حركة الفن التشكيلي في سلطنة عمان و رهان على الإبداع الواعي

[align=center]حركة الفن التشكيلي في السلطنة و رهان على الإبداع الواعي
عدة مؤسسات رسمية لاكتشاف الطاقات والمواهب
التشكيلية العمانية والاعتناء بها[/align]
[align=justify]
مسقط ـ العمانية: يكتسب الفن التشكيلي في مختلف الاوساط الفنية أهمية متميزة باعتباره اللغة العالمية الوحيدة التى يمكن ان تتحاور من خلالها مختلف الشعوب والثقافات اذ يسهم في رسم ملامح من واقعها وحياتها بطريقه تصور تجاربها وثقافتها وتبرز في الوقت ذاته قدراتها الفنية والابداعية التى تتجسد من خلال أنامل محترفيها وفنانيها.
وتولى السلطنة اهتماما بالغا بالشباب الموهوبين الذين يمتلكون طاقات وقدرات فنية من خلال تخصيص مراسم وجمعيات ومؤسسات فنية متخصصة ترعى مواهبهم وتحتضنها بطريقة تصقل انتاجاتهم وابداعاتهم.
ويعتبر مرسم الشباب التابع للهيئة العامة لانشطة الشباب الرياضية والثقافية مؤسسة تعنى بتعليم وتدريب الفنانين العمانيين ومنشط فنى تشكيلى يحتضن المواهب العمانية الشابة في مجال الفن التشكيلي ويصقلها من خلال التعليم والتأهيل وتوفير كافة متطلبات النمو والتطور المختلفة المعرفية منها والمهارية والوجدانية ليوجد قاعدة متميزة من المهارات الفنية العمانية.
وأوضح سلطان بن سيف الرواحي رئيس قسم الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لانشطة الشباب الرياضية والثقافية ان مرسم الشباب منذ انشائه في عام 1980م يلعب دورا كبيرا في اكتشاف الطاقات العمانية الشابة في مجال الفن التشكيلي ورعايتها من خلال توفير الكادر الاكاديمى المؤهل من مدرسين وأخصائيين وأعضاء بارزين يأخذون بأيدى هذه المواهب من خلال تقديم المحاضرات واقامة حلقات العمل الفنية والمعارض التى تهتم بتلك الانتاجات الفنية للشباب.
وقال في حديث لوكالة الانباء العمانية ان المرسم يمارس العديد من الانشطة الفنية المختلفة من خلال اقسامه المختلفه في مجالات التصوير
الزيتى والرسم والنحت والخزفيات والخط العربي والجرافيك والمجسمات وفي مجال الكاريكاتير أيضا00 حيث يضم عددا كبيرا من الفنانين العمانيين في هذه الفنون المختلفة الذين يتميزون بجمال وروعة تصاميمهم الفنية التى تتفاوت في أسلوبها وجودتها بناء على الفنان ذاته وقدراته على الابداع والمدارس الفنية التى يتبعها والتعبيرات التى يصورها ويجسدها في اعماله.
وأضاف الرواحى ان المرسم يستقطب الاعضاء الجدد من الشباب العمانيين الذين يرغبون في صقل مهاراتهم طوال العام حيث يقبل المرسم في عضويته الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة ويقوم بتنظيم الدورات التأهيلية والتطويرية من خلال المدرسين المختصين الذين يقومون بتعليم الفن ابتداء بتعليم الموهوب طريقة امساك القلم والريشة بالشكل الصحيح والتلوين وغيرها من الاساسيات والقواعد الرئيسية في المجالات الفنية وتوفير كافة الخامات والادوات الفنية التى يحتاجها الفنان للعمل والدخول به الى صياغة فنه على أسلوب المدرسة الواقعية ثم العبور الى المدارس الفنية الاخرى الى ان يمتلك القدرة على اختيار الاسلوب والمدرسة الفنية التى يود أن يتبعها وينتج أعماله الفنية بطابعها وصيغتها بطريقة تميز عمله الفني عن الاخرين ويصبح له طابع يعرف ويتميز به مع الاستمرار في تقديم كل مستحدث وجديد في عالم الفن التشكيلي 00
موكدا على أن اختيار الاعضاء يكون بشرط امتلاكهم الموهبة والميول للذين بهما نستطيع الانتقال للخطوات التالية من التدريب والتأهيل لنصل الى مستوى المهارة والحرفية اللذين بهما تتكامل الشروط الفنية.
وأوضح رئيس قسم الفنون التشكيلية ان المرسم يهتم بتنمية الذائقة الفنية للفنان التشكيلي من ثلاثة جوانب معرفية ومهارية ووجدانية حيث تعتبر هذه أهم الركائز التى يهتم المرسم بتنميتها في الفنان والتى تقوم على الية (كيف ترى وتحس وتطبق) اضافة الى تنمية الحس النقدى الذاتى لديه ليكتشف أخطاءه بذاته وذلك من خلال تعريفه وتوعيته بأسس الفن العلمية وأساليبه (الجانب المعرفي) وعليه فهذه الجوانب الثلاثة تتكامل مع بعضها البعض.
ورغبة من المرسم في احتضان الطاقات الموهوبة من الشباب العماني ي مختلف مناطق السلطنة فقد افتتح له عدد من الفروع في مناطق السلطنة المختلفة ليقوم بدوره في استقطاب تلك المواهب وتنميتها 00 حيث تتوزع فروعه في كل من نزوى والبريمى وعبرى وصور وصحار مسندم وصلالة اضافة الى المقر الرئيسى في محافظة مسقط.
ومن احدى سمات الحركة التشكيلية العمانية هو تنوعها وفطريتها في لتوجه للاستفادة من الحركات المعاصرة عربيا من خلال الامتزاج بغيرها من التجارب التى تساعد في تطوير العلاقة بالتجمعات الفنية في غيرها من مواقع التشكيل. تجدر الاشارة الى أن مرسم الشباب يقيم بصفة دورية العديد من المناشط الفنية أهمها المسابقة السنوية لاعضاء مرسم الشباب في مجالات التصوير الزيتى والمائى والنحت والخط العربي وفن الملتيميديا و معارض الفنون التشكيلية وحلقات العمل الفنية المتخصصة (مبتدئة ومتوسطة ومتخصصة) للاعضاء في المجالات الفنية المختلفة كالرسم والنحت والجرافيك والخط العربي ومن المناشط الداخلية التى نظمها أو شارك فيها المرسم خلال السنوات الماضية حلقة التصوير الزيتى وفن الخزف في عامى 2001 و 2002م ومعرض المهرجان الخيرى لصالح الانتفاضة الفلسطينية ومعرض الفنون التشكيلية بمناسبة 23 يوليو المجيد ومعرض الفنون التشكيلية بمناسبة اليوم العالمى للعصا البيضاء وملتقى فنانى مرسم الشباب وندوة حول واقع الحركة التشكيلية بالسلطنة ودور مرسم الشباب فيها وندوة حول الفنون العالمية الحديثة واثرها في اثراء الحركة التشكيلية المحلية في عام 2003م ومعرض الفنون التشكيلية لعدد من الفنانين العمانيين بعنوان (كلام جرائد) في عام 2003 وحلقة الفنون التشكيلية في مجال النحت اضافة الى مسابقة الفنون التشكيلية التى ينظمها سنويا المرسم لدفع العملية الابداعية لدى الشباب وتشمل مسابقات في مختلف المجالات التشكيلية على مستوى
السلطنة ويقدم للفائزين والمتميزين الجوائز التشجيعية.
وشارك المرسم في العديد من الفعاليات والانشطة الفنية المحلية والاقليمية والدولية حيث تعتبر تلك المشاركات فرصة سانحة للاعضاء
لاكتساب الثقة واظهار مواهبهم وابداعاتهم والاستفادة من خبرات الاخرين ومنها المشاركة في بينالى الشارقة الدولى للفنون التشكيلية في ابريل 2001 ومسابقة ايدن دوغان لرسوم الكرتون في مايو 2002والملتقى العالمى الثانى للكاريكاتير ومعرض الفن التشكيلي والتصوير الضوئى بمناسبة اليوبيل الفضى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في ديسمبر 2002 وبينالى القاهرة الدولي الذى استمر من ديسمبر الماضى حتى شهر فبراير من العام الحالي والمسابقة الدولية للفنون التشكيلية بالتعاون مع منظمة اليونسكو وترينالى مصر الدولى الرابع لفن الجرافيك في 2003م00كما شارك المرسم في النصف الاول من العام الحالى في مهرجان الدوحة الثقافي الثالث ومسابقة الفنون التشكيلية التى نظمتها منظمة اليونسكو بباريس وملتقى الفنانين بالمملكة المتحدة.
وقد حصد فنانو مرسم الشباب عبر تاريخه الطويل في مجال الفن العديد من الجوائز على كافة المستويات كان اخرها حصول الفنان عمر موسى على المركز الحادى عشر من 27 مركزا في فن التصوير الزيتى في مسابقة ملون السعودية العام الماضى00 كما حصلت الفنانة فاطمة الفارسي على أحد المراكز الاولى في المهرجان العالمي الرابع لمكافحة التدخين للشباب في فن الكاريكاتير الذى أقيم في اليونان. وقال رئيس قسم الفنون التشكيلية ان المرسم يشارك في الملتقى الادبي السنوي الذي ينظم في مناطق السلطنة المختلفة من خلال حلقة للفنون التشكيلية في مواضيع مختلفة يشارك فيها فنانون من مختلف مراسم الشباب بمحافظات ومناطق السلطنة ومن ثم يقيم معرضا يضم أعمال فناني المرسم ونتاجات الحلقات00 اضافة الى ان الملتقى يشكل فرصة لالتقاء الفنانين العمانيين من مختلف مناطق السلطنة لتبادل الخبرات والافكار كما هو فرصة أخرى لتسويق أعمال الفنانين ولوحاتهم.
وأضاف ان المرسم ينظم خلال الصيف عددا من الدورات في مجال الفنون التشكيلية المختلفة مثل الخط العربي والتصوير الزيتى وغيرها من المجالات حيث يقدم دورات مبتدئة ومتوسطة ومتخصصة 00 مؤكدا أن المرسم انتهى من اعداد خطة الدورات والبرامج التى سينظمها خلال هذا الصيف والمجالات الفنية التى ستشملها ومنها مسابقة الفنون التشكيلية للشباب ودورة في فن الموزاييك (الفسيفساء) التى ستقام في صحار ويحاضر فيها الفنان البرتغالي انطونيو دياس ربيرو وعدد من الدورات المختلفة في مجال الخط العربي والرسم وتقنيات الالوان (المائية والزيتية والكواش والبروستر) وفن النحت وفن الخزف كما سيقيم حلقة رسم للاطفال.
وأشار سلطان بن سيف الرواحى رئيس قسم الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لانشطة الشباب الرياضية والثقافية الى ان الهيئة تطمح الى تحديث المرسم خلال السنوات القادمة بشكل كامل وتجهيزه بأحدث التقنيات الحديثة وتوفير كافة المستلزمات التى يحتاجها الفنان ليواكب حركة الفن التشكيلي على المستوى العالمى بانتاجاته0 وقال ان المرسم يحضر خلال هذه الفترة للاشتراك في بينالى القاهرة الدولي السابع لفن الخزف ومهرجان الادب والفن في دولة الامارات وصالون الشباب بالقاهرة.
وحول واقع حركة الفن التشكيلي بالسلطنة قال الرواحى ان فن (الملتيميديا) هو الاكثر جذبا للفنانين حاليا في الاوساط الفنية التشكيلية اضافة الى الفنون الاخرى السائدة حيث قام المرسم بتوفير مختلف الاجهزة والمعدات الخاصة لممارسة تلك الفنون اضافة الى الاساليب التي يبتكرها الفنان ذاته ويتخذها طابعا يتميز به 00
مشيرا الى ان الفنان بعد ان يجتاز مرحلة معينة ويصل الى مستوى مهارى معين ينتقل الى الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التي تحتضن المواهب الفنية في المرحلة اللاحقة.
من جانبها تقوم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بدور بارز في الرقي بالفن التشكيلي العماني من خلال الاخذ بيد الفنان العماني وصقل تجربته والاهتمام بتطويره بشكل افضل واعطائه المجال للابداع بحرية اكبر بطريقة تنقله قدما الى مراحل متقدمة من العمل الفني المتميز.
وأكدت مريم بنت محمد الزدجالي نائبة مدير الشؤون الفنية بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية ان الجمعية ترعى مواهب الشباب العماني وتأخذ على عاتقها مسؤولية التدريب والتأهيل من خلال تهيئة الظروف الملائمة للابداع الفني مثل اقامة المعارض والحلقات الفنية والندوات لايجاد الاحتكاك وتبادل الخبرات بين الفنانين العمانيين أنفسهم ومع غيرهم من التشكيليين في الخارج اضافة الى استقطاب معارض فنية لكبار الفنانين التشكيليين الدوليين ليطلع الفنان العماني على تجارب الاخرين لتحقيق الاستفادة من فنونهم وقدراتهم رغبة في التطوير والرقى باداء الفنان التشكيلي العماني. وتحرص الجمعية بشكل دائم على المشاركة في البيناليات الدولية ومنها المعارض الفنية التى تقام كل سنتين على مستوى فنانى قارة اسيا وتضم عددا من الاعمال الفنية حول اخر ما توصلت اليه الحركة التشكيلية في العالم.
كما تشارك في الترناليات التى تقام كل ثلاث سنوات على مستوى العالم وغيرها من المشاركات الخارجية من معارض وحلقات عمل تهدف الى اعطاء الفنان العماني الفرصة لينهل من خبرات الفنانين العالميين المشاركين في تلك المناسبات والاستفادة من تجاربهم والاطلاع على اخر ما توصلت اليه الحركة التشكيلية في العالم.
وقالت الزدجالى في تصريح لوكالة الانباء العمانية ان الجمعية تهدف الى تشجيع الاعضاء المبتدئين وتنمية مواهبهم من خلال الدورات والندوات والمحاضرات المتخصصة التى تنظمها من قبل أساتذة متخصصين واقامة مسابقة سنوية بمشاركة جميع الاعضاء اضافة الى المعارض الشخصية والجماعية التى تنظمها الجمعية للاعضاء وتوفير الدعم اللازم لهم وفق التعليمات والتوجيهات الصادرة في هذا السياق والمشاركة في المحافل والمؤتمرات الدولية المختلفة في مجال الفنون التشكيلية 00 موضحة ان الجمعية تسعى من خلال هذا الاهتمام الى رعاية الحركة التشكيلية العمانية والارتقاء بها ونشرها محليا واقليميا ودوليا وتوثيق أواصر الصلة وتبادل الخبرات والتجارب الفنية بين أعضاء الجمعية والجمعيات الاخرى خارج السلطنة ليطور الفنان العماني أسلوبه في العمل والتعبير والاداء.
كما أوضحت ان الجمعية منذ تأسيسها في عام 1993م بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ يحفظه الله ويرعاه ـ تعمل على اتاحة الفرصة للشباب العماني لاستثمار مواهبهم وابداعاتهم في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة كالرسم بأنواعه والتصوير الضوئى والجرافيك والتصوير الزيتى وفن النحت والخزف وفنون الخط العربي والاعمال المجهزة في الفراغ وفن الفيديو ارت 00 مشيرة الى ان الجمعية تحاول تثقيف الفنان التشكيلي في مجال الفن من خلال الكتب التى توفرها في مكتبة الجمعية والوسائل السمعية والبصرية اضافة الى المراسم الخاصة للفنانات والفنانين ونادي التصوير الضوئى وهى مجهزة بكافة الادوات والمستلزمات الخاصة بأعمال الانتاج الفني.
ويسلك الفنانون العمانيون في التشكيل اتجاهات ومذاهب مختلفه منها الرومانسية والتجريدية والسريالية والتكعيبية والمستقبلية وغيرها من المدارس الفنية 00 كما يتبع بعضهم الحركات الفنية التى تمثل الحداثة ومابعد الحداثة في مجال الفن التشكيلي.
وتوجد بالجمعية صالتان لعرض الاعمال الفنية والتشكيلية ويتم فيهما اقامة المعارض بشكل دائم ومستمر 00 ويبلغ عدد الاعضاء المنتسبين
الى الجمعية حوالي (250) فنانا وفنانة من مختلف مناطق السلطنة يمثلون مجالات الرسم بمختلف أنواعه والنحت أما أعضاء نادي التصوير
الضوئى فيبلغ عددهم حوالى (46) مصورا من كلا الجنسين.
والى جانب الرغبة الاكيدة في الالتحاق بالجمعية فان من شروط الحصول على العضوية هى ممارسة العضو للفنون التشكيلية وتقديم نماذج من أعماله وحضوره المستمر في الاجتماعات والمعارض والندوات وحلقات العمل التى تعقدها وتنظمها الجمعية طيلة العام.
تجدر الاشارة الى ان للجمعية العمانية للفنون التشكيلية فرعا في محافظة ظفار تأسس عام 2000م ويلعب دورا كبيرا في استقطاب المواهب وتدريبها عن طريق توفير المدرسين المتخصصين والخامات اللازمة للعمل واقامة المعارض والحلقات الفنية 00 ويأتى هذا الفرع للجمعية ليوكد مدى حرصها على الاهتمام بالفنان العماني والاخذ بيده أين ما كان في ربوع السلطنة.
وحول تطور الحركة التشكيلية في السلطنة أكدت مريم بنت محمد الزدجالي نائبة مدير الشؤون الفنية بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية وهى فنانة تشكيلية ان حركة الفن التشكيلي في السلطنة شهدت مراحل مختلفة ومرت بخطوات متلاحقة من التطوير والاهتمام حتى وصلت الى المستوى الذى نشهده اليوم 00 فقد بدأت الحركة التشكيلية بشكل متواضع في السبعينيات وكانت الفنون تمارس من قبل طلبة المدارس على أيدى مدرسى مادة التربية الفنية وبعد تأسيس مرسم الشباب عام 1980م نشأ جيل جديد محترف من الفنانين التشكيليين كان لهم دور كبير في تنمية الحركة التشكيلية في السلطنة والدفع بها نحو التطوير من خلال أعمالهم ومشاركاتهم ثم جاءت الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التى أخذت بيد هولاء الفنانين المحترفين وصقلت تجاربهم وخبراتهم عن طريق توفير ثقافة فنية على مستوى أكاديمي ومتخصص باشراف اساتذه متخصصين.
واوضحت ان الممارسات او الاتجاهات الفنية التي يتبعها الفنان او المدارس التى يصيغ تعبيره وفقا لها تعتمد بشكل كبير على ذاتية الفنان وميوله فيختار الاسلوب الفني أو الاتجاه الذى يراه متوافقا مع قدراته ونفسيته 00 ويغلب في الوقت الحالى في مجال الفنون التشكيلة وفي ممارسات الفنانين الفن التجريدى وهو يعتمد على لبعد الواحد أو تفكيك العناصر الكلية الى جزئية (أي أن يقتطع الفنان جزءا من منظر طبيعى اواى منظر اخر ) ويجسده في لوحته بناء على منظوره الخاص له وقد يتجاوز العمل التجريدى الموضوعية الى الغموض باعتباره نتاج تفاعلات الفنان مع نفسه كما يوجد في الساحة الفنية فن التنصيب الفراغى (أسلوب المدرسة المفاهيمية) حيث يقوم على وجود فكرة في ذهن الفنان يحولها الى واقع ملموس من خلال الخامات التى يستخدمها بحيث تتحول اللوحة الى شىء ملموس تحمل الكثير من ايحاءات وتأثيرات الفنان كما يقوم الفنان بتصوير اعمال عن طريق الفيديو لدراسة حالة فنية ويعرضها بأسلوبه مستخدما فيها الحواس البصرية بطريقة تجعل المشاهد يتفاعل معها ويسمى هذا الفن بـ (الفيديو ارت) وهو السائد عالميا.
وقالت نائبة مدير الشؤون الفنية بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية ان العمل الفني والاساليب التى يتبعها الفنان العماني تعتمد بشكل كبير على ما هو سائد ومتداول على الساحة التشكيلية الدولية.
وتمتد طموحات الفنانين التشكيليين العمانيين الى انشاء مدينة فنية للفنون تمكن الممارسين لهذا اللون من الفن من الحصول على مساحة أكبر تمكنهم من اشباع رغباتهم الفنية في الانتاج الفني الابداعى وترتسم هذه المدينة في عقولهم لتشمل وجود مراسم ومعامل فنية واسعة متخصصة في كل مجال فنى وتحتوى بداخلها على قاعات عرض فنية واسعة ومتحف فنى يضم أعمالا فنية نادرة لفنانين عمانيين وعالميين ليستلهم منها الفنانون الممارسون روح العطاء والابداع.
حول فعاليات الجمعية خلال الفترة الماضية أقامت الجمعية معرضا للفنانات التشكيليات العمانيات في مارس 2004 شمل عددا من ابداعات الفنانات وأعمالهن الفنية التى ضمت مدارس فنية مختلفة تنوعت بين الواقعية والتجريدية والتركيبية وغيرها من الاتجاهات الفنية 00 اضافة الى معرض للفنانات العمانيات والسعوديات الذى تم اقامته في أبريل الماضى وغيرها من الحلقات الفنية والمشاركات الخارجية00 كما تستضيف مشاركات فنانين دوليين من الخارج لعرض تجربتهم في السلطنة ولتكوين جسر من التواصل لصقل الموهبة والابداع.
وأشارت الزدجالى الى أن الجمعية تنظم مسابقة سنوية في المجالات الفنية المختلفة (النحت والرسم والتصوير الزيتي والخط العربي) بين أعضاء الجمعية حيث ترصد جوائز للمراكز الثلاثة الاولى اضافة الى جائزة ابداع لافضل عمل متميز في المعرض وذلك تشجيعا منها للفنانين العمانيين على صقل مواهبهم وتنمية ابداعاتهم وقدراتهم وتطويرها بطريقة تعطى ميزة ورونقا للحركة الفنية العمانية على الساحة الدولية.

وستشارك الجمعية خلال الفترة القادمة من نوفمبر الى ديسمبر 2004م
في ترنالى الهند وفي يوليو 2004 ستشارك في معرض برلين أما في أكتوبر 2004 فستشارك الجمعية في معرض صالون الشباب بالقاهرة وفي نفس الشهر ستشارك في بينالى جرافيك في ايران.
ولقد حصدت الجمعية من خلال مشاركاتها الاقليمية والدولية عددا من الجوائز والميداليات وشهادات التقدير في مختلف الفنون التشكيلية أبرزها الميدالية البرونزية في مسابقة الاتحاد العالمى للتصوير الفوتوغرافي عام 2001 والميدالية البرونزية للتصوير بالابي والاسود في سويسرا عام 1999م والميدالية الفضية في التصوير الفوتوغرافي بايطاليا عام
2000م كما حصلت خلال العام الماضي
على جائزة لجنة التحكيم في بينالي بنغلاديش الدولي في مجال الفن التشكيلي وفي العام الحالى حصل نادي التصوير الضوئي على الجائزة
الفضية في مسابقة الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي ببودابست. وتوفر الحركة التشكيلية العمانية بانتاجاتها الفنية المتنوعة الدعم للتجريب البصرى والجمالى بمختلف الاشكال الممكنة التى يطل منها التشكيل على المنجز العربي كما يتيح العمق الحضاري والثقافي العماني الممزوج بمخزون الجمال في ذاكرة الفنان ابداع جماليات المكان والاطلال على الحاضر التشكيلي بتيارات وتجارب متميزة وفريدة.
تنبغى الاشارة الى أن المبادرات الجادة من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية والهيئة العامة لانشطة الشباب الرياضية والثقافية (مرسم الشباب) ووزارة التراث والثقافة واقامة الملتقيات وعقد الندوات الفنية والمعارض المشتركة لتشجيع تبادل الخبرات الفنية والتعرف على الاساليب التشكيلية والاطلاع على مستويات الابداع كل ذلك يعمل على اثراء الحركة التشكيلة المحلية بشكل متميز.
وأكد يوسف بن ابراهيم البلوشي مدير الفنون التشكيلية والمسرح بوزارة التراث والثقافة على ان الفن التشكيلي يحتل حيزا هاما في العمل الثقافي للوزارة باعتباره يرتبط بالجانب الابداعي الفني 00 فقد دأبت الوزارة عبر جهازها الثقافي على رصد ومتابعة حركة الفنون التشكيلية وتهيئة كافة السبل أمامها لتنهض وتنمو بشكل يتساير وتطور المجتمع في المجال الفني وحاجته كما عملت الوزارة على توفير وايجاد الاجواء المناسبة والبنى والمرافق الضرورية التي تساعد على ممارسة النشاط الفني التشكيلي وتوفير المستلزمات والمكونات الضرورية للفنون التشكيلية وتهيئة قاعات للعرض ومختبرات اختصاصية للعمل الفني الاحترافي والعمل الفني للهواة والموهوبين وذلك لاثراء حركة الفن التشكيلي بالسلطنة وتشجيع بروزها وفق أنماط فنية وعلمية مدروسة.
وأضاف في تصريح لوكالة الانباء العمانية ان الوزارة تقوم باستمرار بتنشيط حركة الفنون التشكيلية من خلال تنمية الوعي الفني التشكيلي ودعم التجارب والاساليب الحديثة ومتابعة اكتشاف الطاقات الفنية وتشجيع ظهورها باقامة الحلقات الفنية والحاق الفنانين في دورات متخصصة في مجالات الفن التشكيلي داخل السلطنة وخارجها واقامة الندوات والمحاضرات النظرية التخصصية التى تستهدف قطاع الفنانين التشكيليين العمانيين من خطاطين ونحاتين وفناني تصوير ضوئي وتصوير زيتى باستعراض كافة التجارب والمستويات والمدارس الفنية اضافة الى اقامة المعارض السنوية المشتركة والمعارض الفنية الخاصة وحلقات العمل والمختبرات الفنية مع استضافة كفاءات وخبرات فنية للاشراف على تدريب الفنانين العمانيين من الدول العربية والاجنبية 00 الامر الذى يساهم بشكل كبير في تنوع الاساليب والاتجاهات الفنية لدى الفنانين العمانيين ويثرى ابداعاتهم.
وقال مدير الفنون التشكيلية والمسرح بوزارة التراث والثقافة أن الوزارة ترعى باهتمام وتشجيع عملية اقتناء الاعمال الفنية للفنانين العمانيين بشكل مستمر00 مشيرا الى ان المشاركات الفنية العمانية الخارجية تأخذ طابعا متميزا حققت الوزارة من خلالها انجازات هامة في المجال التشكيلي والخط العربي ضمن المعارض الدورية لفنانى وخطاطى دول مجلس التعاون الخليجي كما تعتبر المعارض الفنية التشكيلية التى تقيمها الوزارة ضمن الاسابيع الثقافية العمانية الخارجية خير معبر عن رقى وتميز وتنوع المشهد الفني التشكيلي العماني.
وأشار يوسف بن ابراهيم البلوشى مدير الفنون التشكيلية والمسرح بوزارة التراث والثقافة الى ان الوزارة تعد الخطط والاستراتيجيات بصورة مستمرة لرفد المجال الفني ليتبوأ المكانة الثقافية المنشودة وليأخذ دوره المطلوب دائما خصوصا وان وزارة التراث والثقافة تحضر لبرنامج ثقافي شامل تعتزم تنفيذه خلال الاحتفالية اعلان مسقط عاصمة للثقافة العربية لعام 2006م.
ان رواد الحركة التشكيلية في السلطنة بدأت ابداعاتهم من النشاطات في المجالات المدرسية ثم بدأوا بالتحول والتخصص والاحتراف التدريجي وصولا الى المؤسسات الفنية المتخصصة التى ترعى قدراتهم ومواهبهم حيث استطاع الفنانون العمانيون الوقوف متكافئين الى جانب غيرهم من الفنانين في المجتمع العربي لمواجهة المتغيرات المجتمعية التى عكستها تعابيرهم التى تجسدت في اعمالهم التشكيلية.
ويأتى مرسم الفنون التشكيلية بجامعة السلطان قابوس ليكمل مسيرة الفن التشكيلي في السلطنة جنبا الى جنب مع غيره من المؤسسات التى تهتم بهذا الفن حيث يهتم بالابداعات الفنية للشباب منذ بداية عهدها ونشأتها 00 و يسعى الى تنمية المواهب والذائقة الفنية لدى طلاب الجامعة من خلال النهوض بالحركة التشكيلية بالجامعة بوضع البرامج والانشطة الفنية التى تخدم ابداعات الطلاب.
ويعمل المرسم على تحفيز الطلاب على الابتكار والعطاء بتوظيف الخامات المحلية في المعمل الفني 00 كما يقوم بتأكيد التركيز في الاعمال الفنية على الجانب الانسانى والاهتمام بالتراث العماني وعلى المفردات الفنية في التشكيل 0 فقد دخلت الحركة التشكيلية في مرسم الفنون بالجامعة الى مناطق متنوعة من التعبير مستخدمة الاساليب والخامات الفنية بأسلوب علمي يعتمد على البحث والتجريب الفني.
وأشار الدكتور تيسير طبيشات أخصائي الفنون التشكيلية بمرسم الفنون التشكيلية بجامعة السلطان قابوس الى ان المرسم يقوم بتنظيم زيارات ميدانية للبيئة العمانية في مختلف مناطق السلطنة ليلتمس الفنان من بيئته حديث الابداع وليرصد بفنه جمال الطبيعة العمانية وتراثها الاصيل ليشكل منها لوحته وفنه.
وقال في تصريح لوكالة الانباء العمانية لقد انتهجت الحركة التشكيلية في الجامعة من خلال المرسم وجماعة الفنون التشكيلية من مختلف المدارس والاتجاهات الفنية المتنوعة في مجال الرسم والتصوير والتصميم والزخرفة وفن الخزف والغرافيك والطباعة والنحت وفق الاساليب الفنية العلمية.
وأوضح أخصائي الفنون التشكيلية بالجامعة ان الفن واكب حركة التطور التى سادت في كل فروع العلم في الحياة الحديثة.
ويعتبر الفن المركب الثلاثي الابعاد والذى يطلق عليه أحيانا العمل الفني
التجميعى حالة من الانصهار بين مجالات الفن المختلفة والذى يأتى مواكبا لظهور الكثير من المفاهيم الفنية الحديثة واعطاء حلول تشكيلية وجمالية وتعبيرية جديدة تتناسب مع الابعاد الفكرية للثقافة لمواكبة العصر مع الابقاء على الثوابت والخصوصية. مشيرا الى ان هذا التوجه يتوافق وفكرة الغاء التصنيفات التقليدية وذوبان المجالات الفنية المختلفه في عمل فنى واحد وقد تعددت التجارب الابداعية التى استخدمت اسلوب التجميع من خلال صياغة المفاهيم الفلسفية والاجتماعية والفنية واستخدام الخامات للوصول الى صيغ تشكيلية حديثة.
وأضاف قائلا :ان الاعمال والتجارب الفنية لطلاب المرسم في الجامعة صب في هذا الاسلوب نظرا لقدرة التجميع على ان يعبر مباشرة عن موضوعات اجتماعية تحدث تجاوبا بين الفنان والمتلقي.
وقال الدكتور تيسير طبيشات أخصائى الفنون التشكيلية بجامعة لسلطان قابوس انه توجد بمرسم الفنون التشكيلية بالجامعة مواهب طلابية تغذت منهجا أكاديميا فأصبحت تتقن التعريف بالذات وتفصح عن الهوية والافكار 00موضحا ان الهدف ليس فقط في اتقان الطالب للرسم وإنما بمدى نجاح الرسم في تنمية قدراته واتخاذ أنماط خاصة به في التعبير التى تتفاوت بين الواقعية التعبيرية أو الرمزية أو الزخرفية الهندسية حيث ان التنوع في الاساليب الفنية تمنحنا ثراء عميقا وتتيح مجالات أوسع في البحث والتجريب بالخامات والوسائط المختلفة. من الفنون التشكيلية السائدة على الساحة التشكيلية العمانية فن الباستيل (الشمعي والزيتي الطباشيري حيث يتيح هذا الفن بتنوع درجاته بين القاسية وشبه القاسية واللينة سهولة الرسم على السطوح المتنوعة وخاصة ذات الملامس الخشنة لتساعد في ثبات ذرات الباستيل 00 والباستيل نوع نقى من الالوان الترابية تمزج بمادة الراتينج الذى يسيل من معظم الاشجار عند قطعها. ومن الفنون التشكيلية التى يمارسها طلاب المرسم التشكيلي بالجامعة فن الكولاج ويعتبر من الوسائط التعبيرية الفنية الحديثة التي تستخدم خامات فنية متنوعة كقصاصات الاوراق وبعض الاقمشة والخيوط والمواد المستهلكة تضاف اليها بعض الخطوط والالوان لاحداث تأثيرات فنية ثلاثية الابعاد تثرى فضاءات اللوحة ولقد ظهر فن الكولاج في اعمال المدرسة التكعيبية (في مرحلة التركيبية) على يد (بيكاسوبراك) ثم في اعمال المدرسة السريالية وتطور هذا النمط من الفن ليأخذ بعدا اخر في الفن العام الجماهيري ليعبر بالتالي عن حياة المجتمع المعاصر 00 ويأتي فن الرسم الجداري الذى يضاف الى رصيد الممارسات التشكيلية في مرسم الجامعة من طريقة الفريسك (التصوير بالالوان الجيرية) على الجدران وهو أحد الاساليب التعبيرية الفنية في فنون الحضارات القديمة بحيث يتم تركيب الالوان على الملاط (الجبس) وهو رطب قبل تفاعله الكيميائى وجفافه ثم تصبح ثابتة لا تتأثر بالاحوال الجوية كما يتم معه استخدام أنواع مختلفة من الاكاسيد والاصباغ اللونية كالاكرلك والمستحلبات ذات القاعدة المائية.
كما يتم استخدام خامات البيئة وتوظيفها في بناء تشكيلية جدارية يتم التركيز فيها على اظهار البعد الثالث بطريقة فن الرليف أو ما يسمى بالنحت البارز الذى يكاد يقارب التجسيم دون ان ينفصل عن السطح 00 اضافة الى التشكيل بالخامات البحرية مثل الاصداف والشعب المرجانية وقواقع ورمال.
وأوضح أخصائي الفنون التشكيلية بالجامعة ان اللوحات تقوم على رؤية تشكيلية تعتمد فيها على التراكيب الملمسية التى تشبه الخلية في بنائها وتأثيراتها البصرية على العين على شكل ذبذبات يمتزج فيها الثابت بالمتحول والعلو بالهبوط والبارز بالغائر لتشكل وحدة عضوية في بناء لوحاتها المتصلة بالطبيعة والعمارة والزخرفة.
ويشارك المرسم في العديد من الانشطة والفعاليات على المستوى المحلى او الخارجى كما يقيم عددا من المعارض الفنية حيث أقام خلال العام الحالى أربعة معارض جسدت ابداعات طلاب الفنون التشكيلية في الجامعة منها المعرض الفني التشكيلي (ملامس الطبيعة) ومعرض الفجر
البعيد ومعرض الاصداف البحرية ومعرض الفنون المرئية 00 ومن المعارض الفنية التى صورت انتاجات الطلاب وأوضحت قدراتهم معارض (فن الباستيل) و(نوافذ الروح) و(هيجان الصمت) و(التراث العماني) و(حوار الالوان) و(فن الجرافيك) و(فن الارابيسك) وغيرها من المعارض التى يقيمها المرسم بين فترة وأخرى سواء كانت معارض شخصية أو التى تجمع أعمال اكثر من فنان.
عندما يصبح الفن الحقيقي مادة للتعبير وأداة للرؤية ووسيلة للافصاح عن عوالم الفنان الخاصة فان الابداع الانساني بكل صوره وأشكاله لن يتوقف ولما كان الفن نتاجا انسانيا خلاقا كان لزاما ألا يقف مشدوها أمام القضايا الانسانية بل يصبح مرآة لونية قادرة على الوصول والتعبير عن الانسان والحياة 00 ان تفاعل الفنان مع الاحداث العالمية يضعنا أمام تجربة فنية فيها الكثير من المعاني الانسانية انهم يغمسون ريشهم في الالم الانسانى ليرسموا نماذج بشرية يرتسم على وجوهها الحزن والحيرة والخوف انهم يرسمون ليوحدوا الدنيا على خارطة اللون.

___________
المصدر : الوطن العمانية[/align]