مشاهدة النسخة كاملة : معنى اسم(الله)
الله
وهو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى،وهو أكثر أسماء الله الحسنى ورودًا في القرآن الكريم،فقد ورد في القرآن أكثر من ألفين ومائتي مرة،وهذا ما لم يقع لاسم آخر ،وقد افتتح الله جل وعلا به ثلاثًا وثلاثين آية.
وذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب ،وإذا سُئل به أعطى،ولهذا الاسم خصائص وميزات اختصَّ بها.
منها أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ،وسائر الأسماء مضافة إليه ،قال الله تعالى :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }.
وهو مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى ،دالٌّ عليها بالإجمال ،والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي هي صفات الجلال والكمال والعظمة ،فهو الاسم الذي مرجع سائر أسماء الله الحسنى إليه، ومدار معانيها عليه.
وأجمع وأحسن ما قيل في معناه ما ورد عن ابن عباس-رضي الله عنهما-،انه قال : (الله:ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين).رواه ابن جرير في (تفسيره).
أي:الذي له أوصاف الجلال والكمال والعظمة التي استحق لأجلها أن يُؤله،وأن يُخص وحده بالذل والخضوع والانكسار له سبحانه.
ارق من الزهور
17-02-2011, 05:30
يسلمو جعله بموووووووازين حسناتك
الرحمن ،الرحيم
وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم ، افتتح الله بهما أم القرآن ،وجعلهما عنوان ما أنزله من الهدى والبيان ،وضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان ،وافتتح بها كتابه نبي الله سليمان عليه السلام،وكان جبريل ينزل بها على النبي صلى الله عليه وسلم عند افتتاح كل سورة من القرآن .
وهذان الاسمان كل منهما دالٌّ على ثبوت الرحمة صفة لله عز و جل ،فالرحمن :أي الذي الرحمة وصفه،والرحيم أي:الراحم لعباده.
وفي هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله وسعتها ، فجميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحابِّ والمسارِّ و الخيرات من آثار رحمته ،كما أن ما صرف عنهم من المكاره والنِّقم والمخاوف والأخطار والمضار من آثار رحمته ؛فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ،ولا يدفع السيئات إلا هو ،وهو أرحم الراحمين.
شكرا ..
رسمتي .. عالموضوع ...
الله يعطيك العافيه
أبو سلطان
10-03-2011, 12:04
جزاك الله خيرا ونفع بك اخيتي
دمت برعاية الله
الخالق الخلاق
وقد ورد اسم الله (الخالق) في القرآن الكريم في عدة مواضع .
منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} ،وورد بصيغة المبالغة (الخلاق) في موضعين من القرآن ،في قوله تعالى :{ إنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ} ،وقوله :{ بلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} .
والخلق يُطلق ويُراد به أمران :
أحدهما :إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق ،ومنه قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس : 71]
والثاني:بمعنى التقدير،ومنه قولهم خلق الأديم ،أي:قدّره ،ومنه قوله تعالى :{ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} أي :تقدرونه وتهيئونه.
فالخلق في نعوت الآدميين معناه التقدير ،أما الخلق الذي هو إبداع الشيء و إيجاده على غير مثال سابق فمتفرد به رب العالمين ،كما قال تعالى :{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}،وقال تعالى :{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }[لقمان : 11]
وخلق الله لهذه المخلوقات لم يكن لهوًا ولا عبثًا تنزه الرب وتقدس عن ذلك ،بل خلقهم ليعبدوه و يوحدوه {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }من مختصر فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر
الله يجزاك خيرا عزيزتي على المواضيع القيمه ..
واصلي ..
شكرا لك
أبو سلطان
25-03-2011, 09:41
جزيت خير الجراء اختي
وجعل ماتقدميه في ميزان حسناتك
بارك الله فيك ونفع بك
دمت برعاية الله
الخالق البارئ المصور
وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } [الحشر : 24] ،أي :هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات وبرأ بحكمته جميع البريات وصوّر بإحكامه وحُسن خَلْقِه جميع الكائنات فخلقها وأبدعها و فطرها في الوقت المناسب لها وقدر خلقها أحسن تقدير ،وصنعها أتقن صنع وهداها لمصالحها وأعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له .
فالخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته ،والبارئ الموجد لها بعد العدم ،والمصور أي :المخلوقات والكائنات كيف شاء .فالبارئ المصور فيهما كما قال ابن القيم تفصيل لمعنى اسم الخالق ،فالله عز و جل إذا أراد خلق شيء قدّره بعلمه و حكمته ثم برأه ،أي:أوجده وفق ما قدر في الصورة التي شاءها و أرادها سبحانه .
فانتظمت هذه الأسماء الثلاثة حسب ترتيبها في الآية على الخلق أولا وهو تقدير وجود المخلوق ،ثم بريه وهو إيجاده من العدم ،ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
الملك المليك
وقد ورد اسم الله الملك في القرآن الكريم في خمسة مواضع :منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ }[الحشر : 23]،وورد اسم المليك في موضع واحد في قوله تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.
وهذان الاسمان دالان على أن الله سبحانه ذو الملك ،أي:المالك لجميع الأشياء ،المتصرف فيها ،بلا ممانعة ولا مدافعة.
وقد تكرر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة،قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
و أن عبادة من سواه ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا أضل الضلال وأبطل الباطل،وقد ورد في القرآن آيات عديدة تقرر هذه الحقيقة وتجلي هذا الأمر.
كما قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} وقال تعالى :{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً }
ومن لا يملك في هذا الكون ولا مثقال ذرة لا يجوز أن يُصرف له شيء من العبادة ،إذ العبادة حق للملك العظيم والخالق الجليل والرب المدبر لهذا الكون لا شريك له عزّ شأنه وعظم سلطانه وتعالى جدّه ولا إله غيره .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
الله يجزل لك المثوبه اختي ...
شكرا لمواضيعك الطيبه
أبو سلطان
26-03-2011, 10:16
جزاك الله خير الجزاء
على الطرح القيم
جعل ماتقدميه في ميزان حسناتك
دمت برعاية الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرزاق الرازق
وقد ورد اسم الله (الرزاق) في موضع واحد من القرآن الكريم،وهو قول الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
وورد اسم (الرازق ) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى :{ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
وورد أيضًا في السنة كما سيأتي ذكره في (القابض الباسط).
فالله سبحانه هو الرزاق،أي: المتكفل بأرزاق العباد،القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ،قال تعالى :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}،وقال تعالى :{و كأيّن من دآبة لا تحملُ رزقها الله يرزقها وإيّاكم}
ورزق الله لعباده نوعان :
الأول:رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}
وعليه فليس كثرة هذا الرزق في الدنيا دليلًا على كرامة العبد عند الله ،كما أن قلته ليس دليلا على هوانه عنده،قال تعالى :{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن*كلا} أي:ليس كل من نعّمته في الدنيا فهو كريم عليّ، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي،وإنما الغنى والفقر والسعة والضيق،ابتلاء من الله ،وامتحان ،ليعلم الشاكر من الكافر والصابر من الجازع.
النوع الثاني:رزق خاص،وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ،وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ،و يُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم، قال تعالى :{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
الأحد الواحد
أما اسمه تبارك الأحد فقد ورد في موضع واحد من القرآن في سورة الإخلاص،وهي السورة العظيمة التي ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن لكونها أخلصت لبيان أسماء الرب الحسنى و صفاته العظيمة العليا.
و أما اسمه الواحد فقد تكرر مجيئه في مواضع عديدة من القرآن .
وهما اسمان دالان على أحدية الله ووحدانيته ،أي: أنه سبحانه هو المتفرد بصفات المجد والجلال ،المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال،فهو واحد في ذاته لا شبيه له،وواحد في صفاته لا مثيل له ،وواحد في أفعاله لا شريك له ولا ظهير ،وواحد في ألوهيته فليس له ند في المحبة والتعظيم والذل والخضوع.
وقد تكرر ورود اسم الله الواحد في القرآن الكريم في مقامات متعددة في سياق تقرير التوحيد وإبطال الشرك والتنديد.
فقال سبحانه في تقرير الوحدانية ووجوب إخلاص الدين له :{ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }،وقال تعالى في إبطال عقائد المشركين:{ وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ }وقال تعالى :{ء أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}
فالواجب على العباد توحيده عقدًا وقولًا وعملًا ،بأن يعترفوا بكماله المطلق و تفرده بالوحدانية ،و أن يفردوه بأنواع العبادة وحده لا شريك له.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصمد
وقد ورد هذا الاسم في سورة الإخلاص ،ومعناه :السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته ، فهو واسع الصفات عظيمها ،الذي صمدت إليه جميع المخلوقات ، وقصدته كل الكائنات بأسرها في جميع شؤونها ،فليس لها رب سواه ،ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه في إصلاح أمورها الدينية ،وفي إصلاح أمورها الدنيوية ،تفزع إليه عند النوائب والمزعجات ،وتضرع إليه إذا أصابها الشدائد والكربات ،وتستغيث به إذا مستها المصاعب والمشقات ،لأنها تعلم أن عنده حاجاتها ،ولديه تفريج كرباتها ،لكمال علمه وسعة رحمته و رأفته وإحسانه ،وعظيم قدرته وعزته وسلطانه .
روى ابن جرير الطبري في (تفسيره) عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنهما –قال: (الصمد :السيد الذي قد كمل في سؤدده،والشريف الذي قد كمل في شرفه ،والعظيم الذي قد كمل في عظمته ،والحليم الذي قد كمل في حلمه ،والغني الذي قد كمل في غناه ،والجبار الذي قد كمل في جبروته ،والعالم الذي قد كمل في علمه ،والحكيم الذي قد كمل في حكمته ،وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد،وهو الله سبحانه ،هذه صفته لا تنبغي إلا له ).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
كلـمتـــــــان خفيـــفتــــــــان علــے ـاللســــــــان ثقيلتــــــان فـــے ـالميـــــزان כـــــــبيـبتــــــان ـإلــــــے ـالرכـــــمــــــــــــــ ـن...سبــــــــــــכـآטּ الـلـﮧ وبـכـــــــــمد...سبــــــ ــــــــכـآטּ اللـﮧ العظيــــــــــــمـ
بارك الصمد فيك
و جزاك كل خير
شكرا لك ..
وجزاك الله خيرا
بقدر ما تنيري فيه عقولنا هنا
جزاك الله الف خير
شكرا لك
أبو سلطان
30-03-2011, 11:45
جزيت خير الجزاء
دمت برعاية الرحمن
أبو سلطان
30-03-2011, 11:48
اشكرك على الطرح القيم
جزيت خير الجزاء
دمت برعاية الله
أبو سلطان
30-03-2011, 11:49
جعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
دمت برعاية الله
أبو سلطان
30-03-2011, 11:50
بارك الله فيك ونفع بك
دمت برعاية الله
الهادي
و قد ذكر الله هذا الاسم في موضعين من القرآن ،وهما :قوله سبحانه:{وإنّ الله لهادِ الّذين آمنوا إلى صراط مستقيم}،وقوله :{وكفى بربك هاديًا ونصيرا}.
والهادي:هو الذي يهدي عباده ويرشدهم،ويدلهم إلى ما فيه سعادتهم في دنياهم وأخراهم، وهو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته إلى طاعته ورضاه، وهو الذي بهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى ما يضره.
فالله هو الذي خلق المخلوقات وهداها {الذي خلق فسوّى *والذي قدّر فهدى}،فهداها الهداية العامة لمصالحها ،وجعلها مهيئة لما خُلقت له ،وهدى هداية البيان ،فأنزل الكتب وأرسل الرسل ،وشرع الشرائع والأحكام ،والحلال والحرام ،وبيّن أصول الدين وفروعه،وهدى وبيّن الصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه وثوابه،ووضّح الطرق الأخرى ليحذرها العباد ،وهدى عباده المؤمنين هداية التوفيق للإيمان والطاعة ، وهداهم إلى منازلهم في الجنة كما هداهم في الدنيا إلى سلوك أسبابها وطرقها،فاسمه (الهادي)متناول جميع أنواع الهداية .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا عزيزتي لطيب مواضيعك ......
جزاك الله االف خير
لا اله الا الله
جزاك الله خير
كلـمتـــــــان خفيـــفتــــــــان علــے ـاللســــــــان ثقيلتــــــان فـــے ـالميـــــزان כـــــــبيـبتــــــان ـإلــــــے ـالرכـــــمــــــــــــــ ـن...سبــــــــــــכـآטּ الـلـﮧ وبـכـــــــــمد...سبــــــ ــــــــכـآטּ اللـﮧ العظيــــــــــــمـ
جزاك الله خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهو اسم تكرر في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع،قال الله تعالى :{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }،وقال تعالى :{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}،وقال تعالى في ذكر دعاء نبي الله سليمان –عليه السلام-قال :{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }.
والوهاب:هو كثير الهبة والمنة والعطية ،و (فعّال )في كلام العرب للمبالغة ،فالله جل وعلا وهاب ،يهب لعباده من فضله العظيم ،ويوالي عليهم النعم ،و يوسع لهم في العطاء ،و يجزل لهم في النوال ، فجاءت الصفة على (فعّال) لكثرة ذلك وتواليه وتنوعه وسعته ،وهو سبحانه بيده خزائن كل شيء وملكوت السماء والأرض ومقاليد الأمور،يتصرف في ملكه كيف شاء.
وقد ذكر الله عز و جل في القرآن الكريم أنواعًا من هباته ،وذكر توجه أنبياءه والصالحين من عباده إليه في طلبها ونيلها .
وهذه الهبات المتنوعة بيده سبحانه ،فهو المالك لهذا الكون ،المتصرف فيه سبحانه كما شاء ،قال تعالى :{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
فاللهم لك الحمد شكرًا ،ولك المنّ فضلًا.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
جزاك الله الف خير
شكرا لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتّاح
قال الله تعالى :{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ }،وقال تعالى :{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}.
ومعنى هذا الاسم:أي:الذي يحكم بين عباده بما شاء، و يقضي فيهم بما يريد،و يمنّ على من يشاء منهم بما يشاء،لا رادّ لحكمه،ولا معقّب لقضائه وأمره ،قال الله تعالى :{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
هذا؛وإن إيمان العبد بأن ربه سبحانه هو الفتّاح يستوجب من العبد حسن توجهٍ إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية و أبواب الرزق وأبواب الرحمة ،و أن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير ،قال سبحانه :{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }.
قال القرطبي: ((وهذا الفتح والشرح ليس له حدّ،و قد أخذ كل مؤمن منه بحظ،ففاز منه الأنبياء بالقسم الأعلى ،ثم من بعدهم الأولياء، ثم العلماء، ثم عوام المؤمنين، ولم يخيّب الله منه سوى الكافرين ).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا لك ..
وجزاك الله الف خير ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السميع
وهو اسم تكرر وروده في القرآن فيما يقرب من خمسين موضعًا،منها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }،وقوله تعالى :{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.
والسميع :هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات ،قد استوى في سمعه سر القول وجهره {سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }،وسع سمعه الأصوات كلها ،فلا تختلف عليه الأصوات ولا تشتبه،ولا يشغله منها سمع عن سمع،ولا يغلطه تنوع المسائل،ولا يبرمه كثرة السائلين.
روى الإمام أحمد وغيره عن عائشة –رضي الله عنها –قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛لقد جاءت المجادِلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه،وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول،فأنزل الله عز و جل :{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
وفي رواية قالت : (تبارك الذي وسع سمعه كل شيء).
بل لو قام الجن والإنس كلهم من أولهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في صعيد واحد،وسألوا الله جميعًا في لحظة واحدة ،وكلٌّ عرض حاجته ،وكلٌّ تحدَّث بلهجته لسمعهم أجمعين دون أن يختلط عليه صوت بصوت أو لغة بلغة أو حاجة بحاجة .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
اللَّهُــــــــــــــــــ ـــــمّے صَــــــــــلٌ علَےَ سيدنامُحمَّــــــــــدْ و علَےَ آل ســيدنا مُحمَّــــــــدْكما صَــــــلٌيت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيمَ
وبارك علَےَسيدنا مُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْ كماباركت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيم فى.الْعَالَمِين إِنك حميد مجيد
جزاك الله الف خير
قال صلي الله عليه وسلم كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )أ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البصير
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في مواضع تزيد على الأربعين ،منها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }،وقوله تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }.
والبصير:أي:الذي يرى جميع المبصرات ،ويبصر كل شيء وإن دقّ وصغر،فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء، ويرى مجاري القوت في أعضاءها ،و يبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع،ويرى تبارك وتعالى تقلبات الأجفان،وخيانات العيون .
ولقد أحسن من قال :
يا من يرى صفَّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحــــرها والمخَّ من تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحـــــــــو بـــها ما كان مني في الزمان الأول
ثم إن لهذا الاسم العظيم مقتضياته من الذلّ والخضوع ودوام المراقبة والإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي والذنوب .
قال ابن رجب-رحمه الله-: (( راود رجل امرأة في فلاة ليلًا ،فأبت،فقال لها:ما يرانا إلا الكواكب،قالت:فأين مكوكبُها؟!)) أي:ألا يرانا. قال تعالى :{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } وكفى بهذا زاجرًا و رادعًا.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا لك وجزاك الله الف خير
شكراالخيتي على السلسله الرائعه من اسماء الله .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العليم
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في أكثر من مائة وخمسين موضعًا ،قال تعالى :{ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} ،وقال تعالى :{ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً }،أي:الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان ،وبالعالم العلوي والسفلي ،بالماضي والحاضر والمستقبل،فلا يخفى عليه شيء من الأشياء ،علم ما كان وما سيكون ،وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ،أحاط بكل شيء علما،و أحصى كل شيء عددا.
و للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار مباركة على العبد بل هو أكبر زاجر وأعظم واعظ.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-: ((أجمع العلماء على أنه أكبر واعظ وأعظم زاجر نزل من السماء إلى الأرض،.....ولا تكاد تقلب ورقة واحدة من أوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم،{ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ،{ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }، {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ }،{ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا }،{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }،{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ }،{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }.
فينبغي علينا جميعًا أن نعتبر بهذا الزاجر الأكبر،والواعظ الأعظم،و أن لا ننساه لئلا نهلك أنفسنا)).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
جزاك الله الف خير الجزاء رسمتي الغالية
وجعله في موازين اعمالك خالصة لوجهه الكريم
كلـمتـــــــان
خفيـــفتــــــــان علــے ـاللســــــــان
ثقيــلتــــــان فــــــے ـالميـــــــــزان
כـــــــبيـبتــــــان ـإلــــــے ـالرכـــــمــــــــــــــ ـن...
سبــــــــــــכـآטּ الـلـﮧ وبـכـــــــــمد...سبــــــ ــــــــכـآטּ اللـﮧ العظيــــــــــــمـ
يا من يرى صفَّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحــــرها والمخَّ من تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحـــــــــو بـــها ما كان مني في الزمان الأول
سبحان من احاط بكل شئ علما ..
شكرا للموضوع الطيب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللطيف الخبير
وهما اسمان تكرر ورودهما مجتمعين في عدة آيات من القرآن الكريم،قال الله تعالى :{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }،وقال تعالى في ذكر وصية لقمان الحكيم لابنه :{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } .
أما الخبير فمعناه :الذي أدرك علمه السرائر ،واطلّع على مكنون الضمائر ،ولطائف الأمور ،وعلم خفيات البذور،ودقائق الذرات ،فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطفوالصغر،وفي غاية الخفاء،ومن أولى باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليّات .
وأما اللطيف فله معنيان :
أحدهما:بمعنى الخبير،وهو أن علمه دقَّ ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات .
والمعنى الثاني:الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا لك .. رسمتي ..
موضوع طيب,,
أبو سلطان
05-04-2011, 06:25
بارك الله فيك اختي ونفع بك
أبو سلطان
05-04-2011, 06:26
جزيت خير الجزاء اخيتي
أبو سلطان
05-04-2011, 06:27
طرح قيم وثري بالفوائد
جزيت خيرا
أبو سلطان
05-04-2011, 06:28
جعل طرحك هذا في ميزان حسناتك
بوركت
أبو سلطان
05-04-2011, 06:31
اللهم افتح علينا بالحق وانت خير الفاتحين
بارك الله فيك وأثابك
أبو سلطان
05-04-2011, 06:34
:{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }.
بارك الله فيك اختي ونفع بك
أبو سلطان
05-04-2011, 06:35
اللهم اجعلنا هداه مهتدين
بارك الله فيك ونفع بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفو الغفور
قال الله تعالى :{ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }،وقال تعالى :{ فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً }.
والعفوّ:هو الذي يمحو السيئات ،ويتجاوز عن المعاصي ،وهو قريب من الغفور ،ولكنه أبلغ منه ؛فإن الغفران ينبئ عن السِّتر،والعفو ينبئ عن المحو ،والمحو أبلغ من السِّتر،وهذا حال الاقتران،أما حال انفرادهما فإنّ كلَّ واحد منهما يتناول معنى الآخر.
وعفوه تعالى نوعان :
النوع الأول:عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار و غيرهم،بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ،والمقتضية لقطع النّعم عنهم ،فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشرك وغيرها من أصناف المخالفات ،وهو يعافيهم ويزقهم و يدرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة ، ويبسط لهم الدنيا ،ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه .
والنوع الثاني: عفوه الخاص، ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين والدّاعين والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ،فكلّ من تاب إليه توبة نصوحًا-وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصبحها تردُّد ولا إصرار –فإنّ الله يغفر له من أيّ ذنب كان من كفر وفسوق وعصيان ،وكلها داخلة في قوله تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
وأبواب عفوه وغفرانه مفتوحة ،ولم يزل ولا يزال عفوّاً غفورا،وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها ،كما قال سبحانه :{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }.
من كتاب مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
أبو سلطان
05-04-2011, 11:22
بارك الله فيك اخيتي
وغفر الله لنا ولك وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والأموات
الله يجزاك خير اختي ..
ويجعله مثقلا بميزان حسناتك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلي ،الأعلى ،المتعال
قال تعالى :{ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }،وقال تعالى :{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }،وقال تعالى :{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}.
وهذه الأسماء تدلُّ على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات :
فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش ،وعلا على جميع الكائنات ، وباينها ، قال تعالى :{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }،وقال تعالى في ست آيات من القرآن :{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } أي :علا وارتفع عليه علوّاً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه .
وهو العلي علو قدر،وهو علو صفاته وعظمتها ،فإنّ صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد ،بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته .
وهو العلي علو قهر ،حيث قهر كل شيء ،ودانت له الكائنات بأسرها ، فجميع الخلق نواصيهم بيده ،فلا يتحرك منهم متحرك ،ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
والإيمان بعلو الله على خلقه يورث العبد تعظيمًا لله وذلًا بين يديه ،وانكسارًا له ،وتنزيهًا له عن النقائص والعيوب ،وإخلاصًا في عبادته ،وبعدًا عن اتخاذ الأنداد والشركاء ،قال الله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }
الكبير العظيم
أي الذي له الكبرياء نعتًا والعظمة وصفًا، قال تعالى في الحديث القدسي: ( الكبرياء ردائي،والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) رواه أحمد وأبو داود .
فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما،ولا يبلغ العباد كنههما.
والمسلم إذا اعتقد وآمن بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ،وأنّ كل شيء مهما كبر يصغر عند كبرياء الله وعظمته ،ذلّ لربه وانكسر بين يديه،وصرف له أنواع العبادة ،واعتقد أنه المستحق لها دون سواه، وعرف أن كل مشرك لم يُقّدر ربه العظيم حق قدره،كما قال تعالى :{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
وسبحان الله ! أين ذهبت عقول المشركين حين صرفوا ذلهم وخضوعهم إلى مخلوقات ضئيلة ،وكائنات ذليلة ،لا تملك لنفسها شيئا من النفع والضر ،فضلًا عن أن تملكه لغيرها ،وتركوا الخضوع والذل للرب العظيم ،والكبير المتعال ،والخالق الجليل الذي عنّت له الوجوه ،وخشعت له الأصوات ، ووجلت القلوب من خشيته ،و ذلت له الرقاب ،تبارك الله رب العالمين .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
جزاك الله اختي وجعله بميزان حسناتك ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القوي المتين
وقد جاء اسم الله (القوي) في عدة مواضع من القرآن الكريم ،منها قوله تعالى :{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } .
واسم الله (المتين) لم يرد إلا في موضع واحد مقرونًا بوصف الله بأنه ذو القوة ،قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }.
ومعنى (المتين ) :أي:شديد القوة ،ومعنى (القوي): أي:الذي لا يعجزه شيء ،ولا يغالبه غالب ،ولا يرد قضاءه راد،ينفذ أمره و يمضي قضاؤه في خلقه ،يعزّ من يشاء،ويُذلّ من يشاء ،وينصر من يشاء ،ويخذل من يشاء ، فالقوة لله جميعا ،لا منصور إلا من نصره ،ولا عزيز إلا من أعزه، قال الله تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} .
هذا وإن إيمان العبد بهذا الاسم يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجنابه وخوفًا منه سبحانه ولجوءًا إليه وحده ،وحسن توكل عليه ،واستسلامًا لعظمته ،وتفويض الأمور كلها إليه ،والتبرؤ من الحول والقوة إلا به .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا للجهود ..
ودزاك اللا الف خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهيد الرقيب
أما (الشهيد) فقد تكرر في مواضع عديدة من القرآن ،قال تعالى :{ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً } ،وأما الرقيب فقد ورد في ثلاثة مواطن ،قرن معه في أحدها اسم الشهيد،،قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ،وقال تعالى :{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }،وقال تعالى :{ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
ومعنى الشهيد أي المطلع على كل شيء الذي لا يخفى عليه شيء ، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها ،وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ،وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ، صغيرها وكبيرها ،و أحاط علمه بكل شيء ،الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه .
ومعنى الرقيب أي المطّلع على ما أكنته الصدور القائم على كل نفس بما كسبت الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير،رقيب للمبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء،ورقيب للمسموعات بسمعه الذي وسع كلّ شيء،و رقيب على جميع المخلوقات بعلمه المحيط بكلّ شيء.
والإيمان بهذا الاسم وبمدلوله يحرِّك في العبد مراقبة الله عزّ و جل في كل أعماله وجميع أحواله ،إذ المراقبة ثمرة من ثمار علم العبد بأنّ الله سبحانه رقيب عليه ،ناظر إليه ،سامع لقوله ،مطّلع على عمله في كل وقت ،وكلِّ لحظة،وكلِّ نفس،وكلِّ طرفة عين .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
الله يعطيك العافيه ..
جهد لا حرمتي اجره ..
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المهيمن المحيط
أما (المهيمن) فقد ورد في موضع واحد وهو قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.
ومعنى (المهيمن) :أي:المطّلع على خفايا الأمور ،وخبايا الصدور،الذي أحاط بكل شيء علما،الشاهد على الخلق بأعمالهم ،الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل ،لا يغيب عنه من أفعالهم شيء،ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وأما (المحيط)فقد ورد في عدة مواضع ،قال تعالى :{ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }،وقال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
وهو اسم دال على إحاطة الله بكل شيء علمًا وقدرةً وقهرا.
إحاطة علم ،فلا يعزب عنه من خلقه مثقال ذرة ،وإحاطة قدرة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،وإحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار منه ،قال تعالى :{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }،أي: لا تستطيعون هربًا من أمر الله وقدره لأنه محيط بكل شيء علمًا وقدرةً وقهراً.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
جزاك الله خيرا ..
تمنيت لو الموضوع كان عام شامل لجميع اسماء الله .. وبيكون فيه تميز وانفراد في الطرح والتنسيق ..
اشكر لك الجهود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المُقيت
جاء اسم (المقيت)في موضع واحد،وهو قوله تعالى :{ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }.
قال ابن كثير-رحمه الله -: (وقوله:{ وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً}،قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق :{ مُّقِيتاً} أي:حفيظا،وقال مجاهد:شهيدًا، وفي رواية عنه :حسيبا،وقال سعيد بن جبير والسّدي وابن زيد:قديرا،وقال عبد الله بن كثير:المقيت :الواصب،وقال الضحاك:المقيت :الرزاق).
ولا يمنع أن يكون هذا الاسم متناولًا لجميع هذه المعاني ،بأن يكون معناه : الذي أحاط علما بالعباد وأحوالهم ،وما يحتاجون إليه، وأحاط بهم قدرة ،فهو على كل شيء قدير،وتولى حفظهم ورزقهم وإمدادهم ،الذي يقيت الأبدان بالأطعمة والأرزاق،ويقيت قلوب من شاء من عباده بالعلم والإيمان .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الواسع
اسم الله (الواسع)تكرر في عدة مواضع من القرآن.
ومعناه:الواسع الصفات والنعوت ،ومتعلقاتها ،بحيث لا يحصي أحدٌ ثناء عليه،بل هو كما أثنى على نفسه،واسع العظمة والسلطان والملك،واسع الفضل والإحسان ،عظيم الجود والكرم .
قال تعالى في بيان سعة علمه ورحمته :{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً }،وقال تعالى في بيان سعة رزقه :{ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }،وقال تعالى في بيان سعة مغفرته :{ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
ومن شواهد اسمه (الواسع) أنه سبحانه وسّع على عباده في دينهم فلم يكلفهم ما ليس في وسعهم ،قال تعالى :{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }،فلله الحمد على ما منّ ويسر حمد كثيرا طيبًا مباركًا فيه ،كما يحب ربنا ويرضى .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الولي ،المولى
وهما اسمان تكرر ورودهما في القرآن الكريم ،قال الله تعالى :{ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }،وقال تعالى :{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }،وقال تعالى :{ بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ }.
وولاية الله تعالى وتوليه لعباده نوعان :
ولاية عامة : وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات ،وتقديره على العباد ما يريد من خير وشر،ونفع وضر،وإثبات معاني الملك كلها لله تعالى ،وأن العباد كلهم طوع تدبيره لا خروج أحد منهم عن نفوذ مشيئته وشمول قدرته ،وهذا أمر يشمل المؤمن والكافر،والبر والفاجر،يدل لهذا قول الله تعالى :{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }.
النوع الثاني :الولاية الخاصة والتولي الخاص:وهذا أكثر ما يرد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ،وهي ولاية عظيمة وتولٍّ كريم، اختصَّ الله به عباده المؤمنين ،وحزبه المطيعين،وأولياءه المتقين .
وقد بيّن الله سبحانه في القرآن الكريم أن هذه الولاية العظيمة لا تنال إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله في السر والعلانية ،والاجتهاد في التقرب إليه بفرائض الإسلام و رغائب الدين،كما قال تعالى :{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
ارق من الزهور
14-04-2011, 09:21
شــــكرا لك اختي رسمتي ع الابداااااااااااع والتااااااااااالق
ابدعتي خيتووو فيما طرحتيه هنااااااا
لــــك الشكر والتقدير
ارق من الزهور
14-04-2011, 09:30
يعطيك ربي العافيه
ابدعتي خيتوو في مواضيعك المميزه
لاننحرم جديدك
لك الشكر والتقدير
ارق من الزهور
14-04-2011, 09:38
يعطيك العافيه خيتووو
وجعله الله بميزان حسناتك
لك الشكر والتقدير
اللَّهُــــــــــــــــــ مّے صَــــــلٌ علَےَ سيدنامُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْكما صَــــــلٌيت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيمَ
وبارك علَےَسيدنا مُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْ كماباركت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيم فى.الْعَالَمِين إِنك حميد مجيد
اللَّهُــــــــــــــــــ مّے صَــــــلٌ علَےَ سيدنامُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْكما صَــــــلٌيت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيمَ
وبارك علَےَسيدنا مُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْ كماباركت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيم فى.الْعَالَمِين إِنك حميد مجيد
اللَّهُــــــــــــــــــ مّے صَــــــلٌ علَےَ سيدنامُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْكما صَــــــلٌيت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيمَ
وبارك علَےَسيدنا مُحمَّــــــــدْ و علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــدْ كماباركت علَےَ سيدنا إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل سيدنا إِبْرَاهِيم فى.الْعَالَمِين إِنك حميد مجيد
شكرا ..
رسمتي .. جزاك الله الف خير
الله يحفظك اختي وجزاك الله الف خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأول والآخر ،والظاهر والباطن
وقد وردت هذه الأسماء الأربعة مجتمعة في موضع واحد من القرآن الكريم ،قال الله تعالى :{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }وخير ما تفسر به هذه الأسماء الحسنى ويبين به معناها ما ورد في السنة النبوية في مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لربه بهذه الأسماء مناجاة تتضمن بيان معاني هذه الأسماء وتوضيح مدلولاتها.
روى مسلم في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ،فالق الحَبّ والنوى ،ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ،اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،وأنت الآخر فليس بعدك شيء و،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء،اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر )
فبيّن عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء الجامع معنى كل اسم ونفى ما يناقضه ،وهذا أعلى درجات البيان .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكيم
وقد ورد اسم الله (الحكيم ) في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرة ،قال تعالى :{ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }،{ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة ،أما كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه ،حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها ،ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.
وأمّا كمال الحكم فبثبوت أن الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء ،ويقضي فيهم بما يريد ،لا رادّ لحكمه ،ولا معقّب لقضائه ،قال تعالى :{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ }،وقال تعالى :{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَات وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }،وليس لأحد أن يراجع الله في حكمه كما يراجع الناس بعضهم بعضا في أحكامهم ،قال تعالى :{ وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } فحكمه في خلقه نافذ لا رادّ له .
وثبوت الحكم له سبحانه يتضمن ثبوت جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا؛لأنه لا يكون حكمًا إلا سميعًا بصيرًا عليمًا خبيرًا متكلمًا مدبرا ،إلى غير ذلك من الأسماء والصفات .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً
لا اله الا الله
جزاك الله الف خير الجزاء غاليتي وجعلها في موازين اعمالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغني
وقد ورد هذا الاسم في ثمانية عشر موضعًا من القرآن ،قال تعالى :{ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } ،وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }.
فهو تبارك وتعالى الغني بذاته ،الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات ،لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه .
ومن كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين،ولا تضره معصية العاصين ،فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعا ما زاد ذلك في ملكه شيئا،ولو كفروا جميعا لم ينقص ذلك من ملكه شيئا .
فمن عرف ربه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه،من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ،ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام ،ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة ،ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة عرف نفسه بالجهل ،وعلم العبد بافتقاره إلى الله الذي هو ثمرة هذه المعرفة هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدوس ،السبوح
أما اسمه تبارك وتعالى (القدوس)فقد ورد في القرآن مرتين :قال تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }،وقال تعالى :{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }.
وأما (السبوح)فقد ورد في السنة ،وذلك فيما رواه مسلم في ((صحيحه)) عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) .
وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين التسبيح والتقديس كما جُمع بينهما في قوله تعالى في ذكر تسبيح الملائكة وتقديسهم لله:{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } .
وينبغي أن يعلم هنا أن تسبيح الله وتقديسه إنما يكون بتبرئة الله وتنزيهه عن كل سوء وعيب، مع إثبات المحامد ،وصفات الكمال له سبحانه على الوجه اللائق به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : (والأمر بتسبيحه يقتضي تنزيهه عن كل عيب وسوء ،وإثبات المحامد التي يحمد عليها ،فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره و توحيده).
وبه يعلم أن ما يفعله المعطلة من أهل البدع من تعطيل للصفات وعدم إثبات لها وجحد لحقائقها ومعانيها بحجة أنهم يسبحون الله وينزهونه فهو في الحقيقة ليس من التسبيح والتقديس في شيء ،بل هو إنكار وجحود ،وضلال وبهتان .
قال ابن رجب –رحمه الله –في معنى قوله تعالى :{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } (أي:سبحه بما حمد به نفسه ،إذ ليس كل تسبيح بمحمود ،كما أن تسبيح المعتزلة يقتضي تعطيل كثير من الصفات ).
فقوله رحمه الله : (إذ ليس كل تسبيح بمحمود) كلام في غاية الأهمية ،إذ أن تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمر لا يحمد عليه فاعله ،بل يُذم غاية الذم ،ولا يكون بذلك من المسبحين بحمد الله ، بل يكون من المعطلين المنكرين الجاحدين ،من الذين نزه الله نفسه عن قولهم وتعطيلهم بقوله :{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }،فسبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ،وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الله (السلام )
وهو اسم ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في قول الله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
ومعنى هذا الاسم الكريم أي: السلام من جميع العيوب والنقائص ،لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ،فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار ،سلامٌ في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم،وسلام في صفاته من كل عيب ونقص،وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة ،وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد،والسلام من النظير والكفء والسميّ والمماثل، والسلام من النّد والشريك .
وهو اسم يتناول جميع صفات الله تعالى ،فكل صفة من صفاته جل وعلا سلام من كل عيب ونقص،وقد فصّل هذا الأمر وبيّنه ابن القيم بتقرير وافٍ وبسّطه بكلام رصين متين،ثم ختمه بقوله : ( فتأمَّل كيف تضمّن اسمه (السَّلام) كل ما نُزِّه عنه تبارك وتعالى ،وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضمنه من هذه الأسرار والمعاني).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحميد
وقد تكرر ورود هذا الاسم في القرآن الكريم سبع عشرة مرة ،قال الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } ،وقال تعالى :{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }،ومعنى الحميد:أي الذي له الحمد كله ،المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته ،فله من الأسماء أحسنها ،ومن الصفات أكملها ،فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح،وأعظم الثناء ؛لأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى حمد ،وصفاته حمد ،وأفعاله حمد ،وأحكامه حمد ،وعدله حمد،وانتقامه من أعدائه حمد ،وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد ،والخلق والأمر إنما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده ،وكان الغاية منه هي حمده ،فحمده سبحانه سبب ذلك وغايته ومظهره ، فحمده روح كل شيء ،وقيام كل شيء بحمده،وسريان حمده في الموجودات وظهور آثاره أمر مشهود بالبصائر والأبصار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله -: (والحمد نوعان :حمد على إحسانه إلى عباده،وهو من الشكر.وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله ،وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو متصف بصفات الكمال ).
والله تعالى قد افتتح كتابه بالحمد ،وافتتح بعض سور القرآن بالحمد ،وافتتح خلقه بالحمد واختتمه بالحمد ،فله الحمد أولًا و آخرًا،وله الشكر ظاهرًا وباطنًا ،وهو الحميد المجيد.
المجيد
وهو اسم عظيم ورد في كتاب الله في موضعين :قوله تعالى :{ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }،وقوله تعالى :{ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ }
برفع(المجيد )،وقد قرئ (المجيد) بالرفع نعتًا لله عز و جل ،وبالجر نعتًا للعرش.
وهو من الأسماء الحسنى الدالة على أوصاف عديدة لا على معنى مفرد.
ومعناه :واسع الصفات عظيمها ،كثير النعوت كريمها ،فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق،الذي لا يمكن العباد أن يحيطوا بشيء من ذلك.
والله عز و جل مجّد نفسه في كتابه في آيات عديدة ،بل إن القرآن الكريم كله كتاب تمجيد وتعظيم لله عز و جل،لا تخلو آية من القرآن من ذكر شيء من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ،و أفعاله الحكيمة ، و أعظم آي القرآن هي التي اشتملت على ذلك ،فآية الكرسي التي هي أعظم آية في القرآن الكريم فيها من أسماء الله الحسنى خمسة أسماء،وفيها من صفات الله ما يزيد على العشرين صفة ،وسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن أخلصت لبيان أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة ،وسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم نصفها ثناء على الله وتمجيد.
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد :الحمد لله رب العالمين ،قال الله تعالى :حمدني عبدي،وإذا قال الرحمن الرحيم ،قال الله تعالى :أثنى عليّ عبدي،وإذا قال :مالك يوم الدين ،قال الله تعالى :مجدني عبدي ).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكور، الشاكر
وقد ورد اسم الله (الشكور)في أربعة مواضع من القرآن .
قال الله تعالى :{ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }، وقال تعالى :{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }،وقال تعالى :{ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }،وقال تعالى :{ إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }.
وورد الشاكر في موضعين:
قال تعالى :{ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }،وقال تعالى :{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً}.
وجميع هذه المواضع الستة التي ورد فيها هذان الاسمان مواضع امتنان من الله عز و جل بإثابة المطيعين ،وتوفية الأجور،والزيادة من الفضل،والمضاعفة للثواب ،وهذا مما يبين لنا معنى هذين الاسمين ،وأن الشكور الشاكر: هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل ،بل يضاعف الأجر بلا حسبان ،الذي يقبل اليسير من العمل ،ويثيب عليه الثواب الكثير والعطاء الجزيل،والنوال الواسع،الذي يضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب،ويشكر الشاكرين ،ويذكر الذاكرين ، ومن تقرّب إليه شبرًا تقرّب إليه ذراعًا ،ومن تقرّب إليه ذراعًا تقرّب إليه باعًا ،ومن جاءه بالحسنة زاد له فيها حسنى ، وآتاه من لدنه أجرًا عظيما.
وفي الآيات المتقدمة جمع بين الشكور والغفور ،فهو سبحانه غفور للذنوب كلها مهما عظمت فلا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره ،الشكور لكل عمل وإن قلَّ وإن كان مثقال ذرة ،ولهذا لا يجوز للمسلم أن يقنط من غفران الله للذنوب مهما عظمت،كما لا يجوز له أن يحقر من أعمال البر شيئًا مهما قلّت ؛فإن الرب سبحانه غفور شكور.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحليم
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في عدة مواضع ،قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ،وقال تعالى :{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }.
ومعناه:أي:الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم ،يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه ،وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل،ويوالي النعم عليهم مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم ،فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ،ويمهلهم كي يتوبوا ،ولا يعاجلهم بالعقوبة كي يُنيبوا ويرجعوا.
وقد أخبر سبحانه عن حلمه بأهل المعاصي والذنوب وأنواع الظلم وأنه لو كان يؤاخذهم بذنوبهم أولًا بأول لما أبقى على ظهر الأرض من دابة ،كما قال سبحانه :{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }،وقال تعالى :{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً}.
فمع ما يكون منهم من شرك به سبحانه ووقوع في مساخطه ،واجتهاد في مخالفته ومحاربة دينه ،ومعاداة لأوليائه يحلم عليهم ، ويسوق إليهم أنواع الطيّبات ،ويرزقهم ويعافيهم ،كما في (الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليس أحدٌ أو ليس شيءٌ أصبر على أذى سمعه من الله ،إنّهم ليدّعون له ولدا ،وإنه ليعافيهم ويرزقهم )
ومن حلمه سبحانه بأصحاب الأخدود قوله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }.
قال الحسن البصري –رحمه الله -: (انظروا إلى هذا الكرم والجود ،قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ).
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير ونفع بك
جزاك الله الف خير وجعله في موازين اعمالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق المبين
أما اسمه تبارك وتعالى (الحق) فقد ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع ،منها قوله تعالى :{ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس : 32]، وقال تعالى :{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }[المؤمنون : 116].
وأما اسمه المبين فقد ورد في موضع واحد مقرونا بالحق ،قال تعالى :{ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }[النور : 25] .
ومعناه :هو البيّن أمره في الوحدانية ،وأنه لا شريك له .
ومعنى( الحق) :أي الذي لا شك فيه ولا ريب ،لا في ذاته ،ولا في أسمائه وصفاته ،ولا في ألوهيته ، فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ،فهو تبارك وتعالى حق ،وأسماؤه وصفاته حق ،وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق ،ووعده حق ، ولقاؤه حق.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته من الليل بالإقرار من هذه المعاني ،كما في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما –قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهنّ،ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ ،ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ،ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق ،ولقاؤك حق،وقولك حق ،والجنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق ،ومحمد صلى الله عليه وسلم حق،والساعة حق ،اللهم لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك توكلت ،و إليك أنبت،وبك خاصمت ،وإليك حاكمت ،فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ).متفق عليه .
وقد نوّع تبارك وتعالى في كتابه الدلائل والبراهين والحجج والبينات على أنه الإله الحق لا شريك له ،وأن ألوهية من سواه باطل وضلال ،وزيغ وانحلال { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج : 62].
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
شكرا وجزاك الله الف الف خير ...............ونفع ببما تقدميه
الودود
وقد ورد في القرآن مرتين :
الأولى :في قوله تعالى :{ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }.
والثانية : في قوله تعالى :{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ }.
ومعناه :أي الذي يحب أنبياءه و ورسله وأتباعهم،ويحبونه ،فهو أحب إليهم من كل شيء،قد امتلأت قلوبهم محبة له .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته : ((الودود : أي :المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة ،وآلائه الواسعة ،وألطافه الخفية ،ونعمه الخفية والجلية ،فهو الودود بمعنى الوادّ،وبمعنى المودود،يحب أولياءه و أصفياءه ويحبونه ، فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة ،فلما أحبوه أحبهم حبًّا آخر جزاء لهم على حبهم .
فالفضل كله راجع إليه ،فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به ،ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده ،تودد إليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة ،فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال ))اهـ.
وإذا عرف العبد بأن ربه سبحانه ودود يحب أولياءه ويحب من أطاعه ،يحب المؤمنين المتقين ،ويحب الصابرين المتوكلين ،ويحب التوابين المتطهرين ،ويحب الصادقين المحسنين ،ويحب جميع الطائعين ،ولا يحب الظالمين الكافرين ،ولا يحب الخائنين المسرفين ،ولا يحب المختالين المستكبرين ، فإنه يجب عليه أن يطيع أمره ،ويفعل ما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال ،وأن يتقرب إليه سبحانه بامتثال أمره ،واجتناب نهيه ،وحب ما يحبه من الأقوال والأعمال ، وحب كلامه سبحانه ،وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته ،والاجتهاد في متابعته ،فبذلك تُنال محبة الله ،قال تعالى :{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،وفي الدعاء المأثور عن النبي صل الله عليه وسلم : (أسألك حبك ،وحب من يحبك ،وحب عمل يقربني إلى حبك ) رواه الإمام أحمد والترمذي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدير ،القادر،المقتدر
وجميع هذه الأسماء وردت في القرآن ،وأكثرها ورودًا (القدير)ثم (القادر) ثم (المقتدر)،قال تعالى :{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ،وقال تعالى :{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }،وقال تعالى :{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }.
وجميعها دل على ثبوت القدرة صفة لله ،و أنه سبحانه كامل القدرة ،فبقدرته أوجد الموجودات ،وبقدرته دبرها،وبقدرته سواها وأحكمها ،وبقدرته يحيي ويُميت ،ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه ،والمسيء بإساءته ،الذي إذا أراد شيئًا قال له :كن ؛فيكون ،وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد،ويهدي من يشاء ،ويضل من يشاء،ويجعل المؤمن مؤمنا ،والكافر كافرا ،والبرّ برّا ،والفاجر فاجرا .
ومن أصول الإيمان العظيمة الإيمان بالقدر،قال تعالى :{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}،وقال تعالى :{ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }.
ومن لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله عز و جل ،قال الإمام أحمد-رحمه الله -: (القدر قدرة الله )،فإنكار القدر إنكار لقدرة الله عز و جل ،وجحد صفاته سبحانه أو شيء منها يتنافى مع الإيمان به سبحانه وتوحيده.
قال ابن عباس –رضي الله عنهما -: ( القدر نظام التوحيد،فمن وحّد الله عز وجل وآمن بالقدر فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها ،ومن وحّد الله عز و جل وكذّب القدر نقض التوحيد).
هذا ،وإن للإيمان بقدرة الله عز و جل التي دلّ عليها أسماؤه (القدير،القادر،المقتدر) آثارا عظيمة ،وثمار مباركة ، تعود على العبد في دنياه و أخراه ،كيف لا والإيمان به قطب رحا التوحيد ونظامه ، ومبدأ الإيمان وتمامه ،و أصل الدين وقوامه ،فهو أحد أركان الإيمان ،وقاعدة أساس الإحسان .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البّر
وقد ورد في القرآن الكريم في موضع واحد ،وهو قوله تعالى :{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور : 28]،ومعناه :أي :الذي شمل الكائنات بأسرها ببره ومنِّه وعطائه ،فهو مولي النعم ،واسع العطاء ،دائم الإحسان ،لم يزل ولا يزال بالبر والعطاء موصوفا ،وبالمنِّ والإحسان معروفا ،تفضل على العباد بالنعم السابغة ،والعطايا المتتابعة ،والآلاء المتنوعة ،ليس لجوده وبره وكرمه مقدار ،فهو سبحانه ذو الكرم الواسع والنوال المتتابع ،والعطاء المدرار.
ومما ينبغي أن يعلم هنا أن البر سبحانه يحب أهل البر،فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر ،ويحب أعمال البر ،فيجازي عليها بالهدى والفلاح والرفعة في الدنيا والآخرة ،والبر أصله التوسع في فعل الخيرات ، وأجمع الآيات لخصاله قوله تعالى :{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[البقرة : 177].
وقال الله تعالى :{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران : 92] ،قال قتادة –رحمه الله -: (( لن تنالوا بر ربكم حتى تنفقوا مما يعجبكم ومما تهوون من أموالكم )) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره.
ألهمنا الله جميعًا رشد أنفسنا ،ورزقنا من فضله وبره وجوده مالا نحتسب إنه سميع مجيب.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرؤوف
وقد ورد هذا الاسم في عشر آيات من القرآن الكريم .
و ((الرأفة ) كما قال ابن جرير –رحمه الله-: ((أعلى معاني الرحمة ،وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ،ولبعضهم في الآخرة )). وهم أولياؤه المؤمنون ،وعباده المتقون .
هذا ؛وإن من القواعد المفيدة التي قررها أهل العلم في باب فقه أسماء الله الحسنى أن ختم الآيات القرآنية بأسماء الله الحسنى يدل على أن الحكم المذكور فيها له تعلق بذلك الاسم الكريم الذي ختمت به الآية ،وتأمل ذلك من أعظم ما يعين العبد على فقه أسماء الله الحسنى .
من ذلك قول الله تعالى :{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }[آل عمران : 30] .
وهذا يفيد أن الله سبحانه مع شدة عقابه وعظم نكاله فإنه رؤوف بالعباد ،ومن رأفته بهم أن خوّف العباد وزجرهم عن الغي والفساد ، ليسلموا من مغبتها ،ولينجوا من عواقبها ،فهو جل وعلا رأفة منه ورحمة سهّل لعباده الطرق التي ينالون بها الخيرات ورفيع الدرجات ،ورأفة منه ورحمة حذّر عباده من الطرق التي تفضي بهم إلى المكروهات .
ومن ذلك قوله تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر : 10] ،وهذا من رحمة الله ورأفته بعباده المؤمنين أن أوثق بينهم عقد الإيمان ورابطة الدين و وشاج التقوى،وجعل اللاحق منهم محِبًّا للسابق ،داعيا له بكل خير ،فما أسناها من عطية ،وما أجلها من منة تفضّل بها مولانا الرؤوف الرحيم .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحسيب ،الكافي
قال الله تعالى :{ْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }،وقال الله تعالى :{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 36].
والحسيب :هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم ،الميسِّر لهم كل ما يحتاجونه ،الدافع عنهم كل ما يكرهونه .
ومن معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كل ما عملوه ،أحصاه الله ونسوه ،وعلم تعالى ذلك ،وميّز الله صالح العمل من فاسده ،وحسنه من قبيحه ،وعلم ما يستحقون من الجزاء ومقدار ما لهم من الثواب والعقاب .
و (الكافي ):الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه ،وكفايته لهم عامة وخاصة :
أما العامة :فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بإيجادها وإمدادها وإعدادها لكل ما خُلِّقت له ،وهيَّأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم ويقنيهم ويطعمهم ويسقيهم .
وأما كفايته الخاصة :فكفايته للمتوكلين ،وقيامه بإصلاح أحوال عباده المتقين { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } أي:كافيه كل أموره الدينية والدنيوية ،وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتمادًا قويًّا كاملا في تحصيل مصالحه ودفع مضاره وقويت ثقته وحسُن ظنه بربه ؛حصلت له الكفاية التامة ،وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله ،وكفاه همه وكشف غمه .
قال بعض السلف :جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه ،وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده ، فقال :{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}،ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر ،كما قال في الأعمال ،بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه و واقيه ،فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهنّ لجعل الله له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره .
وربط الكفاية بالتوكل من ربط الأسباب بمسبباتها ،فالله عز و جل كافي من يثق به ويحسن التوكل عليه ويحقق الالتجاء إليه في نوائبه ومهماته ،وكلما كان العبد حسن الظن بالله عظيم الرجاء فيما عنده صادق التوكل عليه فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكفيل ، الوكيل
قال الله تعالى :{ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } ،وقال تعالى :{ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }[آل عمران : 173].
و (الكفيل )معناه :القائم بأمور الخلائق ،المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم .
هذا ؛ومن صدق مع الله بذلك ورضي به سبحانه كفيلا أعانه على الوفاء ويسّر له الأمر من حيث لا يحتسب .
و (الوكيل )معناه :الكافي الكفيل ،وهو عام وخاص:
أما العام: فيدل عليه قوله تعالى :{ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }،وقوله تعالى :{ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } أي :المتكفل بجميع أرزاق المخلوقات وأقواتها ،القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها .
والخاص:يدل عليه قوله تعالى :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }،وقوله :{ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } أي:نعم الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به ،وخاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه .
والتوكل على الله وحده هو الأصل لجميع مقامات الدين ،ومنزلته منها كمنزلة الجسد من الرأس،فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
فتات البراري
19-05-2011, 03:10
سبحانه له الأسماء الحسنى
جزاك الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغالب ،النصير
وقد ورد اسم الله (الغالب) في موضع واحد من القرآن ،وهو قول الله تعالى:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }،و ورد اسمه (النصير) في أربع مواضع وهي:قوله تعالى :{فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ،وقوله تعالى :{ وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً }، وقوله:{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }،وقوله:{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }.
و (الغالب) معناه:الذي يفعل ما يشاء ،لا يغلبه شيء،ولا يرد حكمه رادّ،ولا يملك أحد رد ما قضاه أو منع ما أمضاه.
قال القرطبي-رحمه الله-: ( فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الغالب على الإطلاق،فمن تمسّك به فهو الغالب ،ولو أن جميع من في الأرض طالب ،قال تعالى :{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ومن أعرض عن الله تعالى وتمسك بغيره كان مغلوبا وفي حبائل الشيطان مقلوبا ).
و(النصير) معناه : الذي تولى نصر عباده ،وتكفل بتأييد أوليائه والدفاع عنهم ،والنصر لا يكون إلا منه ،ولا يتحقق إلا بمنه ،فالمنصور من نصره الله ،إذ لا ناصر للعباد سواه ،ولا حافظ لهم إلا هو ،قال تعالى :{ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ،وقال تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ } .
وقد ذكر الله سبحانه في مواضع عديدة من القرآن الكريم منته على أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد، قال تعالى :{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وهو خطاب للمؤمنين الذين قاموا بحقائق الإيمان الظاهرة والباطنة بأنهم هم المنصورون ،وأن العاقبة الحميدة لهم في الدنيا والآخرة .
ولهذا فإن المؤمنين ما لم يجاهدوا أنفسهم على تحقيق الإيمان والإتيان بمقومات النصر على الأعداء لا يتحقق لهم نصر،بل يتسلط عليهم أعداؤهم بسبب ذنوبهم وتقصيرهم .
ولا بد أيضا من حسن الالتجاء إلى من بيده النصر والله عز و جل حافظ من لجأ إليه ،وكاف من اعتصم به ،فنعم المولى ونعم النصير .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العزيز
ورد اسم العزيز في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرة .
ومعنى (العزيز) أي:الذي له جميع معاني العزة ،كما قال سبحانه :{ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } أي:الذي له العزة بجميع معانيها ،وهي ترجع إلى ثلاثة معانٍ كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال.
المعنى الأول :عزة القوة ،وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات و إن عظمت، قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }[الذاريات : 58]
المعنى الثاني :عزة الامتناع ، فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد ،لا يبلغ العباد ضره فيضرونه ،ولا نفعه فينفعونه ،بل هو الضار النافع المعطي المانع،منزه سبحانه عن مغالبة أحد،وعن أن يقدر عليه ،وعن جميع مالا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص ،وعن كل ما ينافي كماله،وعن اتخاذ الأنداد والشركاء ،قال الله تعالى :{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
المعنى الثالث :عزة القهر والغلبة لجميع الكائنات ،فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته ،ونواصي جميع المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك،ولا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته و إذنه ،فما شاء الله كان ،وما لم يشأ لم يكن ،ولا حول ولا قوة إلا بالله .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر.
جزاك الله الف خير اختي ..
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
المقدِّم ،المؤخِّر
وقد ورد هذان الاسمان في بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها أنه كان يدعو بهذا الدعاء : (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي،وإسرافي في أمري ،وما أنت اعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي،اللهم اغفر لي ما قدَّمت و ما أخَّرت ، وما أسررت وما أعلنت ،وما أنت أعلم به مني،أنت المقدِّم و أنت المؤخِّر،وأنت على كل شيء قدير ). متفق عليه
وهذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقرونًا بالآخر،فإن الكمال باجتماعهما، والتقديم والتأخير وصفان لله عز و جل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته ،وكمال حكمته ،وهما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما ،ومن صفات الأفعال ؛ لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها و أفعالها و أوصافها .
وهذا التقديم والتّأخير يكون كونيًا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها عن بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها ،والشروط على مشروطاتها ،إلى غير ذلك من أنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير ، ويكون شرعيًّا كما فضّل الأنبياء على الخلق وفضّل بعضهم على بعض ،وفضّل بعض عباده على بعض ،و قدّمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف .
و أخَّر من أخَّر منهم بشيء من ذلك ، وكل هذا تبع لحكمته سبحانه ،يقدِّم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه وفضله ، ويؤخر من يشاء عن ذلك بعدله .
وقد ورد هذان الاسمان في سياق طلب الغفران للذنوب جميعها المتقدّم والمتأخّر ،والسّر والعلانية ،والخطأ والعمد ،وفي هذا أن الذنوب توبق العبد وتؤخّره ،وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدِّمه ويرفعه ، والأمر كله لله وبيده يخفض ويرفع ،ويعزّ ويذل،ويعطي ويمنع ،من كتب الله له عزًّا ورفعة وتقدمًا لم يستطع أحد حرمانه من ذلك،ومن كتب الله له ذلاً وخفضا وتأخرًا لم يستطع أحد عونه للخلاص من ذلك .
ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم الحرص على تقديم ما قدّم الله وتأخير ما أخّر (( والنبي صلى الله عليه وسلم كان شديد التحري لتقديم ما قدّمه الله والبداءة بما بدأ الله به ،فلهذا بدأ بالصفا في السعي ،وقال : (نبدأ بما بدأ الله به )،و بدأ بالوجه ثم اليدين ثم الرأس في الوضوء ،ولم يخلّ بذلك مرة واحدة )) .
وهكذا في جميع أمور الدِّين،والواجب كذلك تقديم من قدّمه الله وتأخير من أخّره ،ومحبة من أحبه الله وبغض من أبغض،فإن هذا أوثق عرى الإيمان .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطيّب
ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عله وسلم : ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ،وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }[المؤمنون : 51] ،وقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }،ثم ذكر الرجل يطيل السفر ،أشعت أغبر ،يمد يديه إلى السماء:يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،وغُذِّي بالحرام ،فأنّى يُستجاب لذلك ) رواه مسلم .
والمعنى :أنه تعالى مقدّس ومنزّه عن النقائص والعيوب كلها ؛لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث ،والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملا بذاته وصفاته ،و أفعاله و أقواله صادرة عن كماله ،كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله ،ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاته العلا دالة على ما يفعله ويقوله ،فإنه سبحانه يفعل ويقول ما هو موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك . فهو طيب ،وأفعاله طيبة ،وصفاته أطيب شيء ،و أسماؤه أطيب الأسماء ،واسمه الطيب لا يصدر عنه إلا طيب ،ولا يصعد إليه إلا طيب ،ولا يقرب منه إلا طيب ،فكلمه طيب ،وإليه يصعد الكلم الطيب ،وفعله طيب ،والعمل الطيب يعرج إليه ،فالطيّبات كلها له ،ومضافة إليه ،صادرة عنه ،ومنتهية إليه .
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )يدل على أن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال والأقوال إلا ما كان موصوفا بالطيب ،وهو عام في جميع الأقوال و الأعمال ،فلا يعمل المرء المؤمن إلا صالحا ،ولا يقول إلا طيبا ، ولا يكتسب إلا طيبا ، ولا ينفق إلا من الطيب ،فإن الطيب تُوصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث ،كما قال تعالى : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ......} [المائدة : 100] ،والدين الحنيف كله دين طيب في عقائده وأحكامه وآدابه ، فعقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب ،وتطيب بها النفوس ،وتوصل معتقدها والمتمسك بها إلى أجلّ غاية وأفضل مطلوب ، و أحكامه وآدابه أطيب الأحكام و أطيب الآداب، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة ،وبفواتها يفوت الصلاح كله .
ولما طاب المؤمن في هذه الدار في عقائده و أعماله و أقواله أكرمه الله في دار القرار بدخول دار الطيبين التي لا يدخلها إلا طيب ،قال سبحانه :{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }،فعقّب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يُؤذن بأنه سبب للدخول، أي :بسبب طيبكم قيل لكم :ادخلوها .
اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الذين يُقال لهم يوم القيامة : { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }
مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
عبدالرازق القزا
02-10-2011, 11:25
جزاكم الله خير الجزاء
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، والساعة حق ، ومحمد حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهى لا إله إلا أنت.
السلام لا يكتمل الا بصفاء النفوس
مساكم راحه وهدوء وسكينه
تغمر ارواحكم الجميله
يوسف فرج
22-10-2017, 02:45
تسلمى وشكرا على هذا الموضوع