العمائر التي خلفها لنا هذا الطراز قصر الحمراء بغرناطة الذي يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ويمتاز بجمال مبانيه ورشاقة أعمدته ذات التيجان المزخرفة بالمقرنصات، والجدران المغطاة بشبكة من الزخارف الجصية والكتابات الجميلة.
ومن المنتجات الفنية التي ازدهرت في الطراز المغربي تجليد الكتب وصناعة التحف الجلدية عامة، أما صناعة الخزف فقد ازدهرت في الطراز المغربي أيضًا.
ويعتبر الطراز المغربي أقرب الطرز إلى الطراز المملوكي.
الطراز التــركي
سقط السلاجقة في القرن 8هـ/ 14م، وآل الحكم في آسيا الصغرى إلى آل عثمان الذين استطاعوا الاستيلاء على القسطنطينية سنة 857هـ /1453م، ولعل خير ما أنتج الترك من أنواع الفنون تظهر واضحة فيما خلفوه من تحف الخزف والقيشانى والسجاد والأقمشة الحريرية والقطيفة والمخطوطات.
أما الخزف التركي فيمتاز بألوانه الجميلة وما فيه من رسوم الزهور والنباتات، أما السجاجيد التركية فهي تعد بحق من أبدع الفنون الشرقية، والتي تمتاز بالزخارف الهندسية البحتة، وسجاجيد الصلاة الصغيرة النفيسة ويمتاز معظمها برسم محراب في أرض السجادة.
الطراز الهنــدي
يعتبر الطراز الهندي أقرب الطرز إلى الفن الفارسي، وقد تبلورت شخصية الطراز الهندي اعتبارا من القرن السادس عشر، وأصبح له طابع مميز وظواهر معمارية خاصة، أما التصوير فقد امتاز بهدوء الألوان والقرب من الطبيعة ورسم الصور الشخصية، وتمتاز العمائر الهندية باستخدام العقود الفارسية، والمآذن الأسطوانية، والقباب البصلية، والزخارف الدقيقة.
وهكذا وعلى مر كل تلك العصور نجد أن الفن الإسلامي كان يتميز دائمًا بأنه فن يخدم الحياة في كل أساليبه وطرقه، وأنه خلق لأجل متعة الإنسان المسلم، ولأجل تذوقه للقيم الجمالية أينما كان، ولهذا ظلت الفنون الإسلامية باقية معنا حتى يومنا هذا نستخدمها في حياتنا ونتمتع بما بقي من آثارها السابقة من عمائر وتحف وأوانٍ ذات قيم جمالية وفنية عالية
اقرأ أيضا:
- نقاط فوق الحروف
- فنون إسلامية.. العين تسمع.. والأذن ترى..!!
إبداعات
الخزف والفخار
امتد مجال أو طيف الفن الإسلامي على شريط عريض من دول العالم شرقاً وغرباً، وتنوعت ضروبه وأجناسه ومواده وخاماته وغاياته ووظائفه. بعضها ارتبط بالعمارة بشقيها:
الديني والمدني، وبعضها الآخر بفنون الكتاب كالمنمنمات والزخارف والتجليد، وبعضها الثالث بأمور الحياة اليومية للإنسان المسلم، كالخزف والفخار والأواني المعدنية والحلي والنسيج ومشغولات الخشب كالمنابر والنوافذ والأبواب، والزجاجيات والعاجيات..
وغيرها. من خلال هذه الفنون، وضع الإسلام طابعه على خصائص ومقومات الفنون التي أفرزها، مانحاً إياها وحدة عامة، برزت وتأكدت، رغم اختلاف أمكنة وأزمنة الأمكنة التي جاءت منها، ومرد هذه الوحدة، الإسلام نفسه، إضافة إلى الظروف التاريخية التي هيمنت على نشأة هذه الفنون، وهذه الوحدة لم تتعارض مطلقاً مع الخصائص والتأثيرات التي تدين بها إلى أصولها.
أكثر ما تجلت هذه الوحدة الفنية الإسلامية، في فنون العمارة الدينية، وفيما بعد من فنون العمارة المدنية. فمن الفرائض الأساسية في الدين الإسلامي «الصلاة» التي تحتاج إلى مكان لتأديتها.
وهذا المكان هو «المسجد» الذي بدأ بسيطاً متواضعاً، ثم تطور ليصبح تحفة معمارية وفنية، يتبارى المهندسون والمصممون والفنانون والحرفيون، في ابتكارها وإبداعها وزخرفتها، عبر مواد وخامات البيئة الموجودة فيها، وأحياناً، استقدمت مواد وخامات من بلدان بعيدة، بغية تحقيق الكمال الفني والجمالي والاستخدامي فيها.
من المواد والخامات التي استخدمت كثيراً في هذا المجال (الفخار) وهو الطين المشوي الذي يتحول إلى (خزف) بعد تزجيجه وإدخاله مرة ثانية إلى فرن الشي، والقاشاني هو نوع من الخزف الذي ارتبط بالفن الإسلامي، واستخدم في أكثر من مجال.
ففي العصر الأموي، ظهرت الجرار الكبيرة المغلفة بتزجيج قلوي أزرق أو أخضر، إلى جانب الأواني الخزفية والفخارية المتعددة المهام.
كما ظهرت بدايات القاشاني الإسلامي، خلال العصر الأموي، وكان من أكثر أنواع المصنوعات الخزفية انتشاراً في العصور الأولى للإسلام، الطراز الذي تبرز فيه الزخرفة على نحو نافر، فوق الأواني والأوعية المغلفة بتزجيجات رصاصية خضراء أو صفراء، أو بطلاء لماع، أو المتروكة على لونها الفخاري.
وقد كانت مصر ومنطقة ما بين النهرين، أهم مراكز إنتاج هذا النوع من الخزف والفخار، ومن هذه المراكز: الفسطاط، سامراء، الرقة، الري، ثم انتقلت إلى إيران وتركيا ومناطق إسلامية عديدة منها: المغرب العربي، اسبانيا، وآسيا الصغرى.
استعمل الخزف الإسلامي بنجاح في العمارة، حيث شكّل الكسوة الرئيسة في عدد كبير من الأبنية في إيران خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكان هذا الفن من أكثر الفنون التطبيقية أهمية خلال هذه العصور، ومن بين أهم مراكز صناعة الخزف الإيراني مدينة «الري» الواقع قرب طهران، و«سلطان آباد» و«صاوة» و«قاشان».
أما في اسبانيا والمغرب العربي، فقد كشفت التنقيبات في مدينة الزهراء عن كمية من الزجاجيات والقاشاني، ويمثل الخزف الأندلسي الإسلامي مشابهات أكيدة وواضحة مع خزف إفريقيا الإسلامية، خاصة مع تونس، فالزخرفة الملونة على طلاء، والمنشاة بالبريق، لم تستعمل إلا اللون الأخضر والبني والمنغيزي.
أما عن المشابهات الحيوانية فهي كثيرة، وكذلك وجد الخزف المحجر، والقاشاني ذي البريق المعدني. ويحمل الخزف الموجود في محراب المسجد الكبير في القيروان فرضية أن يكون مصدره العراق، خاصة المجموعة الرائعة من القاشاني ذي البريق المعدني.
ما هو مؤكد أيضاً، أن الخزف كان مزدهراً جداً في مصر الفاطمية. فمدينة الفسطاط التي كانت تنتج القطع الجميلة في عهد الطولونيين، استمرت في إنتاجها.
وفي فن الخزف التركي الإسلامي، اختفت الفكرة القديمة التي كانت رائجة جداً عن السلاجقة، وهي فكرة الفسيفساء، حيث كان البلاط من لونين، يقطع ويوضع جنباً إلى جنب، مشكلاً رسماً معيناً. كذلك اختفت فكرة تناوب البلاط النجمي الشكل والمثمن المزخرف بالطلاء اللماع التي جاء بها السلاجقة من بلاد فارس، وكان أهم مركز لإنتاج الخزف في تركيا هو بلدة «إسنك» وهي البلدة البيزنطية نفسها «نيكابا».
أما في سورية، فيعود ظهور الألواح الخزفية الإسلامية إلى العهد العباسي، وفي العهد الأيوبي والمملوكي، ازدهرت صناعة بلاكات الخزف القاشاني في بلاد الشام.
محمود شاهين
الخزف في العصر العباسي.. رحلة في اللون والجغرافيا
بسقوط دولة الخلافة الأموية، وانتقال العاصمة من دمشق الى بغداد، نقطة تحول كبرى في الفنون الاسلامية، فقد انتقلت من التأثر بالتقاليد الفنية الكلاسيكية الغربية، لصالح الانفتاح على الفنون الشرقية الآسيوية، وبالذات الاساليب الفنية الساسانية.
ومع الضعف الذي اصاب الخلافة العباسية في القرن التاسع الميلادي، اخذت بعض اجزائها تستقل عنها سياسيا، فقد اقام «الاغالبة» دولتهم المستقلة في تونس، واسس البويهيون دويلات مستقلة في العراق وشرق ايران وبلاد ما وراء النهر.
وكان من الطبيعي، ان يؤدي الاستقلال السياسي الى استقلال في الاساليب الفنية، تبعا لاحياء التقاليد القومية، في كل دولة. فتم احياء التقاليد القومية، الساسانية وانتعشت التقاليد التركية في مصر.
وكان لا بد، لكن هذه المعطيات، ان تنعكس على فن الخزف، الذي انتشر في العصر العباسي، في كل اقطار العالم الاسلامي. واشتهرت بصناعة مدن كثيرة وظهر من انواعه، الخزف غير اللامع في مصر وسوريا والعراق، والخزف ذي البريق المعدني، والخزف البارز، وكذلك المحزوز، الزخارف، بطلائها الرصاصي.
واشتهر خزافو الدولة الفاطمية، بانتاج افخر انواع الخزف، وببدائع الزخارف التي حملها. وكانت الفسطاط اهم مراكز صناعة الخزف من النوع ذو البريق المعدني، وسجل خزافو الدولة الفاطمية، كذلك، لحظات هامة في تاريخ صناعتهم، منها على سبيل المثال، تثبيت توقيعات الصناع على منتجاتهم الخزفية.
شهد القرن الثاني عشر سقوط الدول الفاطمية في مصر على يد الايوبيين، الذين استنكفوا عن مظاهر الترف ومقتضياته، فانتقلت الصدارة في الفنون الى الشرق الاسلامي، الواقع تحت حكم السلاجقة الموالين للخلافة العباسية في بغداد، وبهذا الانتقال، حدث تطور كبير في صناعة الاواني الخزفية، والوانها واشكالها.
وبتعدد مراكز البلاط السلجوقي، تعددت مراكزصناعة الخزف، فاشتملت على قائمة طويلة من المدن مثل الري وهمذان وقم وقاشان وسلطان آباد. وبدأ الخزافون في ذلك الوقت نفسه بتدوين تاريخ صناعتهم على منتجاتهم، ما يعكس الاحساس والوعي بالقيمة الفنية، والفرادة التي انطوت عليها اعمالهم.
وفي النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ظهر الخزف ذو البريق المعدني في ايران والعراق، وكانت المصانع الشعبية في جهات متعددة من ايران تنتج الخزف «الجيري» بلونيه البني الفاتح والاخضر الفاتح، والذي امتاز برسومه وزخارفه المحفورة والبارزة.
اما مدينة الري، التي ورثت زعامة من الخزف من القاهرة فقد عرف عنها انتاج الخزف ذي العجينة البيضاء، بجداره الرقيق وبزخارفه المرسومة بالحز والحفر والتخريم، مثلما عرفت بصناعة الخزف المجوف لدى تشكيله.
ويعتبر الخزق «المينائي» من افضل ما انتجت مدينة الري، ويصنع عادة من عجينة ملونة يتم تغطيتها بطلاء قصديري معتم، لترسم الزخارف فوقه بالوان مختلفة من ازرق واسود واخضر واحمر. والذي جاءت زخارفه متأثره بمدرسة التصوير السلجوقية، واشهر صانعيه «علي بن يوسف» و«ابو طاهر حسين».
وانتجت «الري» ايضا الخزف الايراني المتميز بزخارفه المحزوزة او المحفورة والمدهونة بالازرق والفيروزي والاصفر او البنفسجي الفاتح، وبرسوم الحيوانات والطيور والتفريعات النباتية، والذي يطلق عليه اسم خزف «يقي» وقد استمدت زينته من الزخارف المعدنية والمنسوجات السلجوقية.
ومن الخزف الايراني ايضا، هناك خزف «جيري» وهو واحد من اهم انواع الخزف الايراني، وتظهر على هذا الخزف رسوم لطيور او حيوانات حقيقية او خرافية بالاضافة الى كتابات بالخط الكوفي وتكسى الزخرفة بطبقة زجاجية شفافة، بالوان صفراء او خضراء او سمراء قاتمة، وتركزت صناعة هذا الخزف، في مناطق آمل وزنجان وهمذان.
وعرف من تلك الفترة خزف «ساري» الذي كان يرسم باسلوب بسيط وبالوان متعددة تحت الطلاء، مثل البرتقالي والاحمر والاخضر والاسود والبني والمنجنيز، وتتألف زخارفه من رسوم طيور محورة او دوائر واوراق نباتية لها سيقان طويلة، وكان يصنع في مدن: ساري وآمل واشرف باقليم مازندران في ايران.
اما الخزف ذو البريق المعدني، في ايران، فقد ازدهر ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر للميلاد، وكانت مدينتا الري وقاشان من اشهر مراكزه، وحتى بعد غزو المغول وتدمير الري (1220) وقاشان (1224) لم تتوقف صناعة الخزف، ولكن كمية انتاجه قلت.
وتحول الصناع ينتجون لاصحاب الطبقة المتوسطة، فحدث تدهور في نوعية الانتاج، تلتها فترة ركود عظيم في القرن الخامس عشر، ثم لم يلبث ان عاد انتاجه الى الازدهار في العصر الصفوي.
ومن ساوه التي تقع على طريق القوافل من الغرب الى الشرق، جنوب غربي الري، وفي وسط الطريق ما بينها وبين همذان في الغرب وقاشان في الجنوب، بقيت صناعة التحف الخزفية، التي يتم انتاجها بطريقة الصب في القالب، وانتجت منه قدور وسلطانيات وتماثيل لاشخاص او طيور او حيوانات، وعادة ما يجري طلاؤه بالازرق الغامق او الفيروزي، وربما زخارف مرسومة باللون الاسود.
متحف الخزف الاسلامي
http://www.icm.gov.eg/
البحث عن "الخزف السريّ اللون"
cri
يحكى أن في أسرة تانغ الملكية (618-907م) خزفا اسمه "الخزف السريّ اللون"، ولا يحقّ لأي شخص إلا أفراد الأسرة الإمبراطورية أن يستخدم الخزف السري اللون. وكل من رأى هذا الخزف أعجب بجماله الرائع والفاتن. ولكن اختفت من سجل التاريخ الصيني وصفة التركيبة السريّةّ لإنتاج هذا النوع من الخزف كما اختفى "الخزف السري اللون" منذ مئات السنين، ولم يرى أحد في العصر الحديث هذا الخزف بعينيه أبدا. ولا يستطيع الناس إلا أن يتخيلوا جماله الباهر من خلال قصائد الشعراء القدماء. فيسألون: هل يوجد هذا الخزف ووصفة تركيبته السرية؟
و"الخزف الأخضر" أقدم نوع من الخزف في تاريخ الصين. وفي قصائد الشعراء القدماء شبّهوا الخزف السري اللون ب"السحب الخضراء على الجليد الرفيع"، الأمر الذي يبرهن على أن "الخزف السريّ اللون" لونه أخضر. فهل يعنى هذا أن الخزف السري اللون هو الخزف الأخضر نفسه؟ وإذا كانت هذه هى الحقيقة فلماذا أطلق عليه القدماء "الخزف السري اللون" ولماذا انتشر قول وصفة تركيبته السرية؟
وبدأ الناس يتكهنون معنى "الخزف السري اللون" من جديد دون اكتشاف أية براهين فعلية. وكان بعض العلماء يرون أن "الخزف السري اللون" أروع نوع من الخزف الأخضر، ولم تكن كلمة "السريّ" إلا صفة استخدمت في صيفة مجازية لتعنى اللون الأخضر. ويرى البعض الآخر أن الخزف السري اللون لم يوجد أصلا في تاريخ الصين بل ظل حكاية أسطورية فقط. ويبدو أن حقيقة الخزف السري اللون كان من المستحيل أن تظهر أمام عيون الناس أبدا.
ولكن في الثمانيات من القرن العشرين، أدهش الناس اكتشاف الخزف السري اللون الحقيقي مع السجلّ المكتوب عنه في القصر تحت أرض معبد فا مون المشهور في مقاطعة شانسي، الأمر الذي أثبت أن القدماء صنعوا هذا الخزف العجيب لتقديم القرابين. وبرهن أن الخزف السري اللون لم يكن حكاية أسطورية فقط بل هو موجود في الواقع. وكان الأباطرة يستخدمونه كهدية غالية ويدفنونه في قصر عميق تحت الأرض للتعبير عن احترامهم للآلهة والأسلاف.
وأجرى العلماء تحليلا رقميا للخزف السري اللون المكتشف. وأظهرت نتائج التحليل أن هذا النوع من الخزف يختلف عن جميع الأنواع الأخرى بما فيها الخزف الأخضر. فمن الخطوة الأولى قد اختلفت طريقة صناعته، واختير طلاء زجاجي خاص له مختلف عنه المستخدم في الخزف الأخضر. واتخذ القدماء وسائل خاصة أيضا في الخطوة الأخيرة لإعداده داخل الأفران العالية الحرارة.
ودفعت هذه النتائج خيال الناس الى الأمام، وبرهنت على أن الحكاية حقيقية حيث أنه: قبل أكثر من ألف سنة نجح صانعو الخزف الأذكياء في اختراع وصناعة نوع خاص من الخزف، واختلفت طرائق إنتاجه عن غيره من الخزف حتى أصبح "الخزف السري اللون" الذي يتميز بلونه الرائع واللامع والصافي والمتلألئ، وشكل فن صناعته ذروة فن صناعة الخزف في تاريخ الصين غير أنه تلاشي مع انهيار أسرة تانغ الملكية حتى ظهر من جديد بعد قرون.
ولكن الحكاية عن الخزف السري اللون لم تنته عند هذا الحد لأن العلماء لم يستطيعوا بعد اكتشاف وصفة تركيبته له رغم أنهم أكدوا أنها وصفة مختلفة عن وصفات الأنواع الأخرى من الخزف. وما زالوا يعملون على إدراك الحقيقة وما زال الخزف السري اللون لغزا في طريق اكتشاف التاريخ العريق وأسرار القدماء الأذكياء.
فخار
From Wikipedia
اذهب إلى: navigation, search
هذا المقال يحتاج إلى تدقيق لغوي نحوي و إملائي و لصياغة الجمل، و مراجعة للترقيم. يمكن إزالة هذا الإخطار بعد اتمام المراجعة المطلوبة.
قطعة فخار
عرف الإنسان ,كيف يحول الطين كيماويا إلي مادة صلبة عن طريق الشوي في النار بالأفران (القمائن ) وعرف كيف يشكاه ويصنعه و يزججه .صنع منه الفخار المسامي وغير المسامي وفي عدة ألوان وأشكال . ومما ساعده إختراع الفخار دولاب في الألفية الرابعة ق.م. , ليشكل الطين فوقه بيديه ورجليه تدير عجلته . وكان الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء ليعطي اللون الأحمر أوالأسود حسب مادة الطين. وكان يزين يصقل قبل الحرق أو بعده .ويلون بأكاسيد المعادن .زأزل مراكز صناعة الفخار في شرق ىسيا كانت في الصين واليابان وكوريا. وحتي نهاية اللفية الثتنيو قزم. كان الصينيون يصنعون الفخار بأيديهم . وظلوا منذ سنة 206 ق.م.وحتي سنة 220 م. يصنعون التماثيلالصغيرة والأشياء الفخارية حتي المواقد .وفي سنة 220 م ز ظهر الخزف الصيني وكانت تصدره للهند والشرق الأوسط . وكان عليه رسومات تميزه .وكان الفخار في أمريكا يصنع يدويا ويلون بأكاسيد المعادن أو ألوان أصباغ نباتية . ولم يعرفوا الدولاب.وفي جنوب أمريكا تم العثور علي فخار يرجع لسنة 3200 ق.م. في إكوادور وبيرو بأمريكا الجنوبية عبارة عن قدور وفازات ملونة . وصنع المكسيكيون السيراميك (الخزف)يرجع تاريخه لسنة 1500 ق.م.وفي حضارة الأولمك صنعت التماثيل الفخارية الصغيرة المجوفةفي سنة 300 م.وأوان متعددة الألوان ولها ثلاثة أرجلوكان المايا يصمعوم الخزف في اشكال رقيقة إسطوانية متعددة الألوان.والزهريات عليها صور ونقوش خطية والحياة اليةمية .وفي أمريكا الشمالية بزادي المسيسبي فب الألفية الأولي ق.م. كان يصنعالفخار الملون. وفي الشرق الأوسط كان بصنع الفخار مبكرا . ففي الأناضول صنع منذ سنة 6500 سنة ق.م. صنعت التماثبل الطينية للعبادة والتماثيل الصغيرة الملونة بالمغرة الحمراء (مادة). وكان يصنع يدويا .وكان محززا بخطوط أفقية . وكان الفخاريشوي في أفران الخبز أو قمائن .و في الشام كان يصنع الفخار .ومنذ الألفية الخامسة ق. م. كان الخزف الملون يصنع في شمال بلاد الرافدين في سمارة . كان يصنع أشكال حيوانية وبشرية منه ملونة باللون الأحمر والبني والأسود . وصنع الفخار الممتازوالملون بتل حلف عندما تعلم صناع الفخار potters كيفية التحكم في شدة نيران الأفران . وفي نفس الفترة كان الفرس يصنعون القدور ويزينونها بأشكال وتصميمات هندسية ورسم الطيور والحيوانات .وكان الفخار المزجج قد عرف حوالي 1500ق.م.في بلاد الرافدين . وكان من أجود الأنواع وخاصا بالزخارف المعمارية . وظهرت الفسفسياء الملونة لتزيين الأعمدة والكوات في بلدة وركاء بالعراق . وكان يزين به في بابل واجهات المعابد والغرف والمداخل ويكون صورا ملونة من الحيوانات كالأسود والثيران . وبلغ الذروة في إستعماله بالقرن السادس ق.م. . وفي الألفية الخامسة ق.م. كان بصنع الخزف بمصروكان مصقولا ورقيقا وغامقا وكان بعلق بالحبل للزينة. ثم كان يدهن ويزين بأشكال هندسية أو حيوانية حمراء أو بنية أو أصفر داكن .وكانت مصر مشهورة سنة 2000ق . م. بخزف الفيانس الذي كان يصنع من الزجاج البركاني( الكوارتز ). وكان لونه أخضر غامقا أو أزرق لامعا . وكان أقرب منه للزجاج وليس للخزف. ومن هذا النوع صنع الحرفيون امصريون منه الخرز والمجوهرات والجعارين والأكواب الراقية وتماثيل الأشابتي (مادة) الصغيرة التي كانت توضع كخدم مع الميت . وكان الفخار يصنع في جزر بحر إيجه منذ سنة 1500 ق.م. ولاسيما في جزيرتي قبرص وكريت . وكان يلون بلونين ويتخذ أشكالا خيالية ولايستعمل إلا للزينة ووضع الكريمات والعطور به .وكان يحلي بتصميمات هندسية أو تجريدية . وكان الفخار يشكل في أشكال خيالية. وفي اليونان كان تشكيل ودهان وتزيين الخزف فنا تقليديا هناك . وكان يشكل الطين المحلي علي الدولاب بسهولة . وكل نوع نوع كان مميزا وله أغراضه واستعمالاته في المجامع الإغريقي . فأمفورا amphora (زلعة )عبارة عن وعاء طويل بيدين(عروتين ) يستعمل لتخزين الخمر والزيت والحبوب والعسل . وهيدرا hydria هبارة عن أبريق للماء . وليسيثس lecythus عبارة عن قارورة للزيت لها رقبة طويلة ضيقة وتستعمل في القرابين الجنائزية . وسيلكس cylix عبارة عن كوب بيدين وله قدم (قاعدة ). وأونوكوا oenochoe إبريق للخمر له شفة . وكان الفخار الأسود الغير مزين يسلعمل في اليونان أيام العصر الهيليني . وكانت هذه الأنواع من الخزف قد تأثر به الرومان . وكان الإغريق يتقنون حرقه في أفران خاصة . وكانوا يزينون الفخار والخزف بصور نباتات وحيوانا ت تجريدية أوصور خيالية . وكان النوع الأثيني الطراز سائدا سنة 1000 ق.م. وفي سنة 530 ق.م. ظهر الفخار الأحمروكان يصنع في أثينا وكورنيث وانتشر شعبيا . وكانت الخلفية مدهونة إسود والأشكال مرسومة فوقها بالبني المحمر وكانت تفاصيل الشكال بالأسود وكان يوضع ماء الذهب لإظهار الحلي. وكان يصنع أوان الفخار الأبيض المرسوم بالألون . وكان الرومان يعجبون كثيرا بالأنية الخزفية الحمراء المصقولة واللامعة في تفاعل ضد الفخار الإغريقي والهيلليني الأسود . وكانت تقنية صنع هذا النوع قد ظهرت في شرق البحر الأبيض المتوسط سنة 323 ق.م. وكان يصنع بغمس الإناء في معلق سائل من جسيمات دقيقة من مسحوق السيلكا (الرمل) ثم يحرق في أفران مؤكسدة . وكان الفخار يصب في قوالب خاصة منقوشة يداخلها لتعطي الصوروالأشكال علي الفخار علي البارز. وكان يطلق علي هذا النوع من الفخار الطين المطبوع terra sigillata (“stamped earth”) .أو صنع آرتين Arretine ware وكانت الأشكال مزينة بفطع معدنية أو زجاجبة . وهذا النوع إنتشرت صناعته وكان رائجا مع النوع الإغريقي الأسود اللامع في كل الإمبراطورية الرومانية ولاسيما في جنوب فرنسا بالقرن الأول ميلادي .وفي الخلافة الأموية( 661 م- 750م), كانت الأكواب والأواني تصنع بمصر من اللبلور (زجاج ) صخري الأزرق أو الأخضر. عوة علي الفخار المصنوع في بلاد الرافدين وإيران وسوريا . وكانت صناعة الفخار والخزف قد تاثرت بالصينيين منذ القرن التاسع م. وحتي القرن 15م. وفي القرن التاسع شجع لبعياسيون صناع الفخار والخزف علي تقليد الصناعة الصينية بألوانها واشكالها البارزة علي السطح . وانتقلت في القرت العاشر هذه الصناعة من العراق لللأندلس ومنها لأوربا ولاسيما التزجيج بالقصدير . وبصفة عامة كان الفخار والخزف الإسلامي يصنعان في قوالب عادية أو منقوشة بالأشكال ومن بينها أنواع القيشاني ( نسبة لبلدة كشان بإيران ) في المساجد أو تزين بها الحوائط كالفسفيساء الملونة والبيضاء . ومن خلال التقنية الإسلامية ظهرت صناعة القيشاني والسيراميك الإسلامي في إيطاليا بالقرن15 وانتشرت صناعته في أوربا بالقرن حتي أواخر القرن فخار بوكورو: Buccheroنوع من الفخار الرماديأو الأسود الجميل الصنع . وسطحه لامع أملس . وكان الإستركان ينحتونه مابين القرنين الخامس والرابع ق.م.
الخزف في الكويت تراث و مدلول حضاري
عرض: نيللي كمال محمد
يعتبر فن الخزف كما ظهر في مقدمة هذا الكتاب التوثيقي- واحدا من أهم أنواع الفنون التطبيقية. ويعتبرالخزف ايضا من الفنون القديمة الحديثة؛ فهو من الفنون التي عرفها الإنسان منذ العصورالاولى من تاريخ البشرية. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الفن لم يندثر ولم ينته، وانما ظل يستجيب للتطورات الحياتية ويتطور معها. فبعد أن كان الخزف يستعمل كادوات مهمة للحياة اليومية أصبح الآن فرعا مهما وحيويا من فروع الفنون التطبيقية، ووسيلة للتعبيرالفني عن الاحداث المختلفة في الحياة. والخزف هو احد أوجه الإبداع التي تتيح للفنان مساحات لا نهائية من التشكيل والتعبير والابتكار.
لذلك، فقد اعطى خبراء الاثاراهتماما كبيرا لمتابعة تطورصناعات الخزف الذي تنوعت اشكاله ما بين فخار خال من الخزف إلى فخار متناسق الاجزاء وموزون الابعاد، وأعمال وروائع مزجت بين مهارة الصانع وعبقرية الفنان، وصولا إلى الأشكال الاخرى من الإبداع.
ويعد هذا الكتاب من الأعمال الفنية التوثيقية الرائدة، حيث توفر على متابعة فن الخزف خلال العصور الاخيرة في الكويت، وذلك من خلال النظر إلى أعمال عدد من التشكيليين الموهوبين في هذا المجال بالرؤية والدراسة والتحليل.
جاء غلاف الكتاب ذي الخلفية السوداء معبرا عن إحدى مراحل تصنيع الخزف، حيث ظهرت النار متوهجة، وربما أراد الكاتبان من ذلك أن يوضحا الطاقة الهائلة التي يمكن ان تخرج من تلك المادة الخام- الطين- لتتحول إلى نتاج لانهائي من قطع الخزف التي تتيح للفنان إخراج طاقاته الإبداعية اطلاق افكاره إلى العنان، فالنارأساس تطويع خامة الطين، وترتبط به حتى خروج القطعة الخزفية إلى النور، وللنار قوة تمكنها من تليين الحديد، فما بال الحال والطين اللين بالفعل (اما شعاع الدخان الذي خرج من هذه النار فربما كان إشارة إلى الفكرة أو الثمرة التي تخرج من قلب تلك المادة الصماء نتيجة تفاعل العناصر الثلاثة: الإنسان، والنار، والطين. وقد اتخذت صفحات الكتاب اللون الاحمر ومشتقاته إطارا لها ليقطع فراغ المساحات البيضاء ويحافظ على شحذ الذهن داخل دائرة فن الخزف.
وبتصفح الكتاب، ذي المائة والسبع والتسعين صفحة، بشكل سريع نجد انه يتكون من ستة أجزاء رئيسة. يبدأ الكتاب بعرض لرؤى المتخصصين في ذلك المجال بدءا من تقديم الكتاب الذي قام به الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الاستاذ بدرسيد عبدالوهاب الرفاعي، ثم مدير إدارة الفنون لتشكيلية الكويتية عبدالهادي الوطيان، مرورا بالكلمة التي وجهها كاتبا العمل الفني: الفنان علي العوض، والفنان حميد خزعل، عن الحركة التشكيلية في الكويت بشكل عام، وحركة الخزف الكويتي بشكل خاص. اما رابع أجزاء الكتاب فيشتمل على شرح وتحليل حالة فن الخزف في الكويت، ويتفرع منه تناول عدد من الفنانين التشكيليين الكويتيين بشكل منفرد. فقد تناول الكتاب اعمال الخزف لثمانية من الفنانين وهم: عيسى صقر، وعدنان العبيد، وعباس مالك، والدكتورة صفوت نورالدين، وعيسى محمد، وفواز الدويش، وجميلة جوهر، وعلي العوض. ثم يختتم الكتاب اجزاءه بالجزء التعريفي للفنانين التشكيليين الذي جاء تحت عنوان "لسيرالذاتية".
تطل مقدمة الكتاب على القارئ لتؤكد ان الخزف تراث ومدلول حضاري، وان هذه الصناعة- صناعة الخزف- قد عرفت انتشارا واسعا في بلدان المشرق، بل وامتدت إلى المغرب والاندلس، حيث عرف هذا الفن في عصر الدولة الإسلامية. وبالنظر إلى حالة فن الخزف في الكويت يرى الكتاب أنه خلال السنوات والعقود الأخيرة زاد الاهتمام في الكويت بهذا الفن، حيث تكونت نواة ثروة من هذا الفن وهي مرشحة للازدياد المستمر.
أما ثاني اجزاء الكتاب، الذي يتعلق برؤية إدارة الفنون التشكيلية، فيرى عبدالهادي الوطيان أن كللا من الفنان حميد خزعل، والفنان علي العوض قد خاضا في عملية توثيق الفنون التشكيلية العديد من الجولات، خاصة باعتبارهما من أهم الفنانين التشكيليين في دولة الكويت. ومن ثم، فقد جاء هذا الكتاب ثمرة لعمليات من البحث فى المراجع ومصادر المعلومات المختلفة سواء من خلال الكتابات أو الصورا خصوصا فيما يتعلق بجزيرة فيلكا التي فيها اكتشف العديد من الأثار المتعلقة بالخزف والفخار ومراحل تصنيعه.
وعن رؤية الكاتبين الفنانين علي العوض، وحميد خزعل لهذا العمل ومراحله حتى الوصول إلى خروج هذا الكتاب إلى دائرة الضوء، فقد أرجعا الاهتمام بالخزف الكويتي واحتلاله مكانة متقدمة بين الفنون التشكيلية في الكويت إلى سنة 1991 حيث تجمع عدد كبير من الفنانين الذين توفرت لديهم الموهبة، بالإضافة إلى الإصرار والرغبة في العمل والإبداع واللجوء إلى هذا الفن كجسر ثقافي يربطهم بفناني الخزف على مستوى الدول العربية والعالم ككل. ثم جاء الحديث عن أهمية الكتاب التي تكمن في كونه خطوة لتأكيد أهمية الخزف كفن جمالي متجدد في الحياة التشكيلية الكويتية المعاصرة، وصورة مشرقة من صور العطاء الإبداعي لإرساء مسيرة الحركة الثقافية والفنية في الكويت.
وعن التجديد في الرؤية البصرية والفكرية للخزف الكويتي المعاصر: قدم الكتاب رؤية تاريخية ثم معاصرة وتحليلية لفن الخزف في الكويت وأهم فنانيه، حيث يمتزج التاريخي بالمعاصر. فبالنظر إلى الوقت المعاصر وتاريخ الخزف الحديث في الكويت نجد انه يعود إلى سنة 1957 مع إنشاء المرسم الحر الذي كان يقوم على تبني الهوايات والعناية بها، وان كانت تلك المحاولة لم يكتب لها النجاح او الاستمرار. ثم بالنظر إلى الخلفية التاريخية للخزف في الكويت فإن الحديث يتطرق إلى المكتشفات التاريخية التي عثرت عليها عمليات الكشف الأثري في جزيرة فيلكا على يد البعثة الدنماركية بداية من سنة 958 1 وحتى سنة 963 1، حيث عثرت تلك البعثة على حطام لمبنى يتكون من عدة حجرات تحتوي على كمية هائلة من القوالب التي تستخدم في عمل تماثيل فخارية صغيرة. بالإضافة إلى أربعة أفران لحرق الفخار ومخازن عديدة للفخار في تلك الفترة. ومن ثم، لم يكن غريبا ان تكون هذه الجزيرة- جزيرة فيلكا- مقرا لإنتاج الصلصال المحمص بالشمس حتى اكتشاف البترول.
الفنان عيسى صقر، وهو اول الفنانين الكويتيين الذين احتوى الكتاب على أعمالهم في الخزف. وقد رأى الكتاب أن اعمالهم تخرج من رحم عالمه الخاص المرتبط ببيئته ومحيطه، فهي تبدا بالأرض التي تتتشكل كتلتها على هيئة امرأة تنتصب بصلابة صخور الأرض، وتتحرك كأنها إعصار يلتف حول نفسه وينمو من ترابها وريحها وكانها تمثل المرحلة التالية- بعد الجفاف، تلك الكتلة الخزفية الصماء التي نفذت بصياغة فنية مزجت روحها ببساطة الشكل، ونفذت برؤية فلسفية لحالة كونية تثير الرعب والهلع في نفوس البشر عندما تضرب المياه اليانعة، فتحول كل "شيء إلى سطوح خشنة لا روح فيها تمتد من واقعة الرؤية البصرية إلى واقع السلوك الإنساني المعاصر.
وقد تضمن الكتاب أحد عشرعملا وهي: امرأة، حيوان خرافي، الجفاف، الارض/ الكويت بلد الاسرة الواحدة/ المخبير، بالإضافة إلى تشكيلات خزفية.
الفنان عدنان العبيد، الذي سعى للبحت عن الخصوصية الفنية للوصول إلى التميز بدأ مع الآلوان الطبيعية واعتبر أن الطبيعة سيدة نفسها وملهمة الفنان. وقد احتوى الكتاب على سبعة تشكيلات خزفية أبدعها الفنان عدنان العبيد من الطينات المختلفة. الفنان عباس مالك، حيث رأى الكتاب أن تجربته الخزفية قد ركزت على ايجاد شكل وكتلة يتفقان على احتواء عدد من المفردات البيئية والإنسانية، وهي الصياغة التي تقترب من الإحساس العام لفن النحت، الا أنها لم تفقد روح المادة أو طبيعتها في التاكيد على أهمية تعايشها مع مساحة الفراغ المحيط بها ومع الحفاظ على الخطوط الخارجية للعمل في الوقت نفسه. وقد احتوى الكتاب على ثمانية عشرعملا للفنان عباهس مالك، وهي بعض التشكيلات الخزفية بالإضافة إلى أعمال: رقصة شعبية، قل أعوذ برب الناس، قل هو الله أحد، لفظ الجلالة على طبعة، فازة أمومة.
الفنانة الدكتورة صفوت نورالدين، حيث راى الكتاب أنها الخزافة الباحثة عن أدق الأشياء التي تحتويها اعتباراتنا العاطفية اليومية، إلا أنها أكثرابتعادا عن محيط أبصارنا في تفاعل الإنسان اليومي مع مفرداتها بكثيرمن الإهمال.
ومن ثم، فقد جاءت الأعمال الثمانية التي احتوى عليها الكتاب من دون عنوان- في معظمها- نظرا إلى أنها استعملت موادها من اشياء نستعملها في حياتنا اليومية، ولكن تباينت طريقة تعامل الدكتورة صفوت نورالدين معها.
الفنان عيسى محمد، يرى الكتاب أن هذا الفنان يبدا مرحلة الاشكال الخزفية المنحوتة ذات الامتداد البصري اللافقي، ولتحقيق التناسب الأمثل مع بيئة العرض والاستفادة من الفراغ كمكمل بصري للعمل، وقد عمد إلى تكبيركتلة وتشكيلها بصورة تركيبية، تخدم أجزاؤها قيمه الفنية والتجريبية في احتواء المفردات البيئية ضمن فكرة العمل الفني،. اشتمل الكتاب على تسعة أعمال للفنان عيسى محمد ومنها ثلاثة تشكيلات خزفية بالإضافة إلى وعاء، عمل مركب وهو الناس.
الفنان فواز الدويش، الذي استعمل البيئة الصحراوية والبيئة البحرية مع الإصرارعلى أن يحتفظ كل منهما بخصائصه وأسلوبه أثناء طرحه الفني لكل منهما وأن يحتفظ كل منهما بخصوصيته البصرية وحو يتعامل معها خزفيا وقد تضمن الكتاب ثمانية أعمال للفنان فوز الدويش وهي: من الماضي، قل هو الله أحد، لقاء، فولكلورشعبي، النقش على جدارالزمن بالإضافة الى بعض التشكيلات الخزفية.
الفنانة جميلة جوهر، الرقة أهم ما يميز أعمالها. كما تعبر الوانها مساحات اعمالها الخزفية بهدوء ورفق، فتمس سطوحها مسا، تاركا للون الطينة المحروقة فرصة التعبير المطلقة. وربما يزداد ذلك وضوحا من خلال اعمالها الاحد عشر التي احتوى عليها الكتاب، فيكفي معرفة أسماء تلك الأعمال لادراك جزء كبيرمن فلسفة تلك الفنانة التي تحتاج أعمالها إلى كثيرمن التامل وهي: الأسير، رغم اليأس، الأمل، الانتطار، زنزانة الاسير، حريتي، الحرية، ساعة الفرج، الأثرالضائع.
الفنان علي العوض، يرى الكتاب أن الفنان علي العوض لم يسلب من الخزف خصوصيته ة التقليدية، بل تمثل دوره الإبداعي في إيجاد صورة جمالية جديدة للقطعة الخزفية في اسلوك شكلها العام المتناغم مع محيطها الفراغي وملمس سطوحها، ورونقها اللوني، مضيفا إلى هذه المادة في بعض الأحيان مادة الحديد على شكل أسياخ لربط القطع الخزفية في التكوين الواحد مستفيدا من الطلاءات الخاصة المحتوية على أكاسيد معدنية مطفاة لها إحاساس مقارب لخامة الحديد.
احتوى الكتاب على سبعة وعشرين عملا للفنان علي العوض غطت أمورا واحداثا متعددة للحياة، كما حملت فلسفات متعددة ومتباينة ومنها: محاولة ا لوصول، الامومة، ذكر وأنثى، فيلكا، برميل النفط وبقعة الزيت، الأسير، كويت بعد التحرير، تل سعد وسعيدة. واخيرا، فإن الإبحار عبر صفحات هذا الكتاب التوثيقي تصل بقارئه إلى نتيجة: أن "الخزف في الكويت، يعد من اهم الكتب التوثيقية التي تمثل إضافة إلى مكتبة الفن التشكيلي في الكويت بشكل عام وفي فن الخزف بشكل خاص، فيما يتعلق برصد حركة فن الخزف من خلال تاريخه واهم تطوراته وأبرز فنانيه. بالإضافة إلى ذ لك، جمع الكتاب بين الترتيب المنطقي في عرض اجزائه، والإخراج الشيق والتحليل الفني. حيث سرد تاريخ الخزف في الكويت ثم تعرض لأهم فنانيه وأعمالهم واتجاهاتهم الفنية ثم التعريف بهؤلاء الفنانين.
المصدر: جريدة الفنون - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - دولة الكويت
ممكن نساعد في هذا البحث وبرسل المزيد إنشاء الله
مشاركة: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت شيخة ما قصرتي على هذا الموضوع القيم
ولك أخي alfnonبعض التكملة
http://www.art4edu.com/vb/showthread...4907#post34907
ولكم منى كل التحية
مشاركة: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
اشكركم على تفاعلكم
اختى شيخه واخوي redheart
بالنسبة لى انا فمطلوب منى بحث عن التشكيل والخزف وكمطلب في مادة التشكيل والخزف ولم اجد له اي موقع او مصدر اشكرك اختى شيخه جزيل الشكر والعرفان ولا ننساء الاخ redheart ما قصر وفاء وكفاء الله يعطيكم العافية
تحياتي لكم
alfnon
مشاركة: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موقع عن الخزف في الجزائر اتمنى ان تستفيدوا منه
http://www.majliselouma.dz/Artisanat/Principale-ar.html
مشاركة: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل
خزافتنا شيخه
يعطيك العافيه على هذه المعلومات القيمه ،واسئل حضرتك اين اجد مكان للخزافين او ادوات الخزافين ، انا اتردد على الامارات كثيرا لكني لا اعرف رغم السؤال فهل يمكن ارشادي .
واذا احتجتي اسماء رسائل علميه تفيد بحثك فلدي منها جزء جيد
وان كنتي خزافه فاهلا بك في المملكة لاستضافة اعمالك
دمتي متفوقه
رد: التشكيل والخزف - اريد مرجع وشرح مفصل