كيف نفهم فن الرسم ؟
في مراحل الطفولة لابد وان نرسم ونلون لكننا كلما تقدم بنا العمر تجاهلنا الرسم وأهميته كمصدر حيوي من مصادر
التواصل والمتعة والكشف 0
مع ذلك بقي الرسم واحدا من أفضل الطرق المباشرة والحسية لنقل وتدوين المعلومات وذلك على الرغم من ازدهار
وتطور التصوير الفوتوغرافي إذا لايزال العلماء وبالتحديد علماء الآثار يفضلون رسم اللقى والاكتشافات الآثارية بدل
تصويرها فوتوغرافيا ذلك لان الرسم التفصيلي للعناصر يساعد على نقل التفاصيل .
المران أفضل الطرق
كراشدين نرى العالم بصيغة مختلفة عن الأطفال فالعقبة الكبيرة بالنسبة لنا هي نظرتنا الناضجة التي تمنحنا حسا يميز
ما هو صحيح وما هو غير صحيح (( انه الإحساس الذي يحد من اندفاعه إبداعنا بل يضعنا في متاهة الأسئلة القلقة )) غير
ان الواقع يؤكد انه لا يوجد ما هو غامض وخفي بشان ميكتنيزم الرسم إذا باستطاعة أيا كان أن يرسم إذا ما اختار
المنحى الصحيح وكما هو الحال في أي موضوع أخر فان المران من الأشياء الأساسية التي تؤدي الى نتائج جيدة وأكيدة 0
كيف نفسر مانراه ؟
من الأكيد أن الرسم له علاقة أكثر بكثير في تعلم كيفية فهم الموضوع بما له من علاقة بتقنية اليد المكتسبة حيث تتبع
أو تتأكد نوعية مانرسمه على المسطح التصويري من مخيلتنا 0
وكيفية تفسير مانراه ولننظر بإمعان جيد إلى الأشياء مستجمعين كل المعلومات التي سبق وشاهدناها وذلك بغية
إعطاء رسوماتنا نظارة وشخصية فريدة من نوعها 0 علينا إلا نخشى تكرار الخطوط والإشارات لكي تبدوا الرسمة
صحيحة إذا بسبب بعض المعتقدات الخاطئة حول عملية الرسم سيحاول البعض عدم إزالة أخطاءهم معتقدين أنهم يفسدون
مارسموه لكن العكس هو الصحيح فكل علاقة جديدة تضعها او تضيفها على التصميم تعكس تقدما في رسمك وفي
الغالب تمنحه قيمة جديدة .
أن الرسم هو في اغلب الظن من أكثر الفنون إنشائية ومباشرة إذ تسمح لك ارتجالية وآنيته بتسجيل ماتراه وما تفكر
به ومن المرجح أن كل من يتمتع بحل الكلمات المتقاطعة سوف يؤخذ بالرسم وباكتشاف كيفية خلق البعد ضمن منظر ما .
أو إضفاء الأعماق إلى جسم مستلق لذلك سنجد ان أفضل الرسومات هي تلك التي يكافح فيها الرسام لحل بعض
المشاكل والإجابة على بعض الأسئلة التي تواجهه أثناء عملية التأليف في خلق الصورة الحسية والتي هي النتاج
المثالي للانفعال الحقيقي بين الفنان وموضوعاته ..
مواد مألوفة في الرسم
أن العديد من المواد المتوفرة للفنانين اليوم هي ذاتها التي كانت متوفرة لفناني عصر النهضة أي منذ حوالي ستمائة
سنة فالرسم على الورق بالفحم مثلا لايزال يتضمن نفس العملية تماما وكالسابق إذ بالرغم من التقنيات الحضارية المعقدة
المتوفرة اليوم للفنانين استطاع الفن الحفاظ على المقدر ته في منحنا المتعة والفائدة .
ولكن رغم أن العصر منح الفنان مزيدا من التقنيات المبتكرة فان القاعدة الأساسية التي تقوم على ثنائية مادة الرسم لم
تزل هي القاعدة الأساسية فالألوان الزيتية تقابلها الألوان المائية والمشتقان من كلا المادتين مع تطور تقنيات العصر
لكن الباحثين هنا لا يركزون على الجانب التقني بل على الأضاءات التاريخية بحثا عن تاريخ تطور الإمكانات في مادة
الرسم ومدى سيطرة الفنان على عمله بل ترويض حالة الإنتاج الفني لصالح الجودة.
لقد شهد عصر النهضة تطورا ملحوظا في ترويض مادة الرسم وهي كانت في الغالب من الأكريليك المستحضر لكن السبب
الذي دفع إلى هذا التصور هو أن الرسام أو النحات امتلك في الزمن مكانة مرموقة ومرتبة اجتماعية راقية فرسامون من
أمثال (مايكل أنجلو ) 1405 – 1564 كانوا يوظفون العديد من المساعدين داخل مشغلهم وذلك بسبب كثرة الطلب على
أنتاجهم .
وهذا يعني أن أي مشروع فني اخضع للعديد من الرسوم التحضيرية التي ساعد المساعدون في إعدادها لكن الأسف لم
تصل إلينا مثل هذه المشاريع لأنها كانت تتلف بعد الانتهاء العمل الفني. أو بالأحرى مشروع العمل الفني .
تحية طيبه ..
